بشرى الزين
هكذا وجد الزنوج الأفارقة أنفسهم أحرارا في مدينة «نيو أورليانز» يجوبون شوارع المدينة، ويعزفون الحانا احتفظوا بها وتوارثوها جيلا بعد جيل حينما كانوا يرددونها في حقول القطن ومزارع «الأسياد» الذين جلبوهم من أفريقيا. وعلى يد الرئيس إبراهام لينكولن ألغي نظام الرق والعبودية في العام 1863 فامتزجت الالحان الافريقية التي عزفها نجوم الجاز على آلات موسيقية نحاسية خلفتها فرق الموسيقى العسكرية بعد انتهاء الحرب الاهلية الأميركية فجمعوها وعزفوا انغاما تلقائية مما تعلموه وحفظوه من الحان الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية فلم تخل النغمات من صرخات عذاب الرق التي امتزجت بروح فنهم.
السفيرة الأميركية ديبورا جونز وصفت هذه الموسيقى بـ «التعبير الصافي عن الديموقراطية الأميركية» وبأنها تواصل ثقافي ديبلوماسي في أفضل حالاته.
كلام جونز جاء لدى رعايتها وحضورها معرض «سفراء الجاز يحتضنون العالم» للصور في المركز الثقافي الاميركي ـ دار الاثار الاسلامية، مذكرة ببداية رحلات نجوم الجاز منتصف خمسينيات الى منتصف سبعينيات القرن الماضي التي نقلوا خلالها ثقافة الولايات المتحدة واقاموا صداقات بين شعوب العالم والشعب الاميركي.
وأضافت في كلمة القتها في حفل افتتاح معرض اللوحات الفنية أن هؤلاء العازفين امثال «لويس ارمستغروف» و«دريف بروك» و«دجيزي جليسبي» كانوا ديبلوماسيين فنيين نقلوا واظهروا مهارات أميركية متجاوزين في ذلك الاختلافات السياسية والدينية والثقافية في فترة الحرب الباردة التي كانت تمتد بين القطبين.
وأشارت إلى أن موسيقى «الجاز» فريدة وتشمل تركيبة ثقافية أفريقية - أميركية بأسلوب يقدم فنا ديموقراطيا ساعد آخرين على فهم الفكر والأبداع الأميركيين.