- مخترعو الكويت سجلوا 120 اختراعاً في 8 سنوات فقط وحصدوا عشرات الجوائز العالمية
- 200 مخترع من 40 دولة و250 متطوعاً ومتطوعة في المعرض الدولي الثالث
- 52 ألف دولار جوائز للمخترعين الفائزين بالمراكز الـ 5 الأولى
دانيا شومان
ستشهد الكويت في التاسع من نوفمبر المقبل اقامة المعرض الدولي الثالث لاختراعات في الشرق الاوسط تحت رعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وسيكون المعرض هو الثالث بعد النجاحين الكبيرين الذين حققهما المعرضين الاول والثاني الذين أقيما عامي 2007 و2008 بمشاركة دولية غير مسبوقة في منطقة الشرق الاوسط.
وقد وضع المعرض في الكويت ومنذ انطلاقته الاولى عام 2007 على خارطة الدول الراعية للمخترعين والاختراعات كونها أول دولة في المنطقة تقيم معرضا بهذا الحجم الذي بلغت سمعته حدودا عالمية بمشاركة دول خليجية وعربية وغربية عديدة، خصوصا مع مشاركة أكثر من مؤسسة علمية اقليمية وعربية وعالمية في المهرجان بشكل رسمي ومن بينها المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومكتب براءات الاختراع الاميركي ومكتب براءات الاختراعات الاوروبي وممثلو معرض جنيف الدولي الذي يعتبر أهم المعارض العلمية للاختراعات على مستوى العالم أجمع، ما يعني أن المعرض حاز اعترافا عالميا ومنذ بدايته، بل وأثبت أن الكويت ليست بلدا لتصدير النفط فقط، بل تمتلك عقولا شابة مبتكرة وضعت الكويت ومنذ سنوات طويلة على خارطة الابتكارات العلمية ولعل أبرزها فوز المخترع الكويتي أحمد الحشاش بجائزة أوسكار معرض جنيف الدولي والتي تعد أرفع جائزة تقدم للمخترعين على مستوى العالم.
ولم يكن اختيار النادي العلمي لتحدي اقامة مثل هذا المعرض بالمستحيل ولا غير المنطقي بحسب كثير ممن استطلعت «الأنباء» آراءهم اذ ان المكتب الكويتي لرعاية المخترعين والذي تأسس في العام 1999 بمكرمة أميرية من سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر استطاع مخترعوه أن يسجلوا 120 براءة اختراع، والاهم اشتراك معظمهم في المحافل العلمية العالمية حيث رفعوا فيها اسم الكويت وحققوا العديد من الانجازات وحصلوا على العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وحصولهم وعن جدارة على أرفع الجوائز، وبلغ عدد الجوائز العالمية التي حصل عليها المخترعون الكويتيون منذ 8 سنوات مضت على انشاء المكتب نحو 49 جائزة عالمية ما يعد انجازا تاريخيا للكويت وغير مسبوق في المنطقة.
المعرض الثالث سينطلق بمشاركة 200 مخترع من 40 دولة وفق ما أعلن النادي العلمي، وهو رقم يزيد على حجم المشاركة في المعرض الثاني بنسبة 12%، كما سيشارك في تنظيم المعرض لهذا العام 250 متطوعا ومتطوعة بزيادة 100 متطوع، عن المشاركة التي شهدها المعرضان الاول والثاني بزيادة 40% وهو ما يعني اقبالا كبيرا حتى على المشاركة التطوعية لمعرض يثبت نجاحاته عاما بعد آخر، وتصل جوائز معرض هذا العام الى 52 ألف دولار لعموم المشاركين المخترعين في المعرض الذين سيتسابقون على نيل جوائزه الخمسة الاولى، فيما تخصص أيضا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي جوائز بقيمة 15 ألف دولار توزع على الفائزين الثلاثة الاوائل من مخترعي الكويت.
بين المعرضين الاول والثاني
ويهدف المعرض كما أعلن النادي العلمي الحاضن الرئيسي والمحرك لهذا الحدث العملاق بحسب حديث لرئيس مجلس ادارة النادي العلمي اياد الخرافي الى أن المعرض يهدف الى جذب المستثمرين لساحة المخترعين وكذلك الشركات المهتمة بالاختراعات وايجاد مساحة من التعاون فيما بين الجميع واشراك أكبر عدد من أفضل المخترعين والمستثمرين ووضع الكويت والعالم العربي على خارطة التقدم العلمي والتكنولوجي من خلال مشاركة أكبر عدد من المخترعين الكويتيين والعرب، كما حرص القائمون على النادي وخلال المعارض الاول والثاني والثالث أيضا الى أن يكون المعرض ذا أهداف رئيسية وليس مجرد واجهة عرض فقط، فمن الاهداف هي وضع الكويت على خارطة الدول الحاضنة للمخترعين بل ووضعها على خارطة الاختراعات العالمية وهو أمر قد تحقق منذ المعرض الاول، والهدف الاسمى كان تشجيع المخترعين الكويتيين واشراكهم في هذا الحدث الضخم من أجل الاحتكاك بمخترعين زملاء لهم من كل الاقطار لمنحهم حافز المنافسة وتقديم الافضل كونهم يمثلون بلدهم في معرض يقام فيه وهو ما تحقق أيضا خلال المعرضين الاول والثاني كذلك أصبح المخترعون في الكويت ينتظرون هذا الحدث بفارغ الصبر بل ويقدمون أفضل ما لديهم ويحرصون على رفع اسم بلدهم عاليا في محفل يقام بينهم، وكان الهدف الرئيسي هو جمع المستثمر والتاجر بالمخترع وايجاد أرضية التقاء بين الطرفين، وهو ما تحقق أيضا عبر ورش العمل والعرض الذي شهدته صالة المعرض الاول والثاني، ورغم أن نسبة الاختراعات عالميا التي تصل الى الصناعة فبالكاد تصل الى 2%، وهي نسبة عالمية، ذلك نظرا لان كثيرا من الاختراعات العلمية تكون كلفة تصنيعها باهظة أو غير مجدية، ولكن نسبة الـ 2% التي تجد طريقها الى خطوط الانتاج في الشركات العالمية المصنعة وتتحول الى منتج استهلاكي ويجد طريقه الى المستهلكين يمكن أن يكون لمخترعي الكويت نصيب منها خاصة أن المخترعين الكويتيين خلال المعرضين الاول والثاني بل والمعارض العالمية التي شاركوا بها قدموا اختراعات حازت جوائز من تلك المعارض العالمية، وكذلك في المعرضين الاول والثاني وكثير منها لاقت استحسانا من الجمهور الذي زار المعرضين.
النجاح منذ المعرض الأول
أثبت المعرض نجاحه منذ انطلاقته الاولى، ولم يكن النجاح مسجلا فقط في عدد المخترعين المشاركين ولا عدد الدول المشاركة بل في حجم ونوعية الجهات المشاركة من تلك الدول ولعل مشاركة أكثر من 40 جهة علمية من مختلف الدول منذ المعرض الاول واستمرار مشاركة تلك الجهات في المعرضين الثاني والثالث أيضا يعني نجاحا واضحا للمعرض ومن الجهات الرئيسية التي شاركت سواء بدعم معنوي أو مالي أو حتى كجهات علمية بمخترعين في المعرض الدولي للمخترعين في الشرق الاوسط، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الاتحاد الدولي للمخترعين (ifia)، والمنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية وبراءة الاختراع (wipo)، ومعرض جنيف الدولي للمخترعين (palexpo)، وشركة نفط الكويت (koc).
ومن دول الخليج العربي مكتب براءات الاختراع الخليجي، ومن المملكة العربية السعودية مؤسسة الملك عبدالعزيز للإبداع، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة شارك كل من نادي الإمارات العلمي ومعهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين، ومن مملكة البحرين الشقيقة المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ومن قطر النادي العلمي القطري ومن سلطنة عمان شاركت الأندية العلمية ومراكز الأبحاث، أما من جمهورية مصر فشارك كل من مركز سوزان مبارك (نادي العلوم) وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمركز القومي للتكنولوجيا ومؤسسة الأهرام ومركز شؤون المشروعات البحثية، ومن سورية جاءت مشاركة المركز العلمي السوري، ومن تونس شاركت الجمعية التونسية للمخترعين وكذلك كلية العلوم والاتصالات من جامعة تونس ومن المملكة الأردنية الهاشمية شاركت الجمعية العلمية الملكية ومن لبنان جاءت مشاركة الأندية العلمية ومراكز الأبحاث وكذلك الأندية العلمية ومراكز الأبحاث من المغرب، ومن ليبيا شاركت الأندية العلمية ومراكز الأبحاث المتخصصة، كما شاركت جميع الأندية العلمية والأبحاث من كل من العراق والسودان واليمن وليبيا والجزائر والصومال، وعدد من الجهات العلمية من جمهورية إيران الإسلامية، ولعل المشاركة من الدول الغربية جاءت أيضا اعترافا بنجاح المعرض منذ انطلاقته الأولى فجاءت مشاركة الولايات المتحدة الأميركية عبر مكتب الاختراعات الأميركي uspto ومكتب أحد المحامين المختصين لتسجيل براءات الاختراعات الأميركية وجامعة ميرلاند، ومشاركات من ألمانيا أيضا، وكذلك مشاركة مكتب الاختراعات الأوروبي epo، ومن سويسرا المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية (wipo)، وأخيرا وليس آخرا مشاركة معرض جينيفا للاختراعات palexpo (المشرف الفني على المعرض).
المخترع والمستثمر في المعرض الثاني
حرص النادي على تنظيم هذا المعرض الدولي منذ العام 2007 وبعد تلمسه وجود الكثير من العقبات التي تقف حجر عثرة بين المخترعين والمستثمرين قرر في المعرض الثاني الذي أقيم في العام 2008 أن يعمل على التقريب فيما بين المخترع والمستثمر، ويعمل على كسر الحواجز فيما بينهما، والمتمثل في تبني شركتين من القطاع الخاص لاختراعين كويتيين، اضافة الى تعيين احد المخترعين تحت مسمى مخترع في احدى شركات القطاع الخاص، ومن أجل ذلك خصصت اللجنة المنظمة للمعرض يوما من أيام المعرض الثاني للمستثمرين ورجال الأعمال للتعرف على ما يقدمه المخترعون.
نفط.. ومخترعون
لعل أهم ما أبرزه المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط ومنذ إقامته هو أن الكويت ليست بلدا يصدر النفط فقط بل يصدر مخترعين أيضا وتملك قاعدة لا يستهان بها من المخترعين وهو الأمر الذي اثبتته مشاركات المخترعين الكويتيين في المعارض العالمية وهو ما أكده رئيس لجنة المتابعة والتنسيق د.آدم الملا، قائلا في تصريح صحافي له: ان من اهداف المعرض التأكيد على ان الكويت ليست دولة نفطية فقط بل دولة مقبلة على العديد من الصناعات وذلك تلبية للرغبة الاميرية السامية في أن يكون لدينا المنتج الكويتي وعدم الاعتماد على شراء التكنولوجيا من الخارج حيث ان المعرض يساهم بشكل كبير في المضي قدما بتحقيق تلك الرغبة الاميرية السامية.
القطاع الخاص
مع انطلاقة المعرض الأول شارك القطاع الخاص بشكل جزئي ملموس وساهم عبر المعرض الثاني أيضا، ولكن عددا من المساهمات الفاعلة سواء في الرعاية أو تقديم التسهيلات لاتزال دون الطموحات، فالمعرض لكي يصبح أكثر من السابق وأكثر فاعلية وينطلق بعيدا لابد من أن يضع القطاع الخاص ثقله في هذا المعرض حتى لو بطريقة المشاركة الإعلانية عبر الرعاية، لكون المعرض لا يمثل قطاع النفع العام ممثلا في النادي العلمي، بل يمثل الكويت كلها ويرفع من اسم الكويت عاليا، ما يعني أن مشاركة القطاع الخاص ليست فقط ضرورية بل لازمة بل أيضا واجبة.
واقرأ ايضاً:
الدعيج ترأس اجتماع مجلس المحافظة: توفير احتياجات أهالي الأحمدي أولوية
العوضي: «الأبحاث» مقبل على خطة إستراتيجية تهتم بالعنصر البشري
أكاديمية الإعلام: دورة تدريبية حول التحكم في مخارج الحروف وكيفية تحرير الخبر
الخالدي لـ «الأنباء»: «التجارة» تداهم برادة محملة بمواد غذائية منتهية الصلاحية
وزير التجارة يصدر 5 قرارات وزارية لإغلاق مطعمين ومحلات تجارية
السلمان: «الفتوى والتشريع» حصلت على 63 مليون دولار تنفيذاً لأحكام قضائية نهائية لـ «توراس»