لم يعد اقتناء السجاد الفاخر بالنسبة للكويتية عايدة ميرزا هواية وحسب وانما يمثل فنا بحد ذاته ورسالة تعنى بالتواصل والحوار وتفخر بأن احدى مقتنياتها سجادة تزين قصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخرى لدى سلطان بروناي حسن بلقية.
ولا تقتصر هواية عايدة على البحث والاقتناء داخل الكويت بل تجوب العالم شرقا وغربا بحثا عن السجاد المميز والفاخر وأقامت أربعة معارض للسجاد الفاخر في البلاد وتحضر معارض عالمية ومزادات خاصة بالسجاد وتلتقي أكبر وأشهر التجار في العالم ولا تخفي سعادتها بأحب الألقاب إليها وهو (هاوية اقتناء السجاد الفاخر).
وقالت ميرزا لـ«كونا» انني اعشق السجاد لاسيما الايراني منه وأسعى بشكل حثيث لاعرف مزيدا عن تاريخه ونقوشه وأشهر صانعيه لاقتناء أجمله.
وعن زيارتها مؤخرا الى طهران لحضور معرض السجاد هناك قالت ميرزا انه يمكن للزائر ان يتلمس لدى دخوله المعرض الاقبال الكبير على شراء السجاد ويصبح الشك يقينا أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم أجمع فإن قطاع السجاد لم يتأثر بذلك.
وذكرت أن أهم الاماكن التي تضم أفخم وأندر انواع السجاد والسوق الرئيسي له هو معرض سجاد طهران ثم السوق الأوروبي ومركزه المانيا وتأتي من ثم بقية الدول الأوروبية والولايات المتحدة وتركيا لذا فمن المهم جدا التواجد في هذه المناطق لتسويق السجاد والاطلاع على أحدث ما يتم عرضه بها.
أوقات المواسم
وأشارت الهاوية الكويتية الى ان معرض طهران جمع عددا هائلا من السجاد بأنواعه وأشكاله وأحجامه المختلفة كما تضمن تشكيلة واسعة من السجاد وضم كثيرا من المصممين العالميين والمتميزين الذين يسهمون بشكل كبير لدى استشارتهم في اقتناء أي سجادة.
وبالنسبة لخبرتها في هذا المجال والنصائح التي تقدمها لمن ينوون اقتناء سجاد قالت ميرزا «لا تحاول شراء سجادة أوقات الموسم لان ذلك قد يسبب ارباكا قبل الشراء بل قم بزيارة عدد من المتاجر الموثوقة واستمع جيدا لما يعرض عليك من توصيات ثم قارن بينها مع الاخذ بعين الاعتبار لون وحجم السجادة وتصميمها».
وأشارت الى ضرورة فحص القياسات بكل دقة عبر طي السجادة لقسمين ليتم تطابقها ثم الحرص على اختيار السجادة نهارا والاستعانة بضوء الشمس لفحصها لتظهر ألوانها الطبيعية بوضوح اكثر من الاضاءة الصناعية.
وبينت أن أبرز عوامل الاختيار الصحيح تتعلق بطريقة النسيج المكون منها السجادة حيث يعد تطابق شكل السجادة من الوجهين الامامي والخلفي من أدق العناصر عند الاختيار.
وقالت انه لدى فحص الوبر «قم بفرك يديك على سطح السجادة وتأكد من ارتفاع الوبر بأن يكون ملمسه بشكل متساو من بداية السجادة حتى نهايتها».
وعن صناعة السجاد في ايران قالت ميرزا ان «صناعة السجاد الايراني هي من أقدم الفنون عالميا وتمثل خبرات وفنونا تراكمت على مر العصور لتمثل حرفة تحتاج الى الدقة والحس الفني الرفيع والسليم».
واضافت ان انتاج السجاد الايراني يعتمد على التصميم وعدد العقد والجودة التي طورت على مر القرون وكانت التصاميم تنجز على الورق أولا قبل أن تترجمها الأنامل الى قطع فنية نادرة الا أن دخول الحاسوب على الخط بات يزاحم الصناع التقليديين في ايران وفي الأسواق العالمية.
السجاد الأصفهاني
واستعرضت أنواعا كثيرة للسجاد الايراني «حيث ان لكل نوع تاريخا ومميزات وصناعة مختلفة ويسمى كل نوع وفق منطقته فهناك السجاد الاصفهاني التي تعود صناعته في مدينة اصفهان الى اكثر من 400 سنة».
وتابعت ميرزا انه كانت لهذه الصناعة مكانة في تلك المنطقة وكان صانعو السجاد يستخدمون في سجادهم العقد المزدوجة (جوفتي) بمعنى كل خيطين في عقدة واحدة ليساعد ذلك في نسج السجاد بكميات كبيرة واحجام مختلفة.
سجاد تبريز
ذكرت ميرزا ان الحرير ينتج بواسطة يرقة العث المشهورة باسم دودة القز التي تؤخذ من بحر قزوين شمالي ايران وهي اكبر منطقة لانتاج الحرير في العالم.
وعن النوع الثالث أشارت الى انه سجاد (تبريز) نسبة الى مدينة تبريز بأذربيجان التي تتمتع بظروف مناخية مناسبة لتربية الاغنام وبالتالي يمكن الحصول على أجود انواع الصوف الذي يساهم في إنتاج ارقى انواع السجاد. وذكرت انه نتيجة لتراكم الخبرات شهدت تبريز ارقى التصاميم كنقش هيراتي والبوتيه وزهور شاه عباس والاشجار والازهار الى جانب المناظر الطبيعية. وقالت ميرزا ان السجاد التركي لا يقل قيمة وشأنا عن غيره بل يحتل المرتبة الثانية مباشرة من حيث الجودة والعراقة بعد السجاد الايراني وله تاريخ عريق كذلك وينتشر في العالم على نطاق واسع، كما يحرص ملاك السجاد على اقتناء قطع كثيرة منه وذلك لجودته وتاريخه.
وذكرت ان تركيا عرضت في معرض هانوفر بألمانيا كما كبيرا من القطع المميزة وبالفعل كان الجميع يتمتعون برؤية هذه القطع الفنية النادرة التي يسرق جمالها الأنظار.
وعددت ميرزا بين أهم المعروضات التركية سجاد الهركة المتميز والمشهور بغرزه الدقيقة المنسوج يدويا بخيوط الحرير.
وبينت ان النساجين الأتراك اشتهروا منذ أمد بعيد بإنتاج أجود أنواع السجاد، حيث قاموا بصنع العديد منه وذاع صيته ويستخدم في أوروبا والشرق الأوسط، مشيرة الى زيارة قامت بها الى تركيا للاطلاع على تاريخ هذا الفن وجمع المعلومات الكافية عنه.