عائشة الجلاهمة
استضاف الصالون الاعلامي في ندوة استثنائية أقيمت مساء امس الاول ضيوف ملتقى الكويت الاعلامي للشباب الذي استضافته الكويت تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقاعة عثمان عبد الملك في كلية الحقوق بالشويخ.
وشهدت الندوة حضور كل من الاعلامي يسري فودة وأفكار الخرادلي رئيسة تحرير مجلة نصف الدنيا وطلال طعمة رئيس تحرير مجلة زهرة الخليج والاعلامي محمود شمام ود.ليلى عبدالمجيد نائب رئيس أكاديمية أخبار اليوم وعز الدين ميهوبي وزير الاعلام الجزائري السابق والاعلامي هاني البدري ومحمد الحارثي رئيس تحرير مجلة سيدتي والاعلامية علا فارسي وحكيم بن مداحي رئيس تحرير جريدة الاحداث المغربية، وأدار الندوة الامين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي والمنسق العام للمجلس العربي للتنمية الاعلامية ماضي الخميس الذي طرح على الضيوف سؤالا واحدا حول رؤيتهم للمشهد الاعلامي العربي وكيف يمكن للاعلام ان يساهم في توحيد العالم العربي وتحديث مؤسسته الاعلامية.وأكد الاعلامي يسري فودة في البداية ان الكويت تتميز بإقامة مثل هذه اللقاءات التي تساعد على وجود تبادل فكري وحواري الامر الذي يحسب للكويت، مشيرا الى ان ملتقى الكويت الاعلامي للشباب قد أتاح فرصة مميزة للعديد من الاعلاميين الذين التقوا بالشباب من طلبة الاعلام في الكويت ومشاركتهم الآمال والآلام والتطلعات.
من ناحية اخرى سرد فودة بعض القضايا التي لها تأثير واضح على المشهد الاعلامي العربي، مشددا على ان الانطلاقة القوية والسريعة للاعلام الخاص تسببت في غياب أبجديات العمل الصحافي، وكذلك اشار الى طبيعة العلاقة بين الاعلام الخاص والاعلام الحكومي، وتطرق فودة كذلك الى مسألة الانفجار الرقمي التي يشهدها العالم حاليا، وهي تمثل واحدة من التحديات الكبرى، مختتما بقضية الحوار العربي وكيفية ادارة هذا الحوار. وأضاف فودة ان المشهد الاعلامي العربي في المجمل يشوبه الكثير من الاخطاء المهنية والغموض وعدم وضوح الرؤية، وقد اكد كذلك ان الحكومات العربية مازالت في حيرة أمام التعامل مع الاعلام الجديد. واختتم فودة بأن تجربته مع قناة الجزيرة كانت تجربة ايجابية ولا يستطيع أي منصف أن ينكر أن «الجزيرة» قد ساهمت الى حد بعيد في تحريك المشهد الاعلامي العربي الراكد. من ناحية اخرى، اكد الاعلامي محمود شمام ان الاعلام المكتوب قد انتكس مرتين، الاولى عندما ظهر الراديو ولم يلاحظ الكثيرون انه عندما انتشر الراديو زادت نسبة الامية في العالم العربي، والثانية كانت الثقافة الشفهية للتلفزيون والذي زاد الامر سوءا، مضيفا ان العالم العربي عالم لا يقرأ.
وأردف شمام ان الانترنت الآن قد يساهم بشكل كبير في محو أمية قطاع كبير من الشعوب العربية لأن تصفح الانترنت والتفاعل معه يتطلب أن يكون المرء على الاقل يقرأ ويكتب، كذلك اضاف ان من الايجابيات انتقال الاعلام من الاعلام القومي الى التركيز على الاعلام المحلي وهو شيء ايجابي وسيساهم في تغيير المشهد الاعلامي العربي.
وأشار شمام الى المجلس العربي للتنمية الاعلامية، حيث اتفق اعضاؤه في الاجتماع التأسيسي الذي عقد في الـ 18 من هذا الشهر على ان المجلس سيعمل على اصدار تقرير سنوي دقيق عن حالة الاعلام العربي ومؤسساته، مشددا على اننا نفتقد مثل هذه التقارير الدقيقة.
أما رئيسة تحرير مجلة نصف الدنيا افكار الخرادلي فقد اكدت ان امكانية ان يساعد الاعلام في توحيد العالم العربي هو شيء يصعب تحقيقه الآن، مشيرة الى ان العالم العربي نفسه غير متحد في الاساس، وذلك يصعب مهمة الاعلام في تحقيق ذلك، مشددة على انه ينبغي للاعلامي ان يعمل من اجل ان يقدم لصانع القرار الرؤية السليمة التي تمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة في القضايا المختلفة، ومشيرة الى ان الاعلام اليوم أصبح يسلك الطريق الاسهل بعيدا عن التعب والبحث والتعمق معتبرة أن ذلك يمثل مشكلة مهنية كبرى.
وأكد طلال طعمة رئيس تحرير مجلة زهرة اهمية الاحتكاك مع طلبة الاعلام، مثمنا الجهود التي تم بذلها من اجل انجاح ملتقى الكويت الاعلامي للشباب، كما اكد ضرورة وضع الاعلام الجديد في الاعتبار لأن دوره قد تعاظم هذه الايام وأصبح ذا تأثير كبير على مبيعات الصحافة المطبوعة.
بينما أبدت د.ليلى عبدالمجيد نائبة رئيس أكاديمية اخبار اليوم وعميد كلية الاعلام بجامعة القاهرة تفاؤلا كبيرا بالجيل الجديد، مؤكدة ان هناك من طلبة الاعلام والشباب من يمتلكون طاقات ابداعية كبرى ولا ينقصهم سوى توافر البيئة المناسبة للعمل لإخراج ابداعاتهم وأفكارهم، مشددة على اهمية التدريب والتأهيل اللذين يجب ان يتمتع بهما الشباب عندما ينطلقون الى الواقع العملي.
وهذا ما اكد أيضا الاعلامي هاني البدري خاصة للاعلاميين انفسهم، منتقدا بعض الاعلاميين الذين لا يستطيعون الخروج من القوالب الجامدة ولا يتمتعون بمرونة المواقف المختلفة، مشيرا الى ان الارقام والاحصائيات التي تنشر عن حال عالمنا العربي هي أرقام واحصائيات مخيفة جدا وتبعث على القلق، وينبغي ان تدرس وان نعمل على الخروج من هذه الدائرة الموحشة.
واختتم وزير الاعلام الجزائري السابق عز الدين ميهوبي الندوة بحديث اكد من خلاله ان «أمتنا العربية قد أضاعت الكثير من فرص التقدم والنهضة منذ سقوط الاندلس وحتى الآن، فقد أضعنا فرصة الثورة الصناعية، وأخاف أن نضيع فرصة الثورة الرقمية ايضا».