يعد كرنفال العيد الوطني الذي يقام منذ ستينيات القرن الماضي على شارع الخليج العربي سمة اساسية للاحتفالات الوطنية التي تشهد في كل عام تطورات متلاحقة وأنشطة جديدة تواكب النهضة التي تعيشها البلاد على كل الصعد.
وقال وزير الاعلام الأسبق محمد السنعوسي لـ «كونا» ان احتفالات الكويت بالعيد الوطني التي تعود الى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي اقتصرت في الفترة الأولى من الاستقلال على عروض عسكرية فقط من قبل وزارتي الداخلية والدفاع.
واضاف السنعوسي انه في نهاية الستينيات توحدت الجهود لتوسيع دائرة الاحتفالات الوطنية ليشترك بها المدنيون من مواطنين ومقيمين اضافة الى فرق رقصة العرضة الكويتية ذات الطابع الخاص والفرق الشعبية البحرية.
واوضح ان الجمهور في الكويت كان ومازال تواقا ليعبر عن فرحته بهذه المناسبة الوطنية، فظهرت فكرة لتكوين لجنة رسمية تعنى بذلك «وعملت آنذاك على تكوينها لتنطلق من وزارة الاعلام، الا انها في الوقت ذاته تكون بعيدة عن تعقيدات الروتين والبيروقراطية لتتمتع بآلية التخطيط والتنفيذ دون العودة الى مؤسسات الدولة».
وذكر ان التوجه والاصرار آنذاك انصب على ألا يكون تمويل اللجنة من قبل المؤسسات الرسمية بل من مؤسسات القطاع الخاص، وبالفعل اصبح هذا التمويل داعما للاحتفالات الكرنفالية والمواكب التي كانت تجري قبل ان توجد الواجهة البحرية حيث كانت الارصفة آنذاك ترابية.
وقال ان الجهات المشاركة في تلك المواكب كانت من الجيش والشرطة والمؤسسات الاهلية والشركات والبنوك ومن وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل ومراكز الشباب.
واشار الى أن تلك الكرنفالات كان لها اكبر الاثر بتأصيل التربية الوطنية في نفوس المواطنين كما كانت تجذب المهتمين والسياح من منطقة الخليج العربي لمتابعة هذه الانشطة الوطنية وحتى الاعلامية والسياحية والتي كانت تحظى بنقل حي عبر وسائل الاعلام المختلفة.وذكر السنعوسي ان البنوك والتجار والشركات كانوا يتسابقون لتمويل الكرنفال طيلة سنوات عدة وفي عام 1972 بدأت لجنة متخصصة باستثمار وتنظيم هذه المناسبة الوطنية وقد نظمت اول معرض اقيم تحت عنوان «صنع في الكويت».
وعن الاحتفال الغنائي الذي كانت تنظمه وزارة التربية سابقا، قال ان تنظيمه كان دقيقا حتى في اختيار كلمات الاغاني والالحان والمطربين وكان العرض يشمل الرقصات الشعبية التي تحمل فكرة كفاح الآباء والاجداد في البر والبحر.
من جانبه، قال الاعلامي رضا الفيلي لـ «كونا» ان الاحتفالات والمسيرات سابقا كانت تتم بشكل منظم وبمشاركة مؤسسات الدولة باختلافها كوزارات الداخلية والدفاع والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها، فضلا عن شركات القطاع الخاص والمقيمين.واضاف الفيلي ان كرنفال العيد الوطني كان يشهد مسيرة برية على شارع الخليج العربي تمثلها المركبات المزينة التي تحمل أفرادا ومجسمات وشعارات اضافة الى عروض بحرية تمثلها القوارب واليخوت والابوام على الشاطئ المواجه في مسيرة بحرية تتخللها نوافير المياه الملونة بألوان علم الكويت تشكل ملحمة برية وبحرية متناغمة بشكل كامل.
واشار الى أن فرقا شعبية وفرق القرب النحاسية التابعة للجيش والشرطة والحرس الوطني كانت تصاحب تلك المواكب والكرنفالات وكان يتم الاتفاق مسبقا على الاغاني والهتافات لكي تخرج العملية بشكل منظم.