- أحداث تونس ومصر ناتجة عن مطالب سياسية وليست خدمية والنظام العراقي من أقوى الأنظمة العربية سياسياً
- حكومة الشراكة الوطنية حققت الجزء الأكبر من المصالحة والباب مفتوح لمن هم خارج العملية السياسية شرط الاعتراف بالنظام الدستوري المنتخب
- عودة بطيئة للاجئين لا تناسب طموحنا وتحتاج إلى جهود أكبر لتشجيعهم وتوفير حياة كريمة لهم وإعادتهم إلى أعمالهم ووظائفهم
- الحكومة العراقية شاكرة لاحتضان سورية للاجئين العراقيين وتقديرات المفوضية العليا لعددهم في سورية والأردن تبلغ 194 ألفاً
- لا نخشى أن تنتقل عدوى ثورتي تونس ومصر إلى العراق فنظامنا السياسي محصن ولدينا انتخابات وتداول سلمي للسلطة وحريات
- كركوك عراقية وأي حل لها من الخارج مرفوض ويجب إجراء إحصاء في العراق كله كحاجة وطنية وتنموية ضرورية
دمشق ـ هدى العبود
أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية تضع معالجة جميع القضايا مع الكويت وفق قرارات الشرعية الدولية ضمن أهم أولوياتها. ولفت، في مقابلة مع «الأنباء» خلال زيارته الاخيرة الى دمشق الى أن الاتصالات مستمرة بين حكومتي البلدين. واشار الى الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية جلال طالباني الى الكويت للمشاركة في احتفالات الاستقلال والتحرير. وفيما يتعلق بالقمة العربية الشهر المقبل، أكد زيباري أن القمة دورية وعقدها مهم لكل الدول، ولفت إلى أن الحاجة لعقد هذه القمة في هذه الظروف ربما تكون أكبر، معتبرا أن العراق يحتاج للقمة والعرب يحتاجون للعراق. وفيما يلي نص المقابلة:
إلى أين وصلت مسألة التعويضات بين العراق والكويت؟
العلاقات العراقية ـ الكويتية تشهد تقدما مطردا ومتميزا، هناك زيارة قريبة لرئيس الوزراء نوري المالكي إلى الكويت، وهي زيارة ثنائية لبحث جميع القضايا بمودة ومحبة وصراحة مع الإخوة في الكويت، وهناك أيضا زيارة مرتقبة في هذا الشهر لرئيس الجمهورية للمشاركة في احتفالات الاستقلال والتحرير والتنصيب لصاحب السمو الامير، وهناك اتصالات مستمرة بين الحكومة العراقية والكويتية، فمؤخرا زار العراق وفد كويتي عالي المستوى بمشاركة رئيس الوزراء ووزير الخارجية وترك انطباعا ايجابيا جدا، ومن المؤكد أن من أولويات الحكومة العراقية معالجة جميع القضايا مع الأشقاء في الكويت وفق قرارات الشرعية الدولية.
يشهد العراق حاليا حالة من الهدوء، متى سنشهد مبادرات حقيقية نحو المصالحة بين أطياف الشعب العراقي؟
الجزء الأكبر من المصالحة تحقق بتشكيل حكومة الشراكة الوطنية، فغالبية القوى والقيادات السياسية وجميع المكونات العراقية تشترك حاليا في حكومة ممثلة تمثيلا واسعا، صحيح هناك من مازال خارج العملية السياسية، لكن دائما الباب كان مفتوحا للمصالحة على ضوء النظام الديموقراطي العراقي الجديد وعلى ضوء الدستور الذي أقره الشعب العراقي ونبذ العنف، هذه هي الأساسيات لأي طرف من الأطراف ينوي المشاركة وبناء العراق، وبالتالي المصالحة متحققة إلى حد كبير، والباب مفتوح على ضوء الاعتراف بالنظام الديموقراطي الدستوري المنتخب، ونبذ العنف وهذا هو موقف الحكومة العراقية من مسألة المصالحة.
رغم الهدوء النسبي الذي يشهده العراق لم نلاحظ عودة اللاجئين العراقيين إلى بلدهم؟
هناك عودة ربما بطيئة وليست بالمستوى المطلوب، لكن هناك العديد من العراقيين المقيمين في سورية والأردن وفي مصر عادوا إلى العراق، طبعا نحتاج إلى جهود أكبر ومحاولات أكثر لتشجيعهم ولتوفير حياة كريمة لهم وإعادتهم إلى أعمالهم ووظائفهم، والمسألة ليست بالعودة ولكن هناك منظومة من الإجراءات نحتاج أن نضمنها لهم والحكومة جادة في هذا الموضوع وهناك مشاريع وبرامج، والحقيقة الحكومة العراقية شاكرة لاحتضان سورية لهذه الأعداد من العراقيين، وبالتأكيد تلك الأعداد ليست بالملايين، وتقديرات المفوضية العليا للاجئين والمسجلين لديها في سورية والاردن 194 ألفا، ربما هناك أعداد أخرى غير مسجلة، ونحن مع عودتهم جميعا إلى العراق وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم، والمطلوب من الحكومة التواصل معهم وتشجيعهم على العودة.
لاشك أن العراق بلد نفطي وغني، لكن مازالت مشاهد البؤس قائمة في العراق، هل هو الفساد؟ وهل تخشون من عدوى ما حدث في مصر وتونس؟
أعتقد أن العراق من أقوى الأنظمة العربية حاليا من الناحية السياسية، وهذه العدوى لسنا خائفين أن تنتقل إلى العراق لأن النظام السياسي محصن، هناك انتخابات وهناك تداول سلمي للسلطة وهناك حريات، ما حصل في تونس لم يكن بسبب خدمات الماء والكهرباء والسكن، ولا حتى في مصر، المطالب كانت سياسية تتمحور حول حرية هذه الشعوب، وأيضا تمثيلها في السلطة، وهذا الأمر تحقق في العراق بعد أنهار من الدم والاحتلال والغزو والحروب والصراعات ولكن العراق وصل إلى مرحلة لا يخشى من هذه العدوى لأنه أسس لنظام قد لا يكون كاملا أو مثاليا ولكن العملية السياسية مستمرة.
إحدى القضايا المصيرية التي يمكن أن تفجر الساحة العراقية من جديد هي كركوك، ما الذي ينزع فتيل هذه القضية؟
هوية كركوك هوية عراقية، وأي حل من الخارج هو حل مرفوض، موضوع كركوك موضوع دستوري وهناك آليات لمعالجته، ويجب حسب الدستور أن يجري الإحصاء ليس في كركوك بل في كل العراق كحاجة وطنية وتنموية لكل البلد، لذلك ليست هناك خشية إطلاقا من انفجار هذا البارود الذي توقع الناس انفجاره. وهذا الموقف هو موقف مسعود البارزاني أيضا وهو الذي لعب الدور الأساسي في تشكيل الحكومة العراقية الحالية، فلذلك كل القيادات العراقية أصبحت تعي حاجة البلد، ويجب أن تتنازل لبعضها البعض للوصول إلى صيغة توافقية، نحن انتظرنا تسعة أشهر والكثير اعتقد أن العراق انتهى وفشلت التجربة، لكن الصبر العراقي أنتج حكومة من دون أن يلجأ أي طرف إلى العنف والسلاح وتصفية الآخر وتهميشه، وهذه مسألة تسجل للنظام العراقي.
علاقتنا مع قطر أخوية
ردا على سؤال حول علاقة العراق مع قطر، قال زيباري: علاقاتنا مع دولة قطر قائمة ولدينا سفارة ولدينا تواصل، فالعلاقة مع الاخوة في قطر جيدة، ولو انه لا يوجد سفارة لهم في بغداد.
وقد وعدونا بإعادة فتح سفارتهم، وكذلك هناك وفد قطري من رجال الاعمال سيزور بغداد لاستكشاف فرص الاستثمار، وبشكل عام علاقاتنا مع مجلس التعاون الخليجي علاقة جيدة سواء السعودية أو الكويت أو البحرين او قطر او الامارات.
السفير فورد خدم في بغداد ونشجع أي تقدم سوري ـ أميركي
سألنا زيباري عن اجتماعه مع السفير الاميركي في دمشق: ما طبيعة هذا الاجتماع؟ فرد بقوله: السفير روبرت فورد خدم في بغداد لسنوات عديدة، وهناك معرفة شخصية بيننا، والاجتماع جاء بناء على طلب منه.
ورسالتنا له كانت واضحة وصريحة، نحن نؤيد ونشجع أي تقدم في العلاقات السورية ـ الاميركية لأنها تخدم وضعنا في العــراق، وهــذا كان محـــور الاجتمـــاع.
الشارع العربي غاضب
بخصوص نظرة وزير خارجية العراق حول حركة الشارع العربي، قال: الشــارع العربي غاضــب وأثبتــت الاحــداث في تونـس وفي مصــر وفي مناطــق اخــرى ان هنــاك حالة غضب واحبــاط ولابد مــن مسألة الاصلاح والتغيير والتحديث في المؤسســات، العالــم يتقدم بسرعــة فائقـــة.
ونحن متخلفون عن هذا الموضوع، ومن سنن الحياة التغيير، والذي لا يتغير هو التغيير.
دعم سوري واضح لعقد القمة العربية في بغداد
سألنا وزير الخارجية العراقي عن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد. فقال: بحثنا هذا الموضوع مع الرئيس بشار الاسد وهناك دعم سوري واضح لعقد القمة في بغداد.
وحاليا التحضيرات قائمة على قدم وســاق، والحقيقة ان القمة هي مؤسسة مستقلة عما يحــدث ويجـري في البلــدان العربيـــة، ودورية عقدها مهمــة لـكل الدول، ربمــا تكــون الحاجة أكبر لعقد هذه القمــة في هـــذه الظــروف، العراق يحتاج للقمة والعرب يحتاجون للعراق.