إن تحرير الكويت وانتصارها ليس انتصارا للكويت، بل انتصار للارادة الدولية التي تمثلت في جيوش قوات التحالف التي وقفت الى جانب الحق الكويتي، وحيا الشيخ مبارك العبدالله المبارك شجاعة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الذي كان بطلا للمرحلة الصعبة ابان الاحتلال، فخاضها بشجاعة منقطعة النظير، كما كان بطلا في مرحلة اعادة بناء ما دمره الغزو.
كما اشاد بصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بصفته مهندس الديبلوماسية الكويتية وباعتباره اقدم وزير خارجية في العالم وله من الخبرة والحنكة الكثير مما اكسبها احترام الجميع.
واوضح العبدالله انه لولا الاحتلال لما حدث هذا الشرخ العميق في جدار الامن القومي العربي في سابقة خطيرة للعلاقات العربية ـ العربية، والعربية ـ الدولية، مشيرا الى ان حرب تحرير الكويت اعادت لها حريتها واستقلالها وان هذه الحرب كشفت عن الوجه الانساني لسياسة الكويت الحكيمة بعلاقاتها المتميزة مع معظم دول العالم، مما اظهر تحالفا دوليا لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم ان يجتمع العالم كله ضد دولة معتدية وقوفا مع الكويت صاحبة الحق في هذا الموضوع، فإن هذا الموقف الدولي ما هو الا ثمار لسياسة الكويت الحكيمة طوال سنوات استقلالها.
واضاف: انه من حسن الطالع ان يكون صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد هو امير الكويت بمبايعة شاملة في ظروف هي احوج الى قيادة هذا الرجل الحكيم الذي لعب دورا مهما وملموسا محليا وعربيا ودوليا، فهنيئا لشعب الكويت والمنطقة بصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين.
كما اشاد العبدالله بجهود سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، خاصة فيما يتعلق بتأكيد ضرورة الاهتمام بالانسان الكويتي وحرص سموه على الديموقراطية باعتبارها من مميزات الكويت في محيطها الخليجي والعربي.
واضاف العبدالله ان هذه الذكرى لها مذاق خاص في نفوس شعب الكويت، فهي تشير الى صلابة وعزم ابنائها، ورفضهم الظلم والجور والتخلي عن الشرعية، ويمثل الرمز الواضح لوحدة هذا الشعب وتلاحمه خلف ومع قيادته، فمنذ اللحظات الاولى للاستقلال رفض الشعب الكويتي البطل كل محاولات الاحتلال لمسح هويته واذابة شخصيته في شخصية المعتدي الذي جاء بدعاوى زائفة باطلة منها ما يتعلق بسرقة مزعومة للنفط ومنها ما يتعلق بدعاوى حقوق تاريخية باطلة لا اصل لها ولا اساس، كما انه اعلن التفافه خلف قيادته الشرعية ورفع شعار لا حاكم الا جابر.
واستطرد العبدالله قائلا: كان الاحتلال العراقي للكويت عملا جبانا ونذلا بكل المعايير، لأنه كان تعبيرا عن التنكر لكل ما قدمته الكويت من مساعدات وتضحيات من اجل العراق، حيث منحناه الدعم المادي والمعنوي الكامل لسنوات طويلة ثم جاءت وقفة الكويت مع العراق لتأخذ جزاء سنمار حيث داهمت القوات العراقية في الليل ارض شعبنا المسالم لتعيث فيه فسادا، وتخرب وتسلب وتقتل وتغتصب وتحتل، وكأنها تعتقد ان العدو الحقيقي هنا في الكويت وليس في اسرائيل.
واكد ان الشعب الكويتي وقف وقفة بطولة وتضحية عندما صمد، وقاوم المحتل واسر منه الاسرى، واستشهد منه الشهداء من الرجال والنساء الذين ضربوا اروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية والفداء، حتى تآزر العالم كله ووقف مع كويت المحبة والخير، والتي نشرت خيرها في العالم كله، وتحالف الشرفاء معا من أجل تحرير الكويت وعودة الشرعية، وهكذا فإن هذه الذكرى تروي بدقة لكل أبنائنا واخواتنا وأجدادنا قصة كفاحنا المجيدة من أجل تحرير الكويت وعودة الشرعية.
وأكد الشيخ مبارك العبدالله انه مهما طالت الأيام والسنوات فإن شعبنا لن ينسى ما حدث، لن ينسى الحرمات التي انتهكت والأعراض التي استبيحت والأرواح التي أزهقت والأطفال والنساء والشيوخ التي أسرت والأموال والممتلكات التي سرقت ونهبت وخربت، ومن هنا فإننا لا ننسى ولن نسمح حتى لأنفسنا بأن ننسى ما حدث وسنجعله شاهدا على الخديعة والغدر، فالجريمة النكراء أصبحت معلما في القلب لن يمحوها الزمن بل تزيدنا إصرارا على التماسك بالوحدة الوطنية خلف شرعيتنا. ولم ينس الشيخ مبارك العبدالله ان يقدم من هذه الأرض الطيبة تحية لتحالف الشرفاء في العالم الذي انتصر ـ ومازال ـ للحق، ودافع عن حق الكويت الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، الكبيرة في وقفتها ومساندتها للخير، حتى استردت مكانتها وحريتها، وعادت وضاءة تنثر الخير والمحبة في ربوع خلت من الأمن وتضررت من جور الطبيعة وعانت من الكوارث الطبيعية، وكما وجه التحية للشعب الكويتي، والذي تحمل بصبر وشجاعة مأساة العدو العراقية وأثبت بالتفافه حول الشرعية انه يعرف جيدا كنه بلاده، والراية التي يجب ان يستظل بظلها والشرعية التي يجب ان يعمل على تكريمها واحترامها على الدوام.
ودعا العبدالله لشهدائنا بالرحمة وان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ، حفظهم الله ورعاهم.