- أسرار القبندي.. كنت بحق ابنة هذا الوطن
- سميرة معرفي.. هنيئاً لك الأَسر والشهادة
- يا شبابنا ضعوهم على «الفيسبوك» و«التويتر»
- 1317 شهيداً تاج فخرنا بين الشعوب
- قلوبنا مع أسرهم وذويهم وندعو لهم في صلواتنا
كتب: يوسف عبدالرحمن
افرحي يا كويت..
واكتسي ديرتنا بهجة الاستقلال والتحرير و5 من السنوات الخضر المثمرة..
يحق لوطن النهار أن يفرح ويبتهج، وتعلو الوجوه البسمة والرضا والاحتفال..
يحق لنا جميعا حكاما ومحكومين رجالا ونساء وأطفالا ان نفرح ونبتسم للحياة ونتفاءل ويشاركنا كل عربي مقيم بيننا من الشرفاء الذين لا يعرف الحسد والبغض طريقه الى قلوبهم البيضاء.. نعم.. نعرف الفرح ونسعى به وننقله هنا وهناك ولكن بشرط ألا يغيب عنا أبدا موكب قوافل شهداء الكويت الأبرار.
الى كل أولئك الأبطال الذين يرقدون في مقابرنا في الصليبخات وصبحان وما بقي من رفاتهم في أرض العراق.. نقولها همسا وجهرا الى الله عز وجل.. لم ولن ننساكم لحظة واحدة يا رموزنا الخالدة المعبرة عن صمودنا في وجه الاحتلال العراقي الباغي في 2 أغسطس 1990. لقد كنتم على العهد يا أبطالنا، وكنتم جميعا كفؤا لوسام الشهادة الغالية في سبيل تحرير الكويت.
لقد قلدتم أعلى وسام من الله عز وجل وهو القائل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع أجر المؤمنين..) آل عمران 169 – 171.
وموصول التكريم من نبيكم الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حين قال: «من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد..».
إن شهداء الكويت أعزاء على كل بيت كويتي وهؤلاء الكرام البررة لهم وقع خاص على قلوب أهل الديرة لمنزلتهم الغالية في كل بيت ونفس في الكويت الغالية.
فإلى الشعب الكويتي الوفي وهو يحتفل، وإلى كل آباء وأمهات وزوجات وأبناء الشهداء نقدم هذا «الملف» الذي هو تاج على رؤوسنا وهو مهر أولادنا وبناتنا حبا ووفاء للكويت التي ما بخلت عليهم يوما، فكان الوفاء بالوفاء يذكر ممهورا بالدم والتضحية في سبيل التحرير تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي العراقي الغاشم.
نعم.. يحق لنا ان نحتفل لأننا شعب جبل على البطولات، وبطولات الكويتيين في وجه الظلم ونصرة الحق والثبات على المبدأ معروفة لأننا تربينا على اليقين بنصر الله لنا وان بلدنا بلد الخير له «حوبة» واستعرضوا التاريخ فكل من أراد الشر بالكويت دخل مزابل التاريخ.
إننا نعتز بقوافل شهدائنا الأبرار وهم كواكب فخر واعتزاز نسوقها للحاضر وأجيالنا كقدوات حسنة دخلت تاريخ الكويت.
الله أكبر، يا قوافل الخلود، ويا أبناء البحر والصحراء، منظركم حتى وأنتم في قبوركم، منظر رائع فيه السمو والكبرياء، يأخذ القلوب، ويجعل اللسان يلهج لكم بالدعاء يا نجوم احتفالاتنا الطاهرة عزما ومضاء وشهادة تزينون صدر السماء.
يا أكرم البشر.. لن ننساكم أبدا فأنتم فرساننا.
تعريف الشهيد
يجب على كل أب وأم ان يجلسوا مع الأبناء يعلمونهم من هو الشهيد؟
للشهيد عدة معان شرعية منها:
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
ومن قتل دون دمه أو دينه أو أهله أو ماله
وهذا ما فعله الجيش العراقي الصدامي حين دخل علينا فقد أهدر دماء الشعب الكويتي كله ومنع المساجد ان يذكر فيها اسم الله، وروع أهلنا وأسرهم، واستباح أموالنا ونهب طيلة 17 شهرا عجاف كل ما استطاع عبر شاحنات واصلت الليل والنهار سارقة الكويت من أقصاها إلى أدناها في عز الظهيرة وعلى مرأى من العالم كله. وينطبق لفظ الشهيد على المبطون والغريق والحريق أو صاحب الهدم.
تعريفنا الكويتي
هو كل من قتل بسبب الاحتلال العراقي بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن سقط مشاركا في جيشنا الباسل الذي حارب اسرائيل مع الدول العربية، وحسب النية عند الوفاة، فنحن نأخذ بالظاهر ونترك السرائر الى الله تعالى.
كل كويتي سقط بأيدي العراقيين وانتقل الى الله نحسبه شهيدا والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
أو كما نقولها استشهادا «إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى».
لقد أحسن أولادنا في تصديهم للاحتلال متوكلين على الله، هدفهم الدفاع عن وطنهم وعقيدتهم وأعراضهم وأموالهم.. ونالوا ما أرادوا ولهم الجنة مأوى، وما عند الله أعظم.
دعوة
الى أولادنا وبناتنا وهم على الشبكة العنكبوتية في الفيسبوك والتويتر احرصوا على وضع بعض العبارات التي تذكر بشهداء الكويت الابرار من أبناء الكويت فهم والله فخرنا وهم بحق من يستحق ان نتضامن ونشكل مجاميع تضع هؤلاء الابطال الشهداء على مواقعنا في «الفيسبوك والتويتر» ونحن في هذا الوقت في حاجة ماسة الى ان يتعرف أبناء هذا الجيل الذين ولدوا في مرحلة التحرير وهم الآن شباب في مقتبل العمر تاريخ ابطالنا من الشهداء وهم بلا شك كثر ويمثلون كل شرائح المجتمع الكويتي من «حضر وبدو وشيعة» فضلوا مواجهة الموت على أن يبقوا تحت الاحتلال العراقي ودفعوا بدمائهم وأرواحهم لتحرير تراب هذا الوطن ضاربين أروع الامثلة في العطاء والشهادة بعد أن علموا علم اليقين ان الكويت لا محالة راجعة وعائدة لأهلها ورددوا قبل الاستشهاد:
نموت
نموت، نموت وتحيا الكويت
ايمانا منهم باستقلال الكويت، وايمانا منهم بالشرعية، وايمانا منهم بالوحدة الوطنية
فسقط السني، وسقط الشيعي، وكلاهما يصرخ في وجه الاعداء: أنا كويتي.. فإلى كل عيالنا من ولدوا في مرحلة ما بعد التحرير اقرأوا تاريخ شهداء الكويت، فهم قدوتكم وقدوتنا، وسأعرض عليكم نموذجين من هؤلاء الابطال، اسرار القبندي، وسيرة معرفي ـ رحمهما الله.
أسرار.. يا ابنة الكويت
اسرار محمد مبارك القبندي
ـ بطلة حقيقية من الكويت ولدت في منطقة الشرق في فريج العاقول في نوفمبر 1959.
ـ دخلت روضة المهلب في منطقة شرق ثم المدرسة الشرقية الابتدائية للبنات، فمدرسة الخنساء المتوسطة وبعدها ثانوية الجزائر ثم ثانوية جمانة، حيث لم تكمل الثانوية العامة في الكويت.
ـ التحقت بدورة للغة الانجليزية في مدينة توروركي في بريطانيا عام 1977 وفي 1978 سافرت الى الولايات المتحدة، حيث نالت الثانوية العامة ثم درست الكمبيوتر وكانت دراستها في ولاية كلورادو.
ـ عادت الى الكويت عام 1986 وعملت في وزارة الخارجية ثم في العمل الخاص، حيث افتتحت حضانة خاصة بالاطفال وفي عام 1987 أسست أول مدرسة خاصة برعاية المعوقين الذين يعانون من الشلل الدماغي وقد كرست حياتها لرعاية هؤلاء المعوقين وكانت تعمل متطوعة.
ـ ومنذ اليوم الاول للاحتلال العراقي في 2 أغسطس 1990 كرست حياتها من أجل تحرير بلدها وأصبحت من القيادات الفاعلة في المقاومة، فكانت بحق «نمرة الكويت» المناضلة المجاهدة، وتاريخها وسجلها مليء بالمواقف والاحداث البطولية، مما لا يسع هذه المساحة.
ـ قبض عليها يوم 4 نوفمبر 1990 وأعدمت من قبل قوات الطاغية العراقي فجر 14 يناير 1991 بعد أن لاقت أشد التعذيب، فنالت الشهادة التي وعد الله بها المؤمنين من عباده بنيل الجنة.
أبناء الكويت تذكروا ان ابنتكم أسرار القبندي نالت يوم 14 يناير ساعات طويلة من العذاب في كل ثانية عبر الصدمات الكهربائية المتواصلة من وحوش يتسلون بعذابها.
تذكروا ابنتنا اسرار ـ طيب الله ثراها ـ دفعت حياتها ثمنا لحريتنا لم تخن الوطن ولم تبع ضميرها صمدت بجسدها الطاهر ولم يرهبها المنشار الكهربائي ولا الساطور ولا الصدمات الكهرباية، بل كالت للزبانية سيلا من الشتائم شامخة كشموخ بحر الكويت مرفوعة الرأس كسماء الكويت.
نعم بطلة كويتية خالدة أنهتها 3 رصاصات حاقدة.
سميرة معرفي.. أسيرة الشهادة
سميرة عبدالغفار منصور معرفي
ولدت بتاريخ 24/7/1964 في الشرق، ودخلت الروضة (الاندلس) فالابتدائية، فالمدرسة المتوسطة (أم سلمى) ثم ثانوية الرميثية ثم دخلت الجامعة ثم مرحلة العمل الوظيفي في الهيئة العامة للمعلومات المدنية ثم عملت في العمل التجاري الخاص بها، وكانت لها ميول في العمل الخيري وحازت شهادة من جامعة الكويت وشهادة في التربية العسكرية من ثانوية الرميثية أهلتها وربطتها بانطلاقها في تحرير وطنها الكويت ولم تكمل تعليمها الجامعي، بل توجت حياتها بالشهادة في سبيل الكويت:
سميرة.. أسرت بعد ان انطلقت مع رفاقها في الكفاح من أجل تحرير الكويت واختصرت رحلة عمرها القصير في جملة واحدة نموت من أجل الوطن.
وكانت مدرستها الحقيقية والدتها الجليلة بهجة عبدالستار صالح معرفي وهي من أسرة عريقة يحترمها جدا أهل الكويت.
لقد أثار صوت الطائرات العراقية ودباباتها في نفس سميرة ما جعلها تذهب سريعا لتسجل في الدفاع المدني بالجابرية لتقدم شيئا لوطنها بعد أن ثار الدم الكويتي وحركها كي تنتمي للمقاومة الباسلة لقد مضت سميرة مع الابناء الذين اختاروا طريق النضال والمقاومة ضد المحتل العراقي الباغي وواصلت الليل والنهار تنقل العتاد من قنابل ومسدسات الى اخوانها في خلايا المقاومة الكويتية وكانت كلما نبهها أحد من الاقرباء لوضعها قالت صارخة أنا لست ابنتكم أنا ابنة الكويت.
كانت واثقة بأنها تقوم بدورها في حمل الرسالة الوطنية تناضل وتكافح من أجل تحرير الكويت وكانت همتها عالية تحمل السلاح وتوزعه على مجاميع المقاومة الكويتية وقد دربها الشهيد البطل أحمد دشتي، حيث قام بتدريبها على كيفية استخدام السلاح وشاركت في مداواة الجرحى وجهد كبير يسجل لها كخلية النحل تعمل هنا وهناك، وقد شهدت استشهاد البطل أحمد قبازرد وبكته عند والدتها وقالت: انه مجاهد كبير استشهد في سبيل تحرير الكويت.
وفي يوم السبت 10 نوفمبر 1990 في الساعة 5.30 مساء عند بنك الدم بمنطقة الجابرية رصدتها قوة عراقية وأوقفت البطلة سميرة معرفي، لتكشف شخصيتها وتم اعتقالها، وتم نقلها من مخفر الجابرية الى مخفر النزهة ثم الى نادي كاظمة ثم قصر نايف ثم الى معتقل في البصرة الى آخر في بغداد مع أكثر من 600 أسير كويتي رقم صعب انه هو وقود المقاومة الكويتية التي ما توقفت يوما ضد العراقيين، نعم أعدم الشهداء جميعا وهم من أعطى الكويت صك التحرير لتعود الشرعية وليرتفع علم الكويت من جديد بعد أن فقدنا أسرار وسميرة وأحمد قبازرد وفوزي الملا وعدنان الخلف ود.هشام العبيدان وبقية أولادنا، ما يجعلنا ندعو الله عز وجل:
اللهم برد على قلوب أهل الكويت فجيعتهم بهؤلاء الشهداء واقصم الحاقدين والطامعين والظالمين المستكبرين.
اللهم ارحم شهداء الكويت.
اللهم هذا الدعاء.. ومنك الاجابة.
وهذا الجهد.. وعليك التكلان.
برحمتك يا عزيز يا غفار.
آية
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) «169» سورة آل عمران.
حديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. (رواه ابوداود والترمذي).
شكر
شكر كبير لمكتب الشهيد على انجازاته لتخليد ذكرى الشهداء.
وشكر موصول للاستاذة نورية السداني على اصداراتها.
وشكر لصندوق التكافل على اصداراته التوثيقية.
من أشعار شهداء الكويت
اقتلوني مزقوني...
اغرقوني في دمائي...
لن تعيشوا فوق أرضي...
لن تطيروا في سمائي...
جزاكم الله خيراً
نقولها لكل من سخر نفسه لخدمة وتكريم شهداء الكويت الأماجد.
وإلى كل من مد يد العون لاسر وذوي الشهداء.
|
شهداء الكويت |