قال عميد السلك الديبلوماسي سفيرنا بالمملكة المتحدة خالد الدويسان أمس ان الكويت بمنأى عن الاضطرابات التي يشهدها عدد من الدول العربية لأسباب عديدة. وأكد الدويسان في كلمة أمام مجلس الكومنولث والخارجية في مجلس العموم البريطاني ان احد الأسباب الرئيسية لاستقرار الكويت هو عدم وجود خلافات بين الطبقة الحاكمة والشعب في الكويت.
وأضاف ان القيادة الكويتية والحكومة تسعيان باستمرار الى حل المشكلات التي تواجه الأمة.
وأوضح الدويسان ان «أكبر دليل هو عندما وقف الشعب الكويتي الى جانب حكامه ابان الاحتلال الصدامي للكويت واحتلالها». وتابع قائلا: الشعب الكويتي «رفض جوهريا أي حاكم آخر إلا أميرهم»، مضيفا ان الحكومة الكويتية ومنذ اكتشاف النفط ركزت على رفاهية شعبها وتعزيز البنى التحتية لقطاعي التعليم والصحة.
وأضاف «ان الحكومة الكويتية أيضا توفر التعليم المجاني لجميع المراحل التعليمية بالاضافة الى توفيرها نظاما صحيا مجانيا».
وأشار الى ان الحكومة أسست صناديق لتمويل الاسكان لتوفر لكل متقدم بطلب إسكاني قروضا ميسرة دون فوائد الى جانب خلقها فرص توفير العمل.
وقال الدويسان «الأكثر أهمية هو وجود دستور في الكويت منذ عام 1962 الذي ينص على توزيع وفصل السلطات وهي ثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.. وهناك برلمان منتخب يضم اربع نساء كويتيات».
وأضاف «ان العالم العربي يواجه مشكلة كبيرة في المستقبل الامر الذي تقره منظمة الامم المتحدة لأن العالم العربي بحاجة الى ايجاد 100 مليون فرصة عمل خلال العشرة الاعوام المقبلة والدول العربية بحاجة الى تضافر الجهود بغية ايجاد حل للمعضلة التي ستبرز مستقبلا وبخاصة ان اكثر من 60% من السكان دون سن 25 عاما». وشدد الدويسان على حاجة دول العالم العربي الى تقديم اصلاحات سياسية لهذا الهدف «لان بعض الانظمة نأت بنفسها عن شعوبها».
وعلى صعيد العلاقات البريطانية - الكويتية التاريخية ذكر الدويسان انها تعود الى اكثر من 200 عام معيدا الى الاذهان انها توجت بتوقيع اتفاقية الحماية عام 1899 بين البلدين.
وأوضح ان الاتفاقية كانت المرحلة الاولى «لعلاقات ثنائية متقدمة ومتجذرة بين البلدين».
وبمقتضى الاتفاقية تعهدت المملكة المتحدة بحماية الكويت ضد أي تهديدات خارجية في وقتها (الامبراطورية العثمانية وألمانيا وروسيا) في مقابل اجراء مشاورات حول السياسة الخارجية وعدم التدخل في الشؤون الكويتية الداخلية.
وقال الدويسان ان بريطانيا وقفت الى جانب الكويت عند الحاجة في عام 1961 عندما هدد الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم البلاد وفي عام عام 1990 عندما احتل صدام حسين البلاد.
وحول عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط حث الدويسان كل الدول الصديقة على ممارسة الضغط على إسرائيل لقبول المبادرة العربية في قمة بيروت عام 2002 التي تتضمن اعتراف كل الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات الديبلوماسية معها مقابل انسحاب كامل لإسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة بعد عام 1967. وحذر الدويسان من ان «البديل سيكون الارهاب والتطرف اللذين لهما الاثر السلبي وليس فقط على الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط بل على العالم بأجمعه».