- دول «التعاون» كالجسد الواحد والتزامنا تجاه عمان والبحرين يؤكد مدى التلاحم بينها
بيان عاكوم
وصل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ د.محمد الصباح الى القاهرة امس لحضور الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات في ليبيا واتخاذ موقف عربي موحد تجاهها. وكان في استقبال الشيخ د.محمد الصباح لدى وصوله مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الغنيم والقائم بأعمال سفارتنا لدى مصر المستشار مشعل المنصور والمستشار في المندوبية احمد البكر والملحق الديبلوماسي عبدالرحمن المنيفي. ويضم الوفد المرافق للشيخ د.محمد الصباح كلا من مدير ادارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية السفير جاسم المباركي ونائب مدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس لوزراء ووزير الخارجية الوزير المفوض صالح اللوغاني. ويأتي الاجتماع الوزاري الطارئ برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي في وقت تتصاعد فيه حدة القتال بين قوات تابعة للرئيس الليبي معمر القذافي والمناهضين له وتتواصل الجهود الدولية والاقليمية لوضع حد لنزيف الدماء في ليبيا.
وقبيل مغادرته البلاد اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان نظام معمر القذافي لم يعد يستحق ان يمثل الشعب الليبي العريق مشيرا الى ان شرعيته بهذا التمثيل سقطت بالإجراءات التي يتخذها تجاه شعبه مبينا ان النظام الليبي لم يعد يحظى بشرعية، ومعلنا ان الكويت على اتصال بمجاميع من المعارضة الليبية لافتا الى انه سيتم الالتقاء في القاهرة مع ممثلين في المجلس الانتقالي الليبي.
جاء ذلك قبيل مغادرته الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي الذي خصص لمناقشة الاوضاع في ليبيا.
ولفت الشيخ د.محمد الصباح الى ان الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب جاء بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع وزراء خارجيتهم الاخير حيث طالبنا بعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة الاوضاع في ليبيا حيث اصدرنا موقفا خليجيا موحدا في هذا الشأن يستند بشكل أساسي الى ما هو مطلوب الآن وهو ليس معاقبة نظام بل حماية شعب. وتابع الشيخ د.محمد الصباح ولذلك فإن الإجراءات التي اتخذها مجلس الامن بالعقوبات الاقتصادية على ليبيا وان كانت ضرورية ولكنها لا تؤدي الغرض المطلوب وهو حماية الشعب الليبي، ولذلك طلبنا ان يكون هناك اجراء يحمي الليبيين من بطش نظامه وخصوصا في موضوع منطقة حظر جوي كمرحلة أولى. ومن هنا جاء إعلان دول مجلس التعاون أن نظام القذافي لم يعد يستحق ان يمثل الشعب الليبي العريق.
اما بخصوص المساعدات التي اقرها مجلس التعاون للبحرين وسلطنة عمان فأكد الشيخ د.محمد الصباح ان دول المجلس كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء وقال «هذا ما جسدناه بالإعلان بوقوفنا مجتمعين مع اخواننا واشقائنا وابناء عمومتنا واهلنا في البحرين وسلطنة عمان وذلك من خلال دعم برامج التنمية بمبلغ 20 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
ان هذا التزام يؤكد مدى التلاحم بين دول التعاون حيث «نتخطى فيه العبارات والبيانات الى عمل ملموس على ارض الواقع، مشيرا الى انه سيتم البدء حالا في اجراءات الاتصال مع البحرين وسلطنة عمان. واشار الى انه توجد في البحرين مشاريع جاهزة للإسكان ونحن في الكويت لنا تجربة طويلة في برامج التنمية في البحرين وسنترجم هذا الالتزام بأسرع وقت ممكن. وهذا يجسد مشاعر أهل الكويت ويعكس بشكل واضح مدى تآزرهم وتكاتفهم وادراكهم لمعاناة اشقائهم في الدول الأقل ثراء في مجلس التعاون وتستحق التفاتة صادقة. واضاف الشيخ د.محمد الصباح «هذه الشعوب اقتسمت معنا الخبز عندما كنا في العراء ومشردين ولذلك فإن جزاء الإحسان هو الإحسان، مشيرا الى ان هذا الأمر يفتخر به دول مجلس التعاون من خلال تجسيد مفهوم الحلف اكثر منه مجلس للتعاون وإنما مجلس تحالف خليجي.
وحول رياح التغيير التي تجتاح العالم العربي ورؤيته لما يحدث محليا من المطالبة بالتغيير رد الشيخ د.محمد الصباح بالقول «هذا قد بدأنا فيه منذ 50 عاما وقد احتفلنا بالاستقلال وايضا بالدستور الذي يدافع عنه الجميع».