قالت الباحثة في تاريخ الكويت الشيخة منى الجابر العبدالله انه سيتم قريبا افتتاح «كشك الشيخ مبارك» بعد ترميمه ليوثق حقبة تاريخية مهمة من مسيرة الكويت وعهد الحاكم السابع الشيخ مبارك الكبير.
وأضافت الشيخة منى الجابر في تصريح لـ «كونا» أمس ان هذه الخطوة تعد حدثا مهما كون كشك الشيخ مبارك أحد أهم المعالم التاريخية والمباني التراثية في البلاد وانطلاقا من مبدأ المحافظة على تلك المباني.
وأوضحت أهمية التعريف بتاريخ هذا المبنى وتطور مراحل استخدامه وشغله معتبرة تجديد وترميم المبنى والعناية به فرصة أمام الجيل الحالي للاطلاع والوقوف على فترة مهمة من تاريخ الكويت ينبغي الحرص على بقائها لدى أذهان الأجيال.
وأشادت بالجهود البارزة لرئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في اعادة ترميم الكشك.
وعن تاريخ الكشك قالت ان الشيخ مبارك بن صباح الذي تولى الحكم بين العامين 1896 و1915 شيّد بناءين في الكويت أحدهما في الجهة الشرقية والآخر في الجهة الغربية وكان يجلس في الكشك الشرقي صباحا ومساء في الكشك الغربي ليستمع الى آراء ووجهات نظر ومشكلات المواطنين وتقديم مختلف أوجه المساعدة لهم وشتى الحلول لمشكلاتهم.
وبيّنت ان الساحة التي يطل عليها الكشك كانت من أهم المواقع التجارية في الكويت خلال بدايات حكم الشيخ مبارك حيث انه مع بناء الأسواق هناك بدأ أصحاب الجمال القادمون من الصحراء التوجه الى هذه الساحة بعد منعتهم الحكومة آنذاك من التوجه الى المناخ غرب سوق التجار حيث اعتادوا التوجه للتبضع الى أن بدأوا الانتظار في ساحة الصفاة القديمة.
وذكرت انه من بين الأسواق التي كانت تحيط بتلك الساحة سوق الخضرة وسوق التناكة والسوق الداخلي وسوق الدهن وسوق التمر وسوق الخراريز وسوق الماء.
وبيّنت الشيخة منى ان الكشك الشرقي تم هدمه في خمسينيات القرن الماضي، مشيرة في الوقت ذاته الى الأهمية الكبرى التي يتمتع بها الكشك الغربي الذي سيفتتح قريبا حيث كان مجلسا للشيخ مبارك وبمنزلة أول محكمة في الكويت وكان يرأسها الشيخ عبدالله الجابر الصباح عام 1928.
وقالت ان المبنى كان مؤلفا من طابقين أرضي ويشغله مكتب شؤون الغواصين لحل مشكلاتهم وقضاياهم وكان يديره محمد بن عبد الوهاب بن حسين الرومي بينما كان يضم الطابق الأول من الكشك الغربي مكتب الشيخ عبدالله الجابر الصباح الذي كان يحكم بالقضايا المدنية.
وبيّنت ان المبنى كان يضم ايضا مكتب القاضي عبدالعزيز حمادة الذي كان يقضي في القضايا الشرعية علاوة على مكتب التسجيل العقاري (الوثائق الرسمية) وكان يديره ابراهيم العدساني.
وذكرت الشيخة منى ان هذا المبنى تحول بعد ذلك الى ادارة البلدية ومن ثم الى مقر للبريد ثم تحول الى أول فرع للمكتبة العامة التابعة لإدارة المعارف آنذاك.
وأشارت الى ان المعلومات عن هذا الكشك موثقة ومستقاة من والدها الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح الذي يعد مرجعا لكثير من الحقائق التاريخية بحكم شغله مواقع مسؤولية عديدة وملازمته لوالده المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح.