بشرى الزين
قد يكون اسامة بن لادن وحركة طالبان يسيئان الى سمعة افغانستان وتجارة الممنوع تجعلنا نستبعدها عن الخريطة الرياضية لكن هل نعيد النظر اذا علمنا انه بالأمس القريب استطاع لاعبو «الكريكيت» الافغان برواتبهم الشهرية التي لا يتجاوز أحدها 5 دنانير شهريا ان ينتزعوا الكأس على ارض الكويت، ويستطيع شهزاده مسعود مستشار الرئيس الافغاني لشؤون مراقبة الحدود الذي ترأس وفد بلاده الرياضي في بطولة آسيا للكريكيت ان ينجح في مهمته السياسية والرياضية ويغاد الكويت قادرا على ان يستخدم عصا «الكريكيت» في القضاء على مهربي السم الابيض في افغانستان وتحويلهم الى ابطال.
شهزاده مسعود في لقائه مع «الأنباء» قال انه منذ السنوات الخمس الماضية وبعد سقوط حركة طالبان بدأ الاهتمام بمجال الرياضة وخاصة لعبة «الكريكيت» التي حقق لاعبوها انجازات باهرة نظرا لأنهم تعلموا مهارات هذه الرياضة عندما كانوا في باكستان وجلبوها الى افغانستان وفكروا في انشاء فريق رغم قلة الامكانيات المادية التي ترافق جميع مجالات الحياة العامة في بلد انهكته الحرب على مدى ثلاثة عقود، لكن حماسة اللاعبين كما يقول مسعود ساعدتهم على حب هذه اللعبة وتكوين فريق قوي.
ولم يقتصر ذلك على الشباب من الذكور فقط بل انضمت المرأة الافغانية الى المجال الرياضي حيث تم تكوين فريق كرة قدم نسوي علما ان القطاع الرياضي في افغانستان لا يوفر اطرا تدريبية اجنبية وتمارس المرأة رياضتها في اطار لا يخرج عن التقاليد الافغانية الاسلامية. ورغم ما تعيشه الساحة الافغانية من احداث سياسية وأمنية تطغى في وسائل الاعلام عبر العالم الا ان الافغانيين يسعون الى المشاركة في محافل رياضية عربية ودولية بغية الظفر بما تلعبه الرياضة عامة في التقريب بين الشعوب والتعرف عليها.
واضاف مسعود ان الرياضة في افغانستان تناط بأكاديمية واحدة تفتقر الى التجهيزات اللازمة وتعيد الاهتمام بالشأن الرياضي الذي دمرت طاقاته الى جانب المجالات الأخرى فترة حكم «طالبان» الذين سلبوا الرجل والمرأة حقوقهما على حد سواء.
واعرب مسعود عن أمله في حصول بلاده على مساعدات من الكويت والدول العربية والاسلامية للنهوض بافغانستان واعادة اعمارها في كل المجالات، موضحا ان بلاده حققت استقرارا تبلور من خلال حكومة منتخبة وبرلمان، مشيرا الى ان الوضع الراهن جيد ولا يؤثر سلبا على الرياضة في افغانستان التي بدأت تحقق تطورا وتنمية في بنيتها التحتية التي تمثل المستشفيات والمدارس والطرق، لافتا الى ان ما يثار من تفجيرات وعمليات ارهابية تخل بالأمن توجد في مناطق الحدود مع باكستان، موضحا ان هذه الحدود تبلغ 2500كلم ما يجعل التحكم في مراقبتها ليس بالامر الهين مبينا ان اجتماعا جمع 25 من المسؤولين الافغان والباكستانيين كان كان قبل شهرين لدراسة المشكلة الأمنية على حدود البلدين ومكافحة المتسللين من الارهابيين، مؤكدا ان تحقيق الأمن والاستقرار هو من مصلحة افغانستان وجيرانها بما في ذلك باكستان وايران والمنطقة.
وقال ان الارهاب لا يقل في خطره عن ظاهرة تهريب المخدرات وزراعتها ما يحتم التنسيق مع باكستان وايران لمحاربتهما.
ولفت المسؤول الافغاني الى ان بلاده في حاجة الى بقاء قوات التحالف التي جاءت الى افغانستان بتفاهم مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من اجل القضاء على الارهاب ومنع تدخل الدول المجاورة معللا ذلك بان خروج قوات التحالف من افغانستان يعيد الوضع الى ما كان عليه قبل 5 سنوات حين لم يهتم المجتمع الدولي بأفغانستان، وحتى لا تتكرر احداث مثل 11 سبتمبر في اي منطقة من العالم.
وذكر ان الرئيس حامد كرزاي فتح المجال لعناصر طالبان من اجل التفاوض بشرط احترام القانون الاساسي للبلاد لكن دون جدوى، مشيرا الى ان محاربة الارهاب يصب في مصلحة العالم كله وليس افغانستان فقط.
الصفحة في ملف ( pdf )