أسامة أبوالسعود
أقام الاتحاد العام لعمال الكويت مساء أمس حلقة نقاشية بعنوان «الاضراب حق مشروع للعمال» تحدث خلالها رئيس اتحاد عمال الكويت خالد الغبيشان وممثل منظمة العمل الدولية في الكويت ثابت الهارون ومستشار الاتحاد العام وعضو المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية حسين اليوحة بحضور رؤساء واعضاء نقابات العمل الحكومي والنفطي والخاص بمقر الاتحاد العام بميدان حولي.
وفي البداية اكد خالد الغبيشان ان الاتحاد العام يعتبر ان الاضراب حق مشروع للطبقة العاملة تعترف به جميع التشريعات والاعراف والمنظمات الدولية واتفاقيات العمل العربية والدولية التي صدقت عليها الكويت والتي تعتبر جزءا من التشريع المحلي.
وحمل الغبيشان الحكومة السبب في ازدياد الاضرابات والاعتصامات في الفترة الاخيرة بعدما أقفلت أبوابها امام المطالب العمالية والشعبية وامتنعت عن تحقيقها.
وأعلن ان هناك تحركا قانونيا وعقلانيا لسحب هذا القرار، مضيفا و«سيسحب هذا القرار حتما وسترون ذلك خلال اسبوعين».
وتابع: تكاثرت الاضرابات والاعتصامات العمالية في الآونة الاخيرة، وازداد الحديث حول هذا الموضوع، ودار نقاش غير مباشر ساهمت فيه الحكومة والحركة النقابية وبعض اعضاء مجلس الامة، وأوساط ذات صلة، وأوساط اخرى غير ذات صلة بهذا الامر، ولعبت الصحافة دورا اساسيا في ادارة هذا النقاش. ومن هنا كان لابد للاتحاد العام لعمال الكويت من تنظيم هذه الحلقة النقاشية لالقاء الضوء على مفهوم الاضراب، ومنطلقاته وخلفياته التاريخية والتشريعية، الوطنية والدولية، وتوضيح بعض الملابسات والمغالطات التي لاحظناها من خلال ما طرح بهذا الصدد في وسائل الاعلام.
وأضاف الغبيشان قائلا: بادئ ذي بدء لابد لنا من توضيح مسألة مهمة وأساسية، لا يجوز ان يرقى اليها الشك في أي لحظة من اللحظات عند مناقشة موضوع الاضراب، وهي مسألة الولاء الوطني للطبقة العاملة وحركتها النقابية، وحرصها على سلامة هذا الوطن ومواطنيه، وعلى السلم الاهلي والمصلحة الوطنية العامة، الاقتصادية والاجتماعية. فالعمال والنقابيون كانوا دائما، وما زالوا، الاكثر حرصا على الوطن وأمنه وسلامته واستقراره، وعلى أمن المواطنين ومصالحهم.
ولا يمكن لأي كان ان ينكر التضحيات الكبيرة التي قدمتها الطبقة العاملة وحركتها النقابية في سبيل الكويت، والحفاظ على استقلالها الوطني، والشهداء الكثر الذين سقطوا منها في الدفاع عن تراب الوطن ضد الاحتلال الصدامي السيئ الذكر عام 1990، والاعمال الوطنية الكثيرة المشهود لها، قبل هذا التاريخ وبعده، في سبيل عزة ورفعة هذا الوطن وشعبه، وقيادته السياسية.
وأردف: خاضت الطبقة العاملة العديد من الاضرابات في تاريخها، ولم تكن في يوم من الايام اضراباتها سياسية، ولم تكن أبدا تلجأ الى اسلوب العنف والتخريب والاضرار بالمصالح والممتلكات العامة أو الخاصة، بل كانت اضراباتها دائما سلمية، تهدف اما الى تحقيق مطالب اقتصادية واجتماعية، أو الى الدفاع عن حقوقها والحفاظ على مصالحها والمكتسبات التي حققتها.
واذا كان هناك من متباكين على المصلحة الوطنية العامة ومصالح المواطنين، الذين يدعون ان الاضراب يضر بها، فعليهم ان يدركوا ان مصالح العمال والفئات الشعبية الكادحة وذوي الدخل المحدود، الذين تمثلهم الحركة النقابية، هي ايضا جزء لا يتجزأ من المصلحة الوطنية العامة التي لا يجوز الاضرار بها، ومن حق هذه الفئات الدفاع عن مصالحها، ومواجهة الظروف المعيشية الصعبة وموجة الغلاء العاتية التي تجتاح البلاد، بكل الوسائل المشروعة بما فيها الاضراب.
الصفحة في ملف ( pdf )