وصل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والوفد المرافق له الى بروكسل امس في زيارة تستمر 3 أيام حيث يحل ضيف شرف على انشطة «منتدى الكويت العالمي الأول».
وكان في استقبال سموه على أرض مطار بروكسل سفيرتنا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي نبيلة الملا الى جانب عدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وأعضاء السفارة الكويتية.
ومن المتوقع أن يلقي سمو الشيخ ناصر المحمد في مستهل انطلاق انشطة المنتدى اليوم خطابا يتناول فيه مكانة الكويت كمركز مالي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط الى جانب أهميتها الجغرافية في ميدان التجارة العالمية كما يستعرض الخطاب مختلف مشاريع التنمية المستقبلية في الكويت والمبادئ الديموقراطية والاستقرار السياسي الذي تنعم به الكويت.
ومن المتوقع أن يلتقي سمو رئيس مجلس الوزراء بولي العهد البلجيكي الامير فيليب حيث يتناول معه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، كما يلتقي برئيس مجلس النواب البلجيكي هيرمان فان رومبي.
هذا وترتبط الكويت ومملكة بلجيكا بعلاقات تقليدية راسخة تتسم بالصداقة والتعاون وتستضيف العاصمة بروكسل أغلب مقرات الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أخرى على رأسها حلف شمال الأطلسي (ناتو) مما يعطي قيمة اضافية للعلاقات بين الجانبين.
وحول موقف حكومة بلجيكا من الاحتلال العراقي الغاشم فكان موقفا واضحا، حيث أدلى وزير خارجيتها بتصريحات جريئة وقوية فجر يوم الاحتلال أدان فيها بشدة الاحتلال العراقي الغاشم ودعم عقد اجتماع استثنائي للمجموعة الأوروبية من أجل البحث في العقوبات الممكن فرضها على النظام العراقي.
وشاركت بلجيكا بقوات بحرية مع جيوش التحالف الدولي وفتحت مؤسساتها العسكرية وموانئها لتسهيل مهمتها الأمر الذي كانت له كلفة مالية كبيرة.
وتتجسد أهمية دعم بلجيكا للكويت في مكانتها السياسية سواء بوجودها في حلف (ناتو) التي تستضيف مقره الدائم أو داخل الاتحاد الأوروبي الذي تستضيف مقره ايضا.
وبالنسبة للمجال الاقتصادي فانه على الرغم من ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين قديمة الا أن الميزان التجاري يميل بشكل واضح لصالح بلجيكا.
ويبلغ نصيب الكويت في سوق الوقود في بلجيكا 17% من السوق المحلي من خلال ما يقرب من 400 محطة لتزويد خدمات الوقود منتشرة في مختلف أنحاء بلجيكا.
وتحتل شركة البترول الكويتية العالمية (كيوايت) المرتبة الثانية بعد شركة «توتال» الفرنسية في السوق البجيكي وهو ما يعتبر من اهم عناصر العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين كما أن الكويت تسوق كثيرا من منتجات مصافيها في مدينة روتردام في السوق البلجيكية بما في ذلك تزويد بعض المطارات بوقود الطائرات.
وتقوم شركة «كيوايت» حاليا بانشاء مصنع للزيوت في مدينة انتويرب شمالي بلجيكا سيعد من أكبر مصانع الزيوت في غرب أوروبا بتكلفة قدرها 100 مليون يورو حيث من المتوقع افتتاحه في القريب العاجل.
وفي مجال الاستثمار تمتلك الكويت بعض الاستثمارات في قطاعي العقار والأسهم.
وتستورد الكويت من بلجيكا الأدوية والسجاد والمواد الكيماوية والحديد والنحاس والشعير والمنسوجات والمواد الغذائية والكاكاو، بينما تصدر الكويت لبلجيكا مباشرة النفط ومشتقاته.
ومن أبرز التطورات الحالية بين البلدين على الصعيد التجاري حصول شركة بلجيكية مع شركة ألمانية على مناقصة في محطة الزور بقيمة 600 مليون يورو، هذا بالاضافة الى اهتمام عدة شركات بلجيكية مختصة بالحفريات والانشاءات في البحار في مشروع جسر الصبية ومشروع تطوير جزيرتي بوبيان وفيلكا.
يذكر انه يوجد في الكويت حاليا 300 وكالة تقريبا لشركات بلجيكية لمستثمرين كويتيين.
وتم ابرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين منها الاتفاقية الاقتصادية والتعاون الفني بين الكويت ومملكة بلجيكا والتي وقعت في الكويت في العام 1974 ويتضمن أحد بنودها الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة عاملة تجتمع مرة أو أكثر في السنة بهدف متابعة تطوير العلاقات الاقتصادية وتقديم التوصيات لتنمية العلاقات.
كما وقع البلدان في العام 1990 اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال في الكويت وتم تبادل وثائق تصديقها في عام 2000 في بروكسل ودخلت حيز التنفيذ.
أما اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين الكويت وبلجيكا فقد تم توقيعها في عام 2000 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2004.
وتم تبادل مشروع اتفاقية الخدمة الجوية بين البلدين تمهيدا لبدء المفاوضات حولها وقد تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في عام 1999 والتي تم اقرارها من قبل مجلس الوزراء الكويتي مؤخرا تمهيدا لاستكمال الاجراءات الدستورية للتصديق عليها.
وتعتبر بلجيكا من الدول الصناعية المتقدمة ويلعب التصدير دورا جوهريا في حياتها الاقتصادية اذ بلغت صادراتها الى سائر دول العالم في عام 2005 نحو 270 مليار دولار ويبلغ الناتج المحلي الاجمالي فيها بحسب آخر الاحصائيات 322.3 مليار دولار بنمو يساوي 1.5%.
الصفحة في ملف ( pdf )