القاهرة - ليلى نور
محمد الحفيتي عرفته الساحة السياسية منذ أعلن عن ترشحه للانتخابات النيابية قبل ثلاث دورات تشريعية ولفت إليه الأنظار بجرأته في تناول القضايا وأسلوبه في الطرح وإطلاقه التعليقات اللاذعة على السلبيات وإعلانه المسبق عن عدم فوزه لاعتبارات يراها من منظاره الخاص يلخصها في أنه ينحاز للمواطن المحتاج، ولا يكذب ولا يتجمل ولا يطير بناخبيه فوق الأغصان ولا ينافق السلطة والأهم من هذا وذاك إعلانه الحرب على الفساد والمفسدين ورغم انه حينما يغادر الكويت تبقى عينه معلقة بزرقة بحرها فيرى الحلم بعيد المنال وتتساوى عنده كل البلاد ويرى الناس متشابهين كحبات الرمال، إلا أنه خلال وجوده في القاهرة لا يعتبر نفسه بعيدا عن الديرة حيث انه يعشق القاهرة بصخبها وضجيجها السياسي والاجتماعي، ومع حبه للقاهرة وتعلقه بها إلا أنها لا تنسيه الاتصال الدائم بما يدور من أحداث في الكويت تجعله في حالة من الاستنفار الإنساني، فالوطن يسكنه ويكبر فيه مثل أشجار النخيل، وخلال حديثنا معه كانت تظهر عليه علامات الغضب بالرغم ما عرف عنه من روح المرح وأسلوبه الفكاهي، وقد أباح لـ «الأنباء» بأسباب غضبه فتحدث عن قضايا كثيرة تهم المواطن، وتحدث عن الساحة السياسية وما تتقاذفه كل الأطراف فيها من قضايا مختلفة فأكد ان الحكومة لن تستطيع ان تحمي نفسها بالعمل فقط ولكن عليها ان تحل المشاكل وتحصن نفسها وتحمي الناس بإجراءات حاسمة.
لافتا الى اننا نمر بمرحلة ذهبية للاستفادة من الفوائض المالية وعلى الجميع اغتنام الفرصة لإعمار البلد وتطوير الاقتصاد. وعن الثقة بين الحكومة ومجلس الأمة قال الحفيتي ان هذه الثقة تحتاج الى بناء قواعد شفافة ومن دونها لن نستطيع ان نبني وطنا ولن نتقدم لأن تحسين البنية التحتية وتطوير المشاريع الانمائية من شأنهما ان يعودا بالفائدة على الجميع أما قضية إسقاط القروض فالاستفادة منها مؤقتة وتعود المواطن على الاتكالية.
ومن الأمور التي تسوئه، كما يقول ان «طرح الثقة لدينا يحدث قبل الاستجواب ومن الخطأ مساءلة الوزير قبل توليه منصبه في حين يكون في طور التعرف على العمل، ونادى بوراشد بضرورة الكشف عن الذمة المالية لأي شخص يتولى مسؤولية عامة باعتباره تصرفا حضاريا للبلد وفي الوقت نفسه لحماية المسؤول نفسه من أي اتهامات أو شائعات تثار حوله دون وجه حق.
واشاد الحفيتي بوزير النفط السابق بدر الحميضي واعتبره مثالا حيا للمواطنة الحقة واشار الى انتقاد اعضاء السلطتين لا يعني الوقف ضدهم ولكن رغبة في الوصول ولو الى 20% من وعودهم، حيث لفت الى انه عندما كان برميل النفط بـ 6 دولارات كان التثمين بالملايين أما الآن فلا تثمين، متسائلا: أين فلوس النفط؟! مؤكدا انه يتطلع لتعويض الناس بالخدمات المقدمة بحيث تسقط نسبة من استهلاك الكهرباء والماء.
وعن الديون العراقية قال انها مسألة يعود فيها القرار الى الشعب وان الحكومة لن تنسى ما مررنا به في محنة الاحتلال، مناديا بضرورة عدم إقدام البعض على التهديد فليس ذلك من أخلاقنا و«الدم الكويتي لا يُثمن بمال».
وعن الانتخابات قال الحفيتي انه طرح في حملاته أجرأ الموضوعات والتي لم يجرؤ عضو على الدخول فيها ومنها دخول المرأة الانتخابات في 92، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والطفل.
واشار الى ان المرأة بالرغم من انها أنجح من يقوم بدور نائب الخدمات إلا أنها لن تتمكن قبل 10 سنوات من دخول البرلمان بعد ان تم تقليص الدوائر الى خمس فقط.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )