أبوكريم...
يا سيد الفرح الجميل
يا من زاره الفرح وأناخ ركابه حيث يكون.. وإلى الأبد.
بالأمس.. كان كل شيء في اجازة.. باستثناء الموت الذي غيّبك عنا فلم تدخل الصالة - كعادتك - مجلجلا بجمال روحك.
لم تدخل الصالة متأبطا جمال روحك وخفتها و.. وعلبتي سجائر مارلبورو وتلقي التحايا على الجميع الى ان تصل الى مكتبك / بيتك.
بالأمس.. لم تكن «الأنباء» قط بهذا الحزن السرمدي.
ربما كان أكثرهم حزنا.. «علي» لأنه أحضر قهوتك باكرا، ووضعها حيث تجلس على مكتبك / بيتك.. ولكنك لم ولن تأتي قط.
كان ثمة شيء ناقص في قسم الكمبيوتر.. حيث كان الكل يطرق السمع لصوتك وأنت تستحثهم لكي تكون صفحات الجريدة جاهزة في موعدها قبل الطبع.
كانت أرواحنا بالأمس عاطلة عن العمل ولم أتمكن من أن أكتب شيئا. وحاولت جاهدا أن أهبط إلى بئر روحي لأستعيد نفسي.. فلم أفلح.
وحينما وضع زميلنا «محمد» صورتك التي حتما لم تغب عني تأكدت ان روحي المعطلة لم يحركها سواك.
لقد وُلدت فينا يا بوكريم،
فدخلت في الحياة.. وإن رحلت.
هل أدخل مع نفسي في خصومة يا بوكريم؟
أي حزن هذا يحتوينا حين نفقد صديقا رائعا.. وإلى الأبد؟
عبثا.. يمضي بنا العمر الآسن بالآلام والأحزان ونحن نعلق الآمال على غد ونردد:
.. قد يكون القادم أجمل!
وحين لا يأتي هذا الجمال الذي نريد ونتمنى، تضحك أنفسنا على أنفسنا ونردد مرارا:
غدا سيكون أجمل..
هذا هو دولاب الحياة يبقي آمالنا وأفراحنا وتطلعاتنا مرهونة بيوم غد.
يفرح الإنسان بالأيام يقطعها وكل يوم مضى يدنو من الأجل.
آآآه يابوكريم:
لا نعرف ان ساعات العمر ملغومة بآلامنا.. آلامنا فقط ولا شيء غير ذلك.
على الدوام كنت حاضرا معنا فلا تغب في هذه اللحظة وفي هذا الوقت المتفجر بالحزن الأسود.
كنت حاضرا معنا بشجاعتك المعهودة.
فها أنت تصيخ السمع لأحزاننا عليك
فتعال وواسنا بهذا المصاب الجلل.
قلوبنا مكلومة وتعتصر ألما
فلا تتركنا لأجواء احزانها تنث
كلنا يعرفك جيدا
شجاعا ولديك من البأس ما يحثك على ان تكون معنا لتواسينا.
نعرف انك ستفاجئنا يوما وتقدم لنا باقات الورد.
لتبقى يا بوكريم على الدوام طفلا يتدحرج على ارواحنا.
فارس
الصفحة في ملف ( pdf )