ليلى الشافعي
في الأمسية الثالثة من ليالي ايمانيات ضمن مهرجان «هلا فبراير 2008»، وفي لقاء غير تقليدي، قدم احمد الشقيري خواطر شبابية بعنوان «لو كان بيننا» اجتمع فيها اكثر من 600 شخص وامتلأت القاعة بالرجال والنساء والشباب في فندق كويت ريجنسي بالاس، وكان موضوعا مميزا، وقال الشقيري: لست محاضرا وجلستنا مع الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) وانا من المحبين للكويت وللكويتيين، وقدوتي فيها د.طارق السويدان، فتحية لأهل الكويت جميعهم.
وقال: كما قلت وجودي بينكم ليس لإلقاء محاضرة، وإنما حديث ونقاش ومشاركات وعرض ڤيديو، وزاد ان «لو كان بيننا» هو برنامج شبابي عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وشريط غنائي عن سيرة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )، نحن نقرأ سيرته العطرة للتسلية، متى وُلد؟ ومتى بُعث؟ ومتى توفي؟ ما علاقة هذه المعلومات بطفل عمره 10 سنوات؟ كيف يكون الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في قلوب أولادنا إذا علمناهم ذلك فقط؟ وقال: انها معلومات تقدمها المدرسة للتلميذ جامدة ولا يشعر بها، نحن لا نريد ان نعود الى 1400 سنة لنعيش ايام الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، وانما نريد ان يأتي الينا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في عام 2008 ويعلمني كيف اعيش هذا العام، كل قصة نسمعها عن الرسول ان لم نوثقها في 2008 اصبحت قصة للتسلية فقط.
هل تعرفه؟
ثم بدأ الشقيري بتوزيع نموذج للاسئلة عبر مناقشة الجمهور، وكيف تعامل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مع الشباب المخطئ، وقال: عندي قناعة بان خطأ الشباب اليوم ليس خطأه هو بل خطأ الأهل والمنهج والتعليم والاعلام، وهذا ليس لتلمس العذر له ولكن لإنصافه، وذكر 3 قصص لشباب الصحابة الذين أخطأوا وكيف تعامل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) معهم.
وقال ان الصحابة مثلنا تماما، لكن الفرق انهم شاهدوا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وعاشوا في عهده ونحن لم نشاهده، وهم بشر ولهم أخطاء مثلنا تماما.
واشار الى قضية مهمة وهي اعتقاد البعض أنه افضل من غيره ولا يدري ماذا يختم له.
واسترسل في ذكر قصص واقعية للشباب المخطئ، منها قصة الممثل احمد الفيشاوي الذي يعيش في وسط كله فساد، لكن هذا الشاب فيه خير وقابلته والتفت حوله البنات من كل جانب فتركهن وذهب ليصلي، ففي هذا الشاب خير وفي كل الشباب خير يجب ان ننميه في قلوبهم.
وذكر الشقيري قصة الصحابي الذي كان سكران وكان الصحابة يعزرونه ثم يعود مرة اخرى للسكر، فقال احد الصحابة: العنه يا رسول الله، فقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): لا تلعنه انه يحب الله ورسوله، فإذا رأيت من لا ترتدي الحجاب فلا تحكمي عليها، فربما فيها خير.
واضاف: وبعد تعامل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع الخطأ تعامل مع خلق الأمانة وسرد قصة على الشاشة بالصوت والصورة عن طريق إلقاء محفظة في الشارع، قام اثنان من الشباب باعادتها لأصحابها وآخر لم يعدها وسأل الشقيري: لو كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بيننا ماذا كنا سنفعل؟
وقال لا تركز على السلبيات، بل يجب التركيز على الإيجابيات، والشارع العربي مازال فيه خير. واكد ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كان يركز على التميز في كل شيء، واستدل على ذلك بقصة اسلام خالد بن الوليد.
الدنمارك
وبين الشقيري ان 10 آلاف تهديد بالقتل وجهت الى الشعب الدنماركي، ورأى ان النصرة الحقيقية في قضية الدنماركيين هي ان يسلم الشخص الذي رسم الكاريكاتير، فلو أسلم نثبت اننا عالم متحضر.
الإبداع
وضرب نماذج للابداع منها الصحابي الجليل حسان بن ثابت، وقد وضعه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في غزوة الخندق مع النساء.
تقول صفية لحسان ( رضي الله عنه ): هناك يهودي حول الخيمة فقال لها ليس لي في الجهاد ولو لي لذهبت مع الرسول، فخرجت صفية من الخندق وقتلت اليهودي، ورمت الجثة عند اليهود وعادت الى القلعة وخاف اليهود وعلموا ان هناك رجلا ثقيلا من يحوم حولهم فلم يعودوا مرة اخرى. وفي تلك الحادثة لم يلم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حسان بن ثابت، فهو مبدع في شعره وخالد بن الوليد وليد مبدع في القتال.
وشدد الشقيري على ان الاهالي يفرضون تخصصا معينا على الاولاد، وقال ان ذلك يقتل الابداع لديهم، وتساءل: أين الابداع اذا لم أدخل تخصصا لم يبدع فيه.
واشار الى ان نسبة الطلاق في الخليج وصلت الى 60%.
وتناول الشقيري حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع زوجته عائشة رضي الله عنها، وكيف كان يلاعبها، كما تم عرض لمنزل السيدة عائشة رضي الله عنها ووصف فراشها وفراش الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وكيف كان بيته بسيطا خاليا من مظاهر الترف، هذا البيت الذي فتح العالم منه.
وتساءل: لماذا نسبة 60% من الزيجات من أمة محمد تنتهي الى الطلاق، وقال: هذا معناه اننا لسنا فاهمين محمد الزوج، ولا عائشة الزوجة، مع ان من اكبر النعم علينا ان رسولنا وحياته بالتفصيل في الكتب، فأكبر شخصية كتب عنها هي شخصية محمد ( صلى الله عليه وسلم )، فمن اكبر النعم ان الله حفظ قائدنا كزوج وصديق، وهذا كله في كتب لا يطلع عليها احد.
واشار الشقيري الى ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) استقبل وفد نصارى نجران في المسجد النبوى وتركهم يصلون وكيف كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وضع ركبته لكي تصعد صفية الى الجمل، وزاد: ما فهمت معنى «الرجال قوامون على النساء» الا بعد ان قرأت سيرة النبي ( صلى الله عليه وسلم )، مستحيل فهم القرآن بدون ذكر سيرة الرسول، فالرجال قوامون على النساء تكليف وليس تشريف.
الصفحة في ملف ( pdf )