- نبذل مساعي على كل المستويات للإفراج عن معتقلينا الباقيين في «غوانتانامو»
- قيام أحد أبناء الكويت المفرج عنهم بعملية انتحارية قتل فيها أميركيون يعوق عملية الإفراج عن العودة والكندري
مؤمن المصري
أعرب المحامي عادل اليحيى والمصور رائد الماجد عن سعادتهما البالغة بإطلاق سراحهما بعد 36 يوما من الحبس في سجن الأهواز في ايران، كما تقدما بخالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين وأركان وزارة الخارجية الكويتية وعلى رأسهم وزير الخارجية ووكيل الوزارة والسفير الكويتي في طهران على ما بذلوه من جهد كبير أدى الى اطلاق سراحهما أخيرا.
جاء هذا خلال الحفل الذي أقامته جمعية المحامين الكويتية على شرف اليحيى والماجد مساء أمس الأول والذي حضره وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله وسفيرنا لدى طهران مجدي الظفيري وعدد كبير من المحامين ورجال الصحافة والإعلام.
وقد ألقى المحامي شريان الشريان كلمة نيابة عن رئيس جمعية المحامين قال فيها: نتوجه بالشكر الجزيل لوكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله الذي كان معنا على الخط مباشرة والشكر موصول للسفير مجدي الظفيري الذي كان متواجدا مع جمعية المحامين لحظة بلحظة في متابعة ملف الزميل عادل اليحيى وصديقه رائد الماجد طوال فترة احتجازهما في ايران.
لقد كنا مطمئنين الى ان هذه المشكلة سيتم حلها بالجهود الحثيثة التي بذلتها الخارجية الكويتية في هذا الشأن ولاسيما السفير مجدي الظفيري الذي جربناه كثيرا في تجارب سابقة وأنا أعرفه جيدا منذ ان كنا ندرس في القاهرة. ولا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر للوكيل والسفير على ما بذلاه من جهد. وقدم الشريان هدية رمزية وهي درع الجمعية لكل من الجارالله والظفيري تحية من الجمعية وتقديرا لجهودهما.
من جانبه، قال السفير خالد الجارالله انه قد كلف بمقابلة وكيل وزارة الخارجية الايرانية وطرح موضوع اليحيى والماجد معه. وقد التقيت به وأبلغته بكل صراحة ان هذا الموضوع لن يخدم العلاقات وأضفت انه تم التعامل مع هذا الموضوع بطريقة مبالغ فيها أكثر من اللازم، وقلت له: أناس يقومون بالتصوير اتهمتموهم بالجاسوسية.
وأبلغته ان هذا العمل سيسيء للعلاقات بين البلدين وأنا أحمل لك رسالة واضحة من حكومة الكويت بأن هذه المسرحية المزعجة لنا يجب ان تنتهي. وبصراحة بدأنا نقلق مع مرور الأيام والمواطنان الكويتيان في الحجز. وقد وصل السفير الايراني هنا الى مرحلة لم يعد يعطينا اي معلومات عن الموضوع. حتى سفيرنا هناك «أبوأحمد» لم يستطع ان يرد علينا الا بالتمنيات ما جعلنا نقلق. ولكن ولله الحمد قيادتنا في الكويت ممثلة في صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء كانوا حريصين على ان يكون هناك شيء حاسم في هذا الموضوع وألا تطول المسألة.
وبدأنا نصعد في اتصالاتنا بعد ان اتصل بي «أبوعادل» وبدأنا جهودا أكبر في تصعيد اتصالاتنا ولله الحمد وصلنا الى مرحلة تبشر بالخير عندما اتصلت السلطات الإيرانية بالسفير الكويتي هناك وأبلغوه انه يمكنه ان يلتقي بالمواطنين الكويتيين تمهيدا للإفراج عنهما. ونحمد الله اننا طوينا هذه الصفحة.
وأحب في هذه المناسبة ان أتقدم بالشكر والتقدير للسلطات الايرانية فقد كانوا للأمانة متجاوبين معنا وكانوا في كل مرة نتصل بهم يقولون ان الافراج عنهما سيتم والمسألة مسألة اجراءات، كما ان معاملة السلطات للمواطنين الكويتيين كما سمعنا منهما لم تكن معاملة سيئة بل كانت معاملة طيبة وحضارية الى حد ما، فقد تم احتجازهما لأنهما قاما بالتصوير من دون تصريح بهذا ولكن لم يكن هناك اساءة لهما او تعذيب أثناء الحجز. واختتم الجارالله تصريحه قائلا: ميزة الشعب الكويتي انه يلتف حول نفسه في الأزمات، فلا تتصوروا حجم الاتصالات التي كانت تأتينا من كل مكان، فالكل كان يسأل: ماذا كان وضعهما وماذا صار بالنسبة لهما؟ فهذا شيء مفرح، ومثلج للصدر ومريح لنا، ونرجو ان نستمر بهذه الروح، والحمد لله ان المواطنين عادا الينا بالسلامة وأرجو الا تتكرر مثل هذه المأساة مع احد من الكويتيين.
وهنا علق المحامي عادل عبدالهادي بأن مشكلة عيال الكويت لم تنته، فقد عاد عادل ورائد الى اهلهما وذويهما والحمد لله ولكن هناك مواطنان كويتيان مهمان جدا وهما محجوزان لدى السلطات الأميركية في معسكر غوانتانامو منذ عشر سنوات هما فايز الكندري وفوزي العودة.
أنا بالأمانة كنت ألوم الخارجية الكويتية ومازلت ألومها، وأنا بصراحة أرى ان الخارجية الكويتية لا تتدخل بقوة في هذا الملف وأنا أستغل هذه المناسبة لأقول لك ان عيال الكويت يعانون من آلام، فكلا المواطنين مضربان عن الطعام منذ ستة أشهر في غوانتنامو، فايز الكندري يعاني من آلام حادة في الفقرتين الرابعة والخامسة من العمود الفقري، فأنا محاميهما وعلى اتصال لصيق بهما وأدري ان فايز يعاني من هذه الآلام.
لقد اكتفت الخارجية الكويتية بالمراسلات والمكاتبات ولكنني أعتقد ان هناك المزيد يمكن ان تقوم به الخارجية الكويتية، وحتى الآن لم يخرج من الكويت وفد طبي أو وفد شعبي من أهالي المحتجزين لزيارتهما. وأذكر الحكومة الكويتية بان حكومة أفغانستان سمحت لمواطنيها وأهالي المحتجزين الأفغان في غوانتنامو بأن يتوجهوا الى هناك لزيارتهم، بينما نحن دولة حليف استراتيجي للولايات المتحدة وعلاقتنا مع الأميركان عالية المستوى والشعبان متجانسان مع بعضهما وإلى الآن لم يخرج واحد من أهل الكويت لزيارة المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو.
وأنا الآن أنقل هموم فايز وعلى الملأ أقول لكم: ساعدوا أهاليهم وساعدونا وعلى الأقل دعونا نعطيم بصيص أمل اننا نتذكرهم، سخروا لنا طائرة ولو صغيرة تحمل على متنها بعض أفراد أسرتيهما ووفدا طبيا. والمحامون مستعدون للخروج اليهما بوفد سياسي وقانوني وطبي لزيارتهما.
وحتى لو منعت الولايات المتحدة مثل هذا الوفد من زيارتهما فسيكون لذلك مردود سياسي وإعلامي عالمي على أعلى المستويات، وهذا رجاء خاص من محاميهما، وقد وصلتني الآن منهما رسالة بأنهما يعانيان بشدة. ورد الجارالله على العبدالهادي بأن شكره على كلامه، مؤكدا ان وزارة الخارجية لم يغب عنها هذا الأمر. وأضاف ان الكويت وعلى أعلى سلطة وهو صاحب السمو الأمير في كل زيارة للولايات المتحدة ومع كل رئيس أميركي التقى به صاحب السمو الأمير كان يطرح معه قضية المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو. لقد تم الافراج عن عدد من المعتقلين هناك وعملية الافراج عنهما لم تكن سهلة بل كانت نتيجة جهد كبير قامت به السلطات الكويتية ونتيجة ضغط على الحكومات الأميركية المتعاقبة ونتيجة مساع كبيرة، والآن وصلنا الى مرحلة حرجة وحساسية مع الاثنين اللذين لم يتم الافراج عنهما، ولكنني أؤكد لك ان المساعي لم تتوقف، مساع على كل المستويات مع السلطات الأميركية للافراج عنهما.
وأضاف: ونحن مستعدون لسماع اي مقترحات او آراء تساهم في دفع عملية اخلاء سبيلهما فورا، فهذان المواطنان حالتهما معقدة الى حد ما بالنسبة للأميركيين، فعندنا مشكلة مع الأسف بسبب احد ابنائنا الذين كانوا معتقلين في غوانتنامو وتم اخلاء سبيله وإعادته الى الكويت ثم فوجئنا به مع الأسف وقد توجه الى العراق وقام بعملية انتحارية قتل فيها أميركيين، فهذا التصرف نسف كل جهودنا في هذا الشأن وألغى كل الوعود من الجانب الأميركي بإخلاء سبيل المواطنين الكندري والعودة، فقد عقّد هذا التصرف المسألة بشكل كبير، وهم في كل مناسبة يذكرون المواطن الكويتي الذي توجه الى بغداد وقتل الأميركيين.
ورغم ذلك لن نيأس وسنواصل الاتصال بالأميركيين ومستعدون ان نسمع منكم اي افكار تساهم بالفعل في اطلاق سراحهما، ونتمنى في القريب العاجل ان شاء الله ان نسمع أخبارا مفرحة عنهما ونسمع عن انفراج في قضيتهما بالفعل. ووجه الجارالله كلامه للمحامي عادل العبدالهادي ردا على طلبه بتخصيص طائرة لوفد يقوم بزيارة المعتقلين الكندري والعودة قائلا: أعطنا أفكارك وسنتجاوب معك.