بشرى الزين
اشاد وكيل الامين العام ومنسق الاغاثة الطارئة للأمم المتحدة جون هولمز بالدعم الكويتي السخي في تقديم المعونات في مختلف الكوارث والحالات الانسانية في العالم.
وقال هولمز في مؤتمر صحافي اقيم مساء امس في فندق جي دبليو ماريوت ان الهدف من زيارته الى الكويت هو تعزيز علاقات التعاون بين الامم المتحدة ودول المنطقة وخاصة مع الكويت، مشيرا الى ان هذه العلاقات متينة جدا في جميع القضايا الانسانية، داعيا الى المزيد من التطوير والتقدم، لافتا الى الدعم الكريم الذي تقدمه الكويت سواء عبر التعاون الثنائي او عن طريق القنوات متعددة الاطراف، خاصة المقدم الى لجنة الصليب الاحمر الدولي ومفوضية الامم المتحدة للاجئين معربا عن شكره وتشجيعه لزيادة المساعدات والمساهمات.
ووجه هولمز رسالة الى دول المنطقة لإيجاد توازن بين العمل الثنائي ومتعدد الاطراف في المنطقة لما فيه مصلحة الاطراف المستفيدة والمانحة ايضا.
ونوه بالمباحثات الايجابية التي جمعته مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ونائب رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي، لافتا الى ان الكويت تعتبر مثالا يقدم احسن صور تقديم الدعم الانساني، موضحا ان المساهمات تقدم بغرض الدعم والاغاثة وليس للدعاية، وذلك ارتباطا بالمفهوم الحضاري للدين الاسلامي، داعيا الى مزيد من التنسيق حتى تصل هذه المساعدات الى الجهات المستفيدة عبر قنوات الشراكة والشفافية.
وذكر هولمز ان زيارته لا تهدف الى طلب مبلغ مادي معين، بل من اجل توطيد الشراكة مع الكويت والامم المتحدة وتشجيع هذا التعاون، مشيرا الى ان مؤشرات مشجعة في الكويت تحتذى وعبرة في المنطقة، داعيا الى الزيادة في حجم المساعدات الانسانية، لافتا الى ان الازمات التي تزيد من تفاقم وتدهور الاوضاع الانسانية في الصومال ودارفور وفلسطين، اضافة الى الكوارث الطبيعية والتغيير المناخي وازدياد درجات الحرارة والتصحر التي يزيد معها مظاهر الفقر والجفاف والمجاعة، مبينا ان الاحتياجات التي تتطلبها الحالات الطارئة عبر العالم تبلغ 12 مليار دولار سنويا، مؤكدا ان هذه الحاجيات اكبر بكثير وتتجاوز هذا المبلغ ولا يغطي 3/2.
وأوضح هولمز انه من الصعب وضع رقم معين للحاجيات الاضافية بالنظر الى وتيرة الاسعار المتزايدة وارتفاع اسعار مصادر الطاقة والمواد الغذائية، مشيرا الى ان برنامج الغذاء العالمي حدد احتياجاته خلال العام الحالي بـ 500 مليون دولار وهذه الميزانية تهدف الى المحافظة على قدراته لتقديم المساعدات الغذائية ولم يغط الحاجيات الجديدة، مقارنة بارتفاع الاسعار، مذكرا ان برنامج الامم المتحدة للأغذية تبلغ ميزانيته 3 مليارات دولار سنويا.
ووصف هولمز الوضع في العراق بانه مقلق ما يصعّب مهمة الوكالات المتخصصة للامم المتحدة في هذا البلد ومحدوديتها منذ عام 2003 واغتيال سلفه سرجيو ميلان في بغداد، مشيرا الى تدهور شبكة التوزيع، لافتا الى تأسيس مكتب خاص يعمل من عمان لاستحالة العمل من داخل العراق، حيث تم في فبراير الماضي اطلاق نداء لطلب 265 مليون دولار فكانت الاستجابة ايجابية الى حد كبير.
ورأى هولمز ان الحل في تجاوز هذه الازمات وان كان حلا غير جذري وهو الزيادة في انتاج المواد الغذائية، مذكرا ان برنامج الغذاء العالمي يسهم في تقديم مساعدات لـ 86 مليون شخص سنويا عبر العالم، وهذا الرقم بسيط بالنسبة الى عدد المحتاجين.
ومن جهته، قال المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية عبدالعزيز الركبان ان منظمات الامم المتحدة تعنى بتعزيز الشراكة مع دول المنطقة وبناء جسور هذه العلاقة، مشيرا الى حدوث 450 كارثة في العام الماضي، مشددا على التنسيق في هذا الاطار بين الطرفين، مشيدا بالمساعدات السخية التي تقدمها دول المنطقة.
الصفحة في ملف ( pdf )