عبدالله العنزي
اكد رئيس مجلس الامة السابق ومرشح الدائرة الـ 2 جاسم الخرافي ان صاحب السمو الأمير بحكمته اتاح الفرصة للجميع لمراجعة النفس وتقييم الاداء، وذلك من خلال حله لمجلس الامة على الرغم من وجود قلة نادت بالحل غير الدستوري الذي هدفه الاول والاخير نسف الديموقراطية في البلاد، مبينا ان من واجب الجميع ان يكونوا بطانة صالحة لا مخربة، مشددا على ان صاحب السمو الأمير ليس بحاجة لأي من المنافقين او المجاملين، وهو حريص على مصلحة البلاد والشعب كل الحرص ونحن امانة في عنقه لأن هذه الكلمة دائما ما يرددها.
جاء ذلك في الندوة التي عقدها مساء امس الاول في الشامية بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي تحدث من خلالها الخرافي عن الحالة المتردية التي تمر بها الحركة الديموقراطية في البلاد من خلال السلطتين التشريعية والتنفيذية التي غلبت على بعض افرادها ابداء المصلحة الشخصية على المصلحة العامة للبلاد، محذرا من ان الديموقراطية سلاح ذو حدين، اما ان يصلح المجتمع او يؤدي الى نشوب ازمات كبيرة، مؤكدا ان المرحلة المقبلة تتطلب تنفيذ الاصلاح وبأسرع وقت ممكن بين الحكومة والنواب من خلال تبني الحكومة بتعاون مع المجلس خطة انشائية خمسية يستفيد منها الجميع في البلاد، ولابد ان تكون لها برامج تعطي الاولوية للحاجة الماسة للبلاد وتنفيذ المشاريع التنموية بها، مبينا ان تقييم دور الوزراء بعد كل دور انعقاد حسب انجازاتهم وبرامجهم الاصلاحية لا حسب المعاملات التي يسهلونها الى النواب.
وتابع الخرافي انه على رئيس الوزراء الاخذ بقياس المرشح حسب المعطيات السابقة ومن ثم يحدد مستقبل الوزير ولا يعتمد على العلاقات الشخصية سواء في التوزير أو التمديد، مشددا على ان هناك تخبطا في التفاهم بين الوزراء وزملائهم، مستدلا على ان بعض الوزراء يوافقون خلال اجتماع اللجان البرلمانية على بعض الامور التنموية أو القوانين المهمة واذا حان موعد التصويت داخل المجلس تجد الحكومة معارضة، وبين الخرافي انه توجد هناك أخطاء كثيرة بل انها قاتلة في بعض الأحيان ويشترك فيها الحكومة والمجلس ولابد علينا ان نتجاوز وان نعمل وفق جو صحي مناسب يكون فيه الاحترام المتبادل سيد الموقف لا ان نجرح في أناس خارج المجلس أو نمس كرامتهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى ان الأغلبية الصامتة داخل المجلس هي رافضة للصراخ والعويل والتشهير بالأشخاص وستعمل على دحر مثل هذه الأفعال المسيئة للكويت وديموقراطيتها.
وشدد الخرافي على انه يجب العمل على مستقبل الكويت والجيل القادم الذين هم أمانة يجب ان نؤديها على أكمل وجه ودون أي قصور وعلى الأقل إيصال نفس المستوى المعيشي لهم وهذا الأمر يتطلب أبعادا كثيرة تكمن في عدم دغدغة الشارع من خلال المطالبة ببعض الشروط التعجيزية التي تهلك الدولة واذا كانت الحكومة قد أخطأت سابقا فلا يجب تكرار الخطأ الآن لأن هذا نسف لكل المواثيق المتعارف عليها محليا من خلال الحفاظ على آمال الأجيال القادمة، مشيرا الى مطالبات بعض النواب سابقا بإسقاط القروض.
وطالب الخرافي بوجود رقابة شعبية على أداء النواب حيث وصل في بعض المراحل الى طرق تعسفية تعيق العمل من خلال إعلاء الصوت ومهاجمة الحكومة في كل شاردة وواردة ورميها بالحجارة، مبينا ان المجلس هو مؤسسة كل الكويتيين ولا يجوز الإساءة له من خلال عدم اعطاء القضايا المهمة الحق في النقاش والحل وايصال صوت الديموقراطية من خلال الاحترام المتبادل وأدب الحوار، مضيفا ان البلاد محاطة بأوضاع خطرة جدا ولا تتحمل أيا من مشاكل التأزيم في المرحلة المقبلة على صعيد المنطقة.
واوضح الخرافي ان ديموقراطيتنا غير كاملة وتحتاج الى الحلول الواقعية كذلك التعديل على بعض القواعد البرلمانية التي تساعد على العمل وفق نهج ديموقراطي جيد فعلى سبيل المثال استطعنا في المجلس السابق تحديد وقت الاستجوابات بدلا من انها كانت تأخذ أوقاتا طويلة جدا تصل الى أكثر من 12 ساعة في بعض الأحيان وهذا ما يمكن ان نطلق عليه خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة وإن شاء الله نكمل المسيرة في المجلس القادم ونعمل على ترتيب الأوضاع أولا من داخل قاعة عبدالله السالم وهي قاعة الشعب ثم تنتقل الى الحكومة ومن عندها الى الشعب خصوصا فيما يتعلق باختيار الوزراء الذين يحبون العمل ويشرفون الكرسي ولا يشرفهم وكذلك من خلال المواطنين ودورهم في ايجاد مجلس أمة جيد وفعال للمرحلة المقبلة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )