أسامة أبوالسعود
تستضيف الكويت ملتقى مجلة العربي الفكري السنوي الحادي عشر، وقد اختارت «العربي» ان تطرح موضوع الثقافة العربية في المهجر باعتباره موضوعا اصبح يمثل اهمية كبيرة، ليس فقط على مستوى الثقافة العربية بل وفي الثقافات الغربية ايضا، حيث اتسعت رقعة الاهتمام بالثقافة العربية في الغرب عقب احداث 11 سبتمبر بشكل ملحوظ وهو ما اثر بطبيعة الحال على زيادة الاهتمام بالثقافة العربية في مناطق انتاجها الطبيعية في مواطنها. بهذه الكلمات بدأ رئيس تحرير مجلة العربي د.سليمان العسكري كلماته في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح امس بفندق ماريوت للاعلان عن ملتقى مجلة العربي في دورته الجديدة والذي يقام في الفترة بين 12 الى 15 مارس الجاري مضيفا كما اثر بالضرورة على رقعة الثقافة العربية في المهاجر المختلفة، وزادت، وبشكل ملحوظ، حركة الترجمة عن الثقافة العربية ادبا وفكرا وبحثا، كما زاد نشاط المثقفين العرب في المحافل المختلفة، وهو ما يعبر عن تأثير متبادل بين الثقافة العربية الوافدة في تلك المهاجر والثقافات المحتضنة لها وهو موضوع اعمال هذا الملتقى.
وتابع د.العسكري قائلا «ولعله ليس خافيا عليكم انه في نهايات القرن التاسع عشر بدأت هجرات عربية الى المدن الغربية، وقد بدأت تلك الرحلات المطولة من سورية وفلسطين ولبنان، على نحو اكبر من باقي الدول، واتجه هؤلاء الى القارة الاميركية، شمالا ووسطا وجنوبا، ليمثلوا نواة اولى للحضور العربي، او ما بات يعرف في الادبيات العربية بالمهجر، ومن اشهر تلك المهاجر التي استقبلت العرب الاوائل نيويورك وساو باولو وريو دي جانيرو وبيونس آيرس والتي قدمت صورة زاهية لحركة ادبية عربية في النصف الاول من القرن العشرين. وقد وصلت ذروة تلك الهجرات العام 1913، الا انها تباطأت بعد الحرب العالمية الاولى بسبب قيود الهجرة الاميركية، وتحديد اعداد المهاجرين، وقانون الجنسية الذي صدر سنة 1924 فكاد ينهيها تقريبا، في حين استمر تدفق الهجرة الى الجنوب. واضاف: «وقد عرف ذلك الحضور العربي في العالم الجديد ميلاد صحافة موازية، ثم استدعت الحاجة انشاء النوادي والجمعيات الادبية التي تعمل لخدمة قضايا المهاجرين، وتجميع طاقاتهم ورعاية مؤسساتهم الاجتماعية. ثم قامت التجمعات الادبية من بعد، وعرف الشعر العربي المعاصر مصطلح «شعراء المهجر». وتابع د.العسكري قائلا: «وبعد الحرب العالمية الثانية، بدأت موجات جديدة من الهجرات العربية، ولعل اهمها تلك الهجرات المغاربية الى اوروبا الفرانكفونية، وقد افرزت بدورها اجيالا جديدة من رموز الثقافة العربية التي كتبت بلسان فرنسي، وباتت اوروبا بعد حركات التحرر والتمرد فيها من جهة، والنكسة العربية والديكتاتوريات من جهة اخرى ملاذا لاسماء عربية فكرية كثيرة جعلت من المهجر الاوربي متكأ للابداع وكتابة ثقافة عربية في عواصم التنوير الجديدة.
واردف قائلا: «ومع تنامي الاقتصاد العالمي، عرف الربع الاخير من القرن العشرين، وحتى اليوم، منفذا جديدا للهجرة العربية تمثل في استراليا وكندا وبلدان الشرق الاقصى، وهو ما يعد المهجر العربي الثالث تاريخيا وثقافيا، ولم يكن الحضور العربي للثقافة العربية في المهجر قاصرا على القلم المسافر، بل اصبح للريشة واللون حضور عربي مماثل وقوي. وزاد العسكري اليوم، وفي ظل مأزق الصورة السلبية للعرب في الخارج، حيث يعيش ابناء هؤلاء المهاجرين العرب من الاجيال الثانية والثالثة، ووسط ذلك التطور التاريخي، والتنوع الجغرافي، والتباين اللغوي، ومع مولد اجيال جديدة من المثقفين العرب في المهجر، سواء من قدموا طوعا او قسرا، ليشكلوا قوة قلمية وحضورا ثقافيا، بات من الملح على ندوة (العربي) السنوية الفكرية وهي تحتفل ببداية العقد الثاني على تأسيسها، المبادرة بفتح باب النقاش حول الثقافة العربية في المهجر.
محاور الندوة
• الجذور التاريخية للثقافة العربية في المهاجر المختلفة.
• تجلي حضور الثقافة العربية اليوم بالمهجر، سواء على الصعيد اللغوي، او الادبي او التشكيلي او الاعلامي؟
• تجربة النشر العربي في المهجر، سواء من اصدارات دورية كصحف ومجلات، او كمكتبة ادبية في حقول الفكر والشعر والقصة والرواية.
• حضور المهجر العربي التشكيلي في المحافل العالمية.
• تجربة المراكز الثقافية العربية حول العالم.
• قضية الترجمات عن العربية المنشورة في المهجر.
• اشكالية ربط الاجيال الجديدة بثقافتهم الام.
• مساهمة الثقافة العربية بالمهجر في تصحيح الصورة السلبية التي يبثها الاعلام عن العرب.
• قضية دعم نشر الثقافة العربية في المهجر.
• مستقبل الثقافة العربية في المهاجر الغربية.