عندما اصدر «اطلس الكويت» بالاشتراك مع مجموعة متخصصة من العلميين الكويتيين كان يدرك انه مهما ارتفعت قيمة التعويضات البيئية فانها لا يمكن ان تخفي الآثار البيئية السيئة التي انتجها الاحتلال العراقي للكويت والتي تعتبر آثارا خفية لا يمكن محوها الا عبر زمن طويل وبعيد من الآن.
مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الفضاء ومستشار وكالة ناسا الفضائية العالمية د.فاروق الباز وفي لقاء مع «الأنباء» خلال مشاركته في منتدى جدة البيئي مؤخرا اكد انه اكتشف من خلال ابحاثه لاصدار اطلس الكويت بطلب من مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.علي الشملان عقب التحرير مباشرة ان ارض الكويت عبارة عن دلتا لنهر قديم يجري من الحجاز وتبقى منه حتى اليوم وادي الباطن، لافتا الى ان ارض الكويت مكونة من صخور جيرية تشكلت بفعل امتزاج ثاني اوكسيد الكربون مع مياه المحيط.
واكد الباز ان هناك طبقة شكلت بفعل تطاير ذرات النفط خلال اشعال ابار النفط في الهواء وارتطامها بالتربة مما ادى الى التصاق التربة والصلبوخ معا بفعل النفط وتشكيل طبقة تختفي بفعل التيارات الهوائية والتربة ولكنها مؤذية جدا اذا ما تسربت المواد السامة منها الى المياه الجوفية بفعل الامطار.
وقال ان التلوث الهوائي الطبيعي اي الهواء المحمل بالاتربة والرمال والذي بدأ في البحرين ثم السعودية ونراه الآن في الكويت يأتي ووفق الصور الفضائية من العراق حيث العمليات العسكرية التي تؤدي الى ازالة طبقة الصلبوخ التي تثبت التربة، مؤكدا اهمية ايجاد حل لهذه المسألة من المصدر وليس وضع حلول جزئية قد لا تؤدي الى نتائج مأمولة.
ولفت الى ان «الفضاء» يعتبر ابرز المجالات لدراسة القضايا البيئية ولولا الصور الفضائية لما تمكن العلماء من رصد ثقب الاوزون وبالتالي العمل على تخفيف غاز ثاني اوكسيد الكربون والنظر في كيفية التخلص منه او الاستفادة منه.
اما عبر حقنه في آبار النفط بدل بخار الماء لاستخراج البترول واما عبر حقنه في المحطات لتكوين الصخور الجيرية.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )