في صالات مطار الكويت لاينسى أصدقاء ترشيد أن يتواجدوا بين الجموع المسافرة وتلك الآتية، لا لشيء إلا من أجل الوطن، ففي الصالات الفسيحة الردهات والممرات وعند البوابات يتوزعون وفي قلب كل منهم يسكن الوطن، وفي أيديهم رسائل الترشيد التي يسلمونها لكل من يصادفونه مصحوبة بابتساماتهم وبكلمات الترحيب للقادم أو التوديع للمغادر.
ولأنه موسم يكثر فيه السفر فإن أصدقاء ترشيد لابد من أن يكونوا هناك لتذكير المسافرين بأهمية إتباع إرشادات الترشيد قبل السفر، توازيا مع مايقوم به زملاؤهم في الفرق الأخرى حفاظا على استمرار بقاء ثروة الكهرباء والماء بلا انقطاع.
فالقادمون إلى البلاد والمغادرون لابد أن يتسلموا النشرات الترشيدية التي يوزعها فريق أصدقاء ترشيد، وكان لهذا العمل الوطني بالغ التأثير في نفوس الفئة المستهدفة، كما كان التفاعل واضحا من جانب هؤلاء من خلال الاستجابة للرسائل الترشيدية، فقد أكد المواطن راشد الهاجري «أن المشروع الوطني لترشيد الطاقة ما هو إلا تتويج لعمل دؤوب ومثمر لمسناه جميعا خلال الصيف الفائت ونحن نلمسه الصيف الحالي وقام به شباب بشكل جماعي وتطوعي تشكر عليه جمعية المهندسين والتي تصدت لإحدى أهم المشاكل التي تواجهنا ومن الممكن أن تواجهنا مستقبلا وهو الاستهلاك غير المرشد للطاقة بشكل عام.
وقال: لا شك في أن هذه الحملة وما أبداه الشباب المتحمس خلالها من رغبته في إنجاز المهمة الوطنية تعد مكسبا للمجتمع وكلنا رابحون وإذا كان هناك مثال على حملة توعوية ناجحة فإنني أعتقد أن حملة ترشيد هي خير مثال وستدوم للسنوات المقبلة بذات النجاح.
واضاف: «واجهتنا مشكلة خاصة بالماء واتصلت بشكاوى الوزارة ولم أعثر على حل أو أصل للجهة المختصة ثم اتصلت بترشيد فقاموا مشكورين بالاهتمام بها، وهي بادرة جيدة بوجود جهد بعيد عن بيروقراطية الوزارة لتخفيض الضغط على مرفقي الكهرباء والماء.
صيف بلا انقطاعات
من جانبه قال خالد غريب إن جهود فرق مشروع ترشيد الوطني آتت ثمارها، فالصيف الفائت مر علينا دون انقطاعات بفضل «ترشيد» مشيرا إلى أن المشكلة في الانقطاع الكهربائي والمائي تراكمية، بدأت منذ سنوات فمحطات توليد الطاقة تقادمت والتعاقدات على إنشاء محطات جديدة تأخرت، ناهيك عن النمو الاقتصادي والعمراني مشيرا إلى أن الحل الوحيد يكمن في الترشيد فمن غير الممكن أن يتم إنشاء وتشغيل محطات لتغطية العجز هذا العام. وأكد أن تجربة ترشيد في عامها الأول نجحت نجاحا ملحوظا والدليل تجاوب المجتمع الكويتي بجميع شرائحه حيث إن هذه الأزمة لا تخص فئة معينة ولكن تخص الجميع دون استثناء.
مشروع رائد
من جهته قال مبارك الخالدي إن المشروع الوطني لترشيد الطاقة هو مشروع رائد وناجح وقد أثر على سلوكيات الكثير منا خلال العام الفائت، لذا نحن نشكر جمعية المهندسين على هذه الفكرة الرائدة والتي كانت ثمرة تعاون مشترك بينها وبين وزارة الكهرباء والماء.
وأبدى اعجابه بالتكتيك الرائع الذي ينتهجه القائمون على الحملة من خلال تواجدهم في كل مكان وتوزيع بروشراتهم التي تحمل فلاشات لها علاقة بموقع التوزيع ومثال على هذا في المطار كل البروشورات أو معظمها لها علاقة بالسفر وتذكر المسافرين بأهمية اطفاء جميع الأجهزة الكهربائية قبل السفر أو القادمين بأهمية التجاوب مع الحملة ومثال آخر تلك البنرات الكبيرة والمطويات التي توزع في المساجد والمنازل وغيرها التي تخاطب كلا على حسب موقعه.
التعاون
أما حسن الجندي فقال: لو نظر الفرد لإنجازات ترشيد العام الفائت وما حققه هذا المشروع بالأرقام والإحصائيات ستجده يبدي تعاونا أكثر من أجل انجاح هذا المشروع خلال السنوات المقبلة، متمنيا أن يعي الجميع جيدا أهداف هذا المشروع الذي يسعى إلى تعزيز مفهوم الثقافة الترشيدية في نفوس أبناء الموقع الكويتي.
وسائل متنوعة للوصول للمستهلك
واشاد عبد الواحد العوضي بالوسائل المتنوعة التي يستحدثها مشروع ترشيد في الوصول إلى المستهلك والتي تنوعت ما بين اللافتات والاعلانات في الصحف والتلفزيونات والشوارع بالإضافة إلى رسائل sms فضلا عما تقوم به فرق المشروع مثل فريق أصدقاء ترشيد وفريق التوزيع ومركز الاتصالات وآلو ترشيد وغيرها من الوسائل التي نجحت في اختراق الحواجز والوصول إلى هدفها (المستهلك)، متمنيا أن يستمر المشروع في استخدامه لمثل هذه الوسائل الناجحة في استقطاب الجمهور.
وبدوره قال الفونس عاد: «أنا مقيم في الكويت منذ أكثر من 4 سنوات والشيء الذي لاحظته أن البعض سواء كانوا مواطنين او مقيمين كثير الإسراف في استهلاك الكهرباء والماء بل ان هناك من يتمادون في هذا الإسراف وربما السبب أن وزارة الكهرباء والماء مازالت تبقى على سعر التعريفة البسيطة للكهرباء والماء في ظل غياب الوعي بأهمية هذه الثروة».
وأشاد عاد بالدور الرائع والحيوي الذي لعبته حملة «ترشيد» منذ انطلاقها العام الفائت، فقد استطاعت بجدارة كسب شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين تعاونوا مع اهدافها الوطنية من اجل تعزيز مفهوم الثقافة الترشيدية للماء والكهرباء.
وأثنى اسامة الفلاح على نظرة القائمين على تنظيم هذه الحملة التي تتسم بالرؤية الشمولية التي يمكن معها الاستفادة من عموميتها «مشيدا بدقة الاستراتيجية الإعلامية الجديدة التي طرقها ترشيد لهذا العام والتي ركزت فيها على الجوانب الأسرية والدينية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية. وقال إنه من الرائع جدا أن تجد أصدقاء ترشيد منتشرين هنا في المطار في كل زاوية وكأنهم شعلة نشاط، شغلهم الشاغل، حتى المسافرون، والتأكد من إطفاء جميع الأجهزة قبل رحيلهم.
وشكر المواطن عبدالعزيز الكندري حملة ترشيد التي أعادت إلى المجتمع الكويتي ثقافته الأولى التي تربوا عليها وهي الاقتصاد وعدم الاسراف فالآباء والأجداد وقبل ظهور النفط كانوا حريصين أشد الحرص على الاقتصاد في مياه الشرب انطلاقا من تعاليم دينهم الإسلامي الحنيف الذي يحض على عدم الإسراف وكذلك اقتداء برسولهم الكريم ژ الذي كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع. و
أضاف الكندري أن الآباء والأجداد كانوا يقتصدون في استهلاكهم للمياه لإدراكهم حجم المشقة التي كانوا يتعرضون لها أثناء جلبهم المياه من شط العرب.
أما فيصل الشمري فقال: يكفي المشروع فخرا احتذاء الدول المجاورة للكويت وتطبيقها لنفس التجربة، كما يكفيه أنه وفر مبلغ 66 مليون دينار كويتي خلال ثلاثة أشهر فقط. وتساءل: ألا تستحق هذه الإنجازات أن نشيد بهذا المشروع الوطني الهادف؟
الصفحة في ملف ( pdf )