أطلق فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة البيئية التطوعية حملة لرفع القوارب والسفن في نقعة الشملان على سواحل مدينة الكويت بعد ان شب حريق ضخم فيها في 28 أغسطس الماضي، وتستمر الحملة أربعة أيام.
رفع السفن
وبدأت العملية الضخمة باستخدام عدد من الآلات الثقيلة أكبرها رافعة تحمل 170 طنا لرفع السفن الثقيلة اضافة الى المخلفات الضارة مثل الزيوت ووقود الديزل والقطع البلاستيكية وحطام السفن والأخشاب.
ولوحظ بالقرب من الرافعة الكبيرة حيث تتركز عملية ادارة الرفع والتنظيف ان الماء ملوث بشكل تنعدم فيه الرؤية مع تراكم الزيوت والمخلفات التي ستعوق عملية الرفع وتبطئه وتشكل خطرا على الغواصين الذين كانوا يثبتون المرابط حول احدى السفن لرفعها.
وقال مدير فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل لـ «كونا» ان المشروع الذي يستهدف رفع مخلفات أكثر من 15 سفينة وقاربا من نقعة الشملان وقاعها يعد أكبر مشروع يقوم به الفريق مشيرا الى عدة عوامل خطرة يواجهها الفريق والجهات المشاركة في التنظيف.
وأضاف ان الرؤية في القاع معدومة وتحوي مياه النقعة العديد من الملوثات من شباك عالقة وأجزاء حطام متناثرة مضيفا ان المساحة حول المكان ضيقة لاستخدام آليات الرفع الضخمة مشيرا الى الحذر الشديد للفريق حين ربط السفن قبل رفعها خوفا من تكسرها.
جون الكويت
وذكر ان العملية تقسم إلى عدة مراحل تتضمن حجز السفن المحروقة وحطامها ثم ربطها في أماكن ثابتة عن طريق الغواصين ليتم رفعها بواسطة عدة آليات اضافة إلى الحفارات والشاحنات لنقل الحطام والبقايا إلى الأماكن المخصصة لرمي المخلفات.
وقال الفاضل ان الفريق يركز على رفع المخلفات في أسرع وقت ممكن لوجودها في مكان حساس ومهم للكويت وهو جون الكويت ولأن بقاء هذه السفن المحترقة والمحطمة سيشكل خطورة كبيرة على مرتادي المـرسى في المــســتقبل ولمنعها من الانجراف إلى البحر مع عملية المد والجزر.
ودعا الــفاضل مرتادي المسنة وسوق شـرق الى توخي الحذر وعدم الاقتراب من مكان النقعة لخـطورة المـوقع ووجود الآليات الثقيلة خلال مدة انجاز العملية وهي أربعة أيام.
وأفاد بأن هذه المبادرة تأتي ضمن حرص الفريق على الحفاظ على البيئة البحرية الكويتية بالحد من التلوث الناتج عن المخلفات والكوارث الطبيعية مضيفا ان العملية تثبت دور الفريق التطوعي لخدمة الكويت وبيئتها.
واشاد بالجهات التي كانت لها استجابة سريعة لحماية بحر الكويت وبيئتها وهم اتحاد صيادي الأسماك ومؤسسة الموانئ الكويتية والادارة العامة لخفر السواحل ومركز الانقاذ البحري التابع للإدارة العامة للإطفاء ووزارة المواصلات وهيئة ازالة التعديات التابعة لمجلس الوزراء ومؤسسة البترول الوطنية وبلدية الكويت وادارة سوق شرق التابعة للشركة الوطنية العقارية.
ونوه بدور وزارة الداخلية التي كانت تنظم عملية السير وتقديم المساعدة والمساندة اضافة إلى تنظيم دخول الآليات الثقيلة الى مكان النقعة.
مخلفات وزيوت
من جانبه، قال مسؤول العمليات في الفريق وليد الشطي في تصريح مماثل لـ «كونا» ان تنظيم المرسى قبل الحادثة كان عشوائيا وتنقصه الرقابة من المعنيين خصوصا بالنسبة لطرق الـسلامة والتعامل مع الطوارئ والأحداث المفاجئة مبينا ان المخلفات والزيوت الملقاة التي تفاقمت مع الحريق ساهمت بشكـل مباشر في سرعة انتشار الحريق.
واضاف الشطي ان الغوص في هذه المياه يشكل خطرا على الغواصين لتلوثها الشديد بالمواد الكيميائية والبترولية واصفا الموقع بأنه «كارثة» بيئية حقيقة خصوصا لموقعه في جون الكويت.
واوضح ان المشروع سيعتمد على فترات المد والجزر لرفع السفن الغارقة في فترة الجزر والتركيز على السفن العائمة في فترة المد.
واضاف ان الفريق سيرفع عددا من السفن والقوارب المحـطمة قديــما بعد الانـتهاء من رفع حطام السفن المحترقة.
يذكر ان عددا قليلا من القوارب والسفن تمكنت من الابتعاد من منطقة الحريق فور حدوثه فيما تضررت بقية السفن واحترقت بالكامل.