شمال قبرص التركية
بشرى الزين
«هذه فترة مثيرة بالنسبة لنا، لقد كانت الكتب القديمة مليئة بالدم والنعرة القومية، وكان من الصعب استخدامها في الفصول الدراسية، اما الآن فكل شيء سيتغير»، هذا القول للبروفيسور غول باركين استاذة التاريخ في جامعة شرق البحر المتوسط في فامغوستا شمال قبرص التركية قادت به فريقا من الأكاديميين وأساتذة التاريخ لإعداد نصوص الكتب المدرسية الجديدة، وربما تكون خطوة في طريق الجمهورية «المنسية» اليوم الى مناجاة الوحدة مع الشطر الجنوبي القبرصي - اليوناني بعد أكثر من ثلاثين عقدا من الانقسام، أمل تؤكده بشدة ما أسمته باركي «بالعاطفة والرؤية التعددية» في الكتب الجديدة.
وأيا يكن الأمر، فقد تحسن الحال قليلا عما كان عليه بالأمس القريب، وبدا ثمة شعور متزايد بضرورة البحث عن مقاربة تخرج قبرص من مأزق تاريخي طال مداه.
فقد نجح الرئيس القبرصي التركي محمد طلعت والرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس في اتخاذ خطوات كفيلة بإحياء عملية السلام المتعثرة في الجزيرة وصدق الزعيمان بعد جولة من المحادثات على جملة من خطوات بناء الثقة بين الجانبين تتضمن اجراء مفاوضات مباشرة كانت آخر جولاتها في 25 يوليو الماضي لتستأنف في 3 سبتمبر المقبل.
ويبدو ان القبارصة الأتراك أبدوا انفتاحا على العالم لشرح قضيتهم، خاصة بعد انضمام قبرص اليونانية الى الاتحاد الأوروبي، ويمكن القول ضمن هذا السياق ان تركيا تقدر عـــلى لعـــب دور كبير في حشد التأييد والاعتراف الدولي بجـــمهورية شمال قبرص التركية في وقت تنبهت فيه جمـــهورية قبرص اليونانية الى هذا مبكرا.
فـــأقامت علاقات وثيقة مع العالم العربي على وجه التحديد وبقية العالم الاسلامي في الوقت الذي حظيت فيه شمال قبرص التركية بفتح مكاتب تجارية في بعض دول الخليج العربية وبعض دول غربية كتمثيل ينعش علاقاتها الاقتصادية ويكسر الحظر والعزلة المفروضة عليها قسرا، الا من منفذ تركي وحيد وعبر مطار «أرجان» في شمال قبرص التركية التي لا تحط فيه سوى الخطوط الجوية التركية أو الشمالية القبرصية مادامت هذه البقعة من العالم غير معترف بها دوليا.
وتحظى تركيا بتقدير كبير لدى القبارصة الأتراك نظرا للدور والموقف اللذين اتخذتهما في ارسال قوات عسكرية الى شمال قبرص التركية في العام 1974 بهدف حماية القبارصة الأتراك من اضطهاد وتصفية من المتشددين من القبارصة اليونانيين منذ العام 1963 فترة شن حملات ابادة ضد المسلمين القبارصة تحت شعار «الانيوسيس» الذي كان يهدف الى ضم الجزيرة الى اليونان.
ولايزال القبارصة الأتراك يتذكرون هذا اليوم بفخر واعتزاز في 20 يوليو من كل عام، فهل سيختفي بحلول الوحدة؟
تغطية خاصة - الجزء الأول في ملف ( pdf )
تغطية خاصة - الجزء الثاني في ملف ( pdf )
تغطية خاصة - الجزء الثالث في ملف ( pdf )