أسامة أبو السعود
ضمن اليوم الثاني لمؤتمر القدس السنوي السادس للمكتب السياسي لحركة التوافق الوطني الاسلامية في ديوان امين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت سماحة السيد محمد باقر المهري تم استئناف اعمال مؤتمر القدس السنوي السادس تحت عنوان «حركة المجتمع المدني التعبوية لنصرة القدس» برعاية سماحة السيد محمد باقر المهري – امين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت وادارة حسين دشتي، تم استكمال عرض اوراق العمل المعنية بمحاور المؤتمر.
طرح في اليوم الثاني من المؤتمر المطران د.كاميللو باللين – مطران الكنيسة الكاثوليكية – الكويت، ورقة عمل بعنوان «اورشليم القدس قبل الاسلام» وتلاه د.علي احمد الطراح استاذ العلوم السياسية – جامعة الكويت، بورقة عمل بعنوان «دور وسائل اعلام المجتمع المدني في تعبئة الرأي العام لنصرة القدس»، وختم اوراق العمل حول نفس المحور الاخير المستشار الاعلامي فيصل الدويسان.
استهل اليوم الثاني من المؤتمر المطران د.كاميللو باللين – مطران الكنيسة الكاثوليكية قائلا: نعرف من العهد القديم للكتاب المقدس ان القبائل الاسرائيلية قد فرت من ارض مصر وتوجهت نحو ارض فلسطين فاستولت عليها، ونستطيع ان نقدر وقوع هذا الحدث بحوالي سنة الف و200 قبل ميلاد السيد المسيح، ولم تكن تلك الارض خاوية على عروشها، بل كانت معمرة بشعب معروف باسم «الكنعانيون» وهم الذين كانوا قد بنوا مدنا وقرى وكانت لهم حضارة خاصة ولكن اذا كانت القبائل الاسرائيلية تعتبر الاستيلاء على ارض فلسطين نصرا لهم وتحقيقا لوعد الله لابراهيم فهذا تفسير ديني يستهدف نمو الايمان لدى تلك القبائل، اما من الناحية العلمية فلم يكن وصول القبائل الاسرائيلية الى ارض فلسطين الا احد التنقلات التي قامت بها شعوب كثيرة، سامية وغير سامية، في ذلك الوقت، مثل الهكسوس والحوريين وبعض الشعوب من الهند ومن ايران، وحوالي عام الف ومئتين غزا اناس كثيرون الشرق بحثا عن اراض يقيمون فيها وكان من بينهم الفلسطينيون ممن اقاموا في غزة واسقلن واسدود، وكانوا من اهم الشعوب التي وفدت على المنطقة وسمى الاسرائيليون الفلسطينيين «قفل» لانهم لم يعرفوا او لم يقبلوا الختان، وحسب سفر عاموس وسفر ارميا قدم الفلسطينيون من جزيرة كريتا وربما كانت كريتا المرحلة الاخيرة قبل ان يقطنوا فلسطين.
وختم اوراق العمل حول نفس المحور الاخير المستشار الاعلامي فيصل الدويسان قائلا: يمكن القول ان وظيفة الاعلام الاساسية – بوسائله المختلفة – تتلخص في تعريف الافراد بأكثر القضايا اهمية للمجتمع، اضافة الى محاولة ايجاد تنوع في عرض الافكار المختلفة والمتباينة والدعوة للتحاور بشأنها لمعرفة قيمة كل رأي، فضلا عن دوره في الانظمة الديموقراطية في عملية الرقابة على الاداء الحكومي بهدف توجيه المواطن واشراكه في صنع القرار.
واضاف ان اعلامنا العربي متناقض تجاه قضية القدس ومن هنا تنشأ الضرورة لانشاء مؤسسة عربية اسلامية مستقلة تعنى بشؤون القضية الفلسطينية متحررة من الروتين الرسمي والضوابط الرسمية للحكومات العربية والاسلامية.
واكمل الدويسان لقد باتت القضية الفلسطينية ومقاومة العدو الصهيوني رهن النظام السياسي العربي الحاكم ورؤيته السياسية، فإذا كان يدعم المقاومة فوسائل اعلامه داعمة، وان لم يكن داعما فبالطبع فإن التجاهل مصير القضية، بل لم تكتف بعض الانظمة بذلك بل ذهبت الى تثبيط كل العزائم وتوهين الارادة.
مؤكدا ان الاستغلال الامثل لصمود المقاومة وانتصارها ومحاولة التأكيد على ذلك بالشواهد والبراهين الاعلامية هو افضل وسيلة لمواجهة المحبطين والداعين الى الاستسلام باسم السلام، اضافة الى اظهار صور هلع العدو وألمه من ضربات المقاومة كحل ناجع للعرب المستسلمين بهدف تغيير ارادتهم او احراجهم باظهارهم اقزاما امام بطولات متجددة للمقاومة امام مؤسسات المجتمع المدني.
وفي ختام المؤتمر، قام راعي المؤتمر سماحة السيد محمد باقر المهري – امين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت بتكريم المشاركين بتوزيع الدروع التذكارية.