فرج ناصر
اكد وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر ان انشاء وانجاز مشروع المكتبة الوطنية في موقعها الجديد والمتميز دليل واضح على اهتمام الدولة بالثقافة والأدب وانعكاس حقيقي لتطلعات الحكومة الرامية الى تلبية جميع احتياجات المواطنين سواء الثقافية او غيرها من المجالات، مشيرا الى ان الحكومة ادرجت ضمن برنامج عملها المحور الثقافي والعلمي الامر الذي يوضح مدى حرص واهتمام الدولة بهذا الشأن.
وقال د.صفر خلال الجولة التي قام بها مع عدد من قياديي وزارة الاشغال للاطلاع على آخر مراحل انشاء وانجاز وتنفيذ مشروع المكتبة الوطنية: اننا فخورون بانجاز هذه المكتبة الحديثة والمتطورة والتي تأتي على غرار العديد من المكتبات الحديثة في مختلف دول العالم التي قمنا بزيارتها كمكتبة الاسكندرية التي اشرفت على بنائها مؤسسات عالمية، مضيفا ان ما يشعرنا اكثر بالفخر هو انشاء وتنفيذ هذا الصرح بخبرات وطنية وجهود مهندسي الوزارة.
ولفت د.صفر الى وجود بعض المعوقات التي واكبت عملية تنفيذ المشروع والتي قد وجدت في بعض المشاريع المشابهة، الا انه من خلال جهود العاملين ومهندسي الوزارة استطعنا التغلب على هذه المشاكل واتمام المشروع والوصول به الى المراحل الاخيرة في تنفيذه.
واشار د.صفر الى ان التأخير الذي يحدث عادة في بعض المشاريع يكون غالبا نتيجة الروتين في العمل والمتمثل في الدورة المستندية التي تتطلب اخذ موافقات العديد من الجهات الحكومية الاخرى، الامر الذي يؤخر انجاز وتنفيذ هذه المشاريع.
وشدد على ضرورة تقليص هذه الدورة من خلال جمع معظم الجهات الحكومية التي لها علاقة بالمشاريع بحيث تكون ضوابطها تنصب في جهة واحدة تقوم بجميع الاعمال لمتابعة انجاز المشاريع دون تعطيل او تأخير نتيجة المراسلات بين هذه الجهات والتي تستغرق فترات طويلة.
واشار الى اهمية الاعتماد على التقنيات الحديثة واستخدام التكنولوجيا المتطورة في مختلف القطاعات والتي من شأنها تسريع عملية التنمية ودفع عملية تطوير الاداء الوظيفي للعاملين.
وقال د.صفر ان الوزارة لا تألو جهدا في اتمام وانجاز المشاريع الموكلة اليها خصوصا المشاريع الكبرى ومنها مستشفى جابر وتطوير جزيرة بوبيان وجسر الشيخ جابر والتي تضعها الوزارة على رأس اولوياتها، دون التقصير في انجاز المشاريع الاخرى التي تمثل اهمية كبرى في تطوير البنية التحتية والمباني العامة للدولة.
كما قام المشرف على المشروع م.خالد الفوزان بعرض وشرح شامل وتفصيلي للوزير وقياديي الوزارة عن مكونات المشروع الذي نفذته وزارة الاشغال العامة، مبينا ان الهدف من انشائه هو ايجاد دار ومرجع رائد للتعريف بالمطبوعات عامة ومتحف للمخطوطات ومكتبة للاطفال ومكتبات مصغرة لمجموعات الكتب الخاصة المتبرع بها، وكذلك مخزن للمطبوعات الحكومية الكويتية، بالاضافة الى توفير مكان لحفظ المستندات والوثائق الوطنية، وآخر باسم «كويتنا» لحفظ كل ما كتب عن الكويت، لافتا الى ان القيمة الاجمالية تصل الى 18 مليون دينار.
واوضح الفوزان ان مبنى المكتبة يتكون من سردابين يعلوهما 4 طوابق بمساحة اجمالية تبلغ 47 الف متر مربع منها 25 الف متر مربع يحفظ فيها ما يزيد على مليون مجلد.
واضاف: ان ما يميز الموقع هو ابتعاده بخطوات قليلة عن موقع اول منطقة سكنت في الكويت والتي سميت «الكوت»، على شارع الخليج العربي في منطقة جبلة بالقرب من المتحف الوطني، الامر الذي سيجعل منهما حلقة وصل مهمة بين كويت الماضي وكويت الحاضر والمستقبل.
مضيفا: ولتأكيد دور المكتبة كحلقة وصل بين الماضي والمستقبل صمم المدخل الرئيسي الوحيد لها ليكون بمواجهة المدخل الرئيسي للمتحف الوطني ليظل الاثنان معا على ساحة عامة مكشوفة نسقت على ان تكون رابطا مشتركا بينهما.
واوضح الفوزان ان المدخل الرئيسي للمكتبة يؤدي الى الرواق الرئيسي فيها والذي يتميز بواجهته الزجاجية ذات التصميم الخاص والتي تم حفرها وتلوينها وفق رسم تم اختياره بالمنافسة العالمية بوضع رحلة الكويت عبر التاريخ الحديث ويمتد هذا الرواق وواجهته الزجاجية بطول مائة متر.
وقال ان تصميم المكتبة يتكون من سردابين يضمان مواقف لسيارات كبار الزوار وموظفي المكتبة، بالاضافة الى مكاتب لأمن المكتبة وصيانة المحفوظات وملجأ للدفاع المدني بدرجة «c4» ومحطة تحويل كهربائية، مبينا ان الملجأ الخاص ينفرد بأنظمة مستقلة ومنفصلة عن خدمات وانظمة المكتبة والتي تم تصميمها على احدث المواصفات المتفق عليها في انشاء الملاجئ.
واضاف: اما الطابق الارضي فيحتوي على الاماكن العامة والتخديمية والمكتبات الفرعية مثل مكتبة الاعارة ومكتبة الاطفال ومكتبة خدمات الشباب ومكتبة ضعاف النظر وذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا الى انه روعي اثناء تصميم المكتبة تم وضع كل التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا على مقدرة في الاستفادة من كل مرافق وخدمات المكتبة.
ولفت الى ان جميع الطوابق العلوية للمكتبة مرتبطة فيما بينها بسبعة مصاعد، اضافة الى درج دائري مفتوح الجوانب مشكلا بفخامته العنصر التصميمي الرئيسي الثاني في المبنى، مشيرا الى ان الطابق الاول يحتوي على قاعة المكتبة الرئيسية حيث تحفظ مجموعة الكتب المتخصصة في كل ما كتب عن الكويت.
واضاف: اما بالنسبة للطابق الثاني والثالث فيحتويان على المجموعات الخاصة المتبرع بها والمكاتب الادارية وغرف الاجتماعات، اضافة الى مركز خاص لتكنولوجيا المعلومات متخصص بشؤون المكتبة ومن خلاله ربطت عناصر المكتبة المختلفة بشبكة حاسوب مركزية توفر لزوار المكتبة سهولة الوصول الى قوائم الكتب والوثائق الخاصة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )