- يجب أن يبني السنَّة مشروعاً حقيقياً في العراق ويؤمنوا بواقع وجود سنّة وشيعة
- على السنّة التخلي عن القاعدة وحزب البعث حتى يتحقق استقرار كامل في البلاد
- كل عراقي شريف يخجل عندما يتذكر غزو العراق للكويت
بيان عاكوم
أكد مستشار الرئيس العراقي الشيخ خالد الملا ان كل مواطن عراقي شريف، وما أكثرهم في عراقنا يخجلون عندما يتذكرون فيما بينهم غزو العراق للكويت، مشيرا الى انهم ينظرون الى الكويت كدولة شقيقة وجارة عزيزة وشعب أبي كريم.
وردا على سؤال عن مقابلة الناطق الرسمي السابق للحكومة العراقية علي الدباغ مع طارق عزيز وتحدثه عن مدى كره حكام العراق وشعبه للكويت، قال «نحن لا ننظر لهم إلا باحترام وكل هذه الاصوات التي نسمعها بين الحين والآخر إنما هي أصوات مأجورة».
وخلال لقائه مع بعض الصحف المحلية بمناسبة زيارته الى البلاد لتسليم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي دعوة بمناسبة انعقاد المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي سيعقد في 27 و28 أبريل الجاري، قال الملا: ان البلدين على المستويين الحكومي والشعبي قطعا أشواطا كبيرة، ولم يبق من خزين الماضي الا أشياء بسيطة وستنتهي، مشيرا الى ان صاحب السمو الأمير خلال لقائه بنائب الرئيس العراقي في الدوحة اكد حرصه على إخراج العراق من الفصل السابع.
وأضاف: «أقول لهذه الاصوات التي تحاول اثارة الغبار دائما انها أصوات مأجورة لم تتحرك من وطنية». وعن الجهة التي تريد اثارة الخلافات بين البلدين، قال: «هذه الجهات للأسف الشديد غالبا ما تكون جهات فاقدة لوضعها ولكنها مأجورة. ولم يعد خفيا وجود جهات تملك الاموال وتملك السلطات وهي جهات متعددة ». لافتا الى انه ليس مشروطا ان تكون حكومة فلان هي التي تدعم أو تدفع بهذه الاموال وربما هناك جهات سياسية داخل تلك الحكومات لا علاقة لها بالحكومة نفسها هي التي تدفع لهذه الجهة وتحركها لتصرح».
وأضاف الملا: «اليوم، العراق قام من وجعه وانتفض ليبني نفسه، وأيدي التدخلات وصلت الى ذروتها وهذا لا ينكره احد، وفي فترة ما كل الدول كانت تتدخل ولكن أقول ان إرادة العراقيين كانت أقوى واليوم القرار عراقي خالص».
وعن قضية ترسيم الحدود وما حدث أخيرا من ترميم للعلامات الحدودية، قال «أثارت بعض القنوات العراقية زوبعة بأن الحكومة الحالية باعت الاراضي للكويت، خرجنا وقلنا سبحان الله حدث حدث ونحن أحياء، فلم يكن الحدث قبل مائتي عام، بل قبل سنين معدودة في العام 1991 فقلنا ايها العراقيون تذكروا خيمة سفوان وكيف ان صدام وقع على البياض على ان يبقى في الحكم وتقمع الانتفاضة الشعبية التي حدثت في الجنوب، فإذا كان عندكم عتاب فوجهوه الى حكومة المقبور صدام المنهزم، لافتا الى ان «القرار كان أمميا والعراق من أولى الدول التي يجب ان تحترم هذا القرار»، مشيرا الى انه يجب النظر الى «المجني عليه فهناك الكويت شعبا وحكومة تأثرت ونهبت خيراتها وثرواتها وأوذي شعبها، وبالتالي هذه الجهات المأجورة لا تريد صفو العلاقة بين البلدين».
وعما اذا كانت رسالتهم وصلت للاطراف التي تحاول تأجيج الوضع وإفساد العلاقات وعن مدى ارتياح الرئاسة لتطور العلاقات بين البلدين، قال الملا: «نحن مرتاحون جدا»، لافتا الى انه في «احدى مواد الدستور هناك مادة حساسة جدا وهي إقامة العلاقات مع دول الجوار وألا نتدخل في شؤونها ولا نعتدي عليها وان نقيم علاقات مبنية على المصالح المشتركة»، مبينا انه ليس من مصلحة العراق اليوم ان تكون إيران عدوة له او يكون عدوا لإيران، او يكون عدوا للسعودية او قطر او الكويت بل ان يكون العراق اخا وشقيقا وحبيبا وبلدا مفتوحا لأشقائه العرب والمسلمين».
وقال الملا ان زيارة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى العراق «قريبا بعد الانتخابات الحالية والعراقيون ينتظرون هذه الزيارة بفرحة كبيرة»، مشيرا الى اجتماعه مع السفير الكويتي لدى العراق علي المؤمن، موضحا ان اهم ما دار خلال اللقاء هو محاولة لتوطيد العلاقات بين المؤسسات الإسلامية داخل البلدين.
قطر وإشارات إيجابية
وعن اعتبار رئيس الوزراء نوري المالكي ان العلاقات مع قطر ليست جيدة ذكر ان له «أسبابه»، مبينا ان المشاكل قد «تحدث داخل البيت الواحد وقد ينتاب العلاقات مع قطر بعض الاخفاق ولكننا نشهد تطورا» مشيدا بحرارة استقبال أمير قطر ورئيس وزرائها لوفد العراق خلال القمة العربية، واصفا اياه بأنه استقبال استثنائي، معتبرا ذلك إشارات إيجابية لتحسن العلاقات بين البلدين.
السنّة ماذا فعلوا؟
وبالحديث عن تدهور الوضع داخل العراق حمل الملا السنة مسؤولية كبيرة وقال ان «احد الاخطاء التي لا بد ان نعترف بها نحن السنة في العراق اننا لم ننفتح دائما ونلعن الظلام «متسائلا »لماذا لا نفتح نورا؟ دائما نقول إيران والشيعة».
«نحن السنّة ماذا فعلنا؟ لماذا نسمح لأطراف متطرفة ان تدخل العراق وتؤذي أهله»، مشددا على ضرورة ان يبني السنة مشروعا حقيقيا يؤمن بالواقع ويؤمن ان هناك شيعة وسنة ومسيحيين ويزيديين وغيرهم مع احترام كل هذه الطوائف.
وعن شعور السنّة بالغبن وأنهم خارج الحكم في العراق قال الملا ان السنة لم يشهدوا في العراق حرية في تاريخهم كالحرية التي عاشوها منذ 10 سنوات، مشيرا الى ان السنة «ابتلوا بقضيتين لم يتخلصوا منهما وهما القاعدة وحزب البعث» .مضيفا: «لا ينبغي لنا ان نستضيف عزة الدوري بين الموصل وكركوك وديالى فتاريخه اسود ليس في العراق فقط وإنما للشعوب الإسلامية والعربية» متسائلا «ماذا نقول للكويتيين والمصريين والشعوب الاخرى؟ وبالتالي علينا التخلص من القاعدة وحزب البعث ولا نتبنى أفكارهم حتى يتحقق الاستقرار كاملا في العراق».
وبين الملا ان من يريد إشعال الفتنة الطائفية في العراق «يحمل أجندة سياسية لا علاقة لها بالدين»، مستغربا تغاضى وسائل الاعلام عن الذين يفجرون انفسهم ويقتلون ويذبحون ويعلنون ذلك صراحة على مواقعهم الرسمية مثل دولة العراق الإسلامية وحزب عزة الدوري وغيرهم وما اعلنه صراحة أبو بكر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية عن انضمام جبهة النصرة لهم وهي جناح تابع للقاعدة، مبينا ان هذه الجهات «لا تريد للعراقيين الأمن والاستقرار ولا لأي بلد عربي.
وتابع: الذي يثير المشاكل في العراق هو الذي يرفض الوجود العراقي الجديد ولا يريد عراقا يعيش في هذا الجوار ويريد عراقا يقفز على ايران لكي يقاتل نيابة عن العرب في البوابة الشرقية وعراقا يغزو دولة شقيقة وعربية إسلامية وهي الكويت وعراقا يمتلئ بالمقابر الجماعية والمشاكل، ونحن كشعب لا نريد هذا العراق ولا نريده ان يقفز على الجار ولا يؤذي الآخرين ويتدخل في شؤون العالم مهما كانت الدولة الفلانية بعيدة عنا. معتبرا ان هذه جهات تريد ان تعيد عجلة التاريخ الى الوراء وتهيئ نفسها لإيذاء العراقيين ولإيذاء الجار وما نقوم به الآن يصب في مصلحة هذه البلدان وخصوصا الدول المجاورة.
مشاكل الأكراد
وبالحديث عن الخلاف بين الحكومة والاكراد كشف الملا انه «تم حل الكثير من المشاكل والعقبات عقب زيارة الوفد الكردي لبغداد مؤخرا»، مشيرا الى «اننا سنسمع أخبارا جيده خلال اسبوع».
لا للتقسيم
رفض الملا ان يكون حل الازمة العراقية في تقسيم بلاده الى أقاليم، مشيرا الى ان الحل يكمن في تعاون الجميع سنة وشيعة وتركمان لإنقاذ العراق ليس فقط من التقسيم وإنما أيضا «من الارهاب والإجرام الذي يواجهه كل يوم».
القرار عراقي خالص
وعن اتهام الكتل العراقية للمالكي بانه المسؤول عن تردي الاوضاع داخل العراق من تدهور امني وتشنج طائفي وان ايران تتدخل بشكل كبير في العراق كما صرح رئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي، قال الملا: ان هذا كلام مقزز ومساس بالشخصية العراقية، متسائلا: هل العراقيون قاصرون حتى تتدخل ايران؟ ارجو الا نردد ما يردده الناس فالبعض يعيش حالة من الجهل والتضليل الاعلامي، ومن الخطأ تحميل رئيس الوزراء كل الاخطاء، فالجميع يتحملها.
أما عن موضوع المتظاهرين ومطالباتهم فالعفو العام مثلا عن السجينات ليس من صلاحية رئيس الوزراء وإنما من صلاحية البرلمان، وصالح المطلق الذي هو سني وفي القائمة العراقية ذكر ان القائمة العراقية لم تحضر الى البرلمان للتصويت على العفو العام، مضيفا: فليذهب المتظاهرون ويوجهوا كلامهم الى البرلمان، مبينا ان «مجلس الوزراء نفذ بالرغم من ذلك الكثير من المطالب وشكل اللجنة السباعية والخماسية واطلق آلاف السجناء ومئات السجينات اللائي لم تثبت إدانتهن بالإرهاب أو بأمور اخرى».
الطالباني في تحسن يومي
ذكر الملا خلال اللقاء ان رئيس الجمهورية جلال الطالباني في تعاف مستمر حسب ما ينقل الينا من تقارير رسمية، مؤكدا انه يتحسن يوما بعد يوم، مشيرا الى ان هناك تواصلا معه من قبل نائب الرئيس الذي يقوم بمهامه. وبين ان «الدستور لا يمنع ان يرأس العراق امرأة»، واجاب ردا على سؤال عن إمكانية تسلم زوجة الرئيس «لا اعتقد ان يحدث هذا الامر، وان حدث فستكون اول مرة في تاريخ العراق». أما عن الاعتراضات حولها فذكر «انها امراة سياسية، ولكنها لم ترشح ليكون عليها اعتراضات».
النظام السوري آذانا كثيراً
تحدث الملا عن الأزمة السورية وتأثيرها على الوضع الداخلي العراقي قائلا: «نحن أوذينا كثيرا بسبب النظام السوري ومعظم المفخخات التي دخلت العراق من سورية، والعصابات الاجرامية كانت تعبر الحدود». لكنه اكد في الوقت نفسه انه ليس مع حكم جبهة النصرة التي لن تؤثر فقط على العراق «وإنما ستحرق المنطقة بكاملها»، مشيرا الى ان «اعلان جبهة النصرة تضامنها مع ما يسمى بدولة العراق الإسلامية خطر يهددنا، داعيا الى رفع سلاح المواجهة لهذه الجهات المؤذية القاتلة، مشددا على ان «الخيار في سورية يعود الى الشعب ويجب ان يكون مستقلا وليس تحت ضغط أي دولة في العالم لا من ايران أو قطر أو السعودية أو أي بلد آخر، وأقول للحكومات كلها من الدول العربية والإسلامية اعطوا الشعب السوري فرصة ان يختار من يحكمه».
بصمات الكويت واضحة
ذكر الملا ان زيارته للكويت جاءت لتسليم دعوة من الرئيس جلال الطالباني ونائبه د. خضير الخزاعي تتعلق بانعقاد المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي سيعقد في 24 و25 ابريل الجاري، لافتا الى انه قدم الدعوة الى وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية، موضحا ان المؤتمر يتحدث «عن السلام والتعايش والحوار بين أصحاب المذاهب الإسلامية»، مؤكدا الحرص على مشاركة الكويت في المؤتمر، لافتا الى ان «الكويت لها مكانة وشأن في الوضع الإسلامي، وعندما كنا صغارا كنا نرى بصماتها من خلال المحسنين ووزارة الاوقاف وهي واضحة داخل العراق وكان بعض الإسلاميين حين يحاصرون من دولتهم يتوجهون الى الكويت لما تتمتع به من حرية». وأشار الى انه لا يوجد ضير من ان يستفيد العراق من التجربة الكويتية والتعايش السني الشيعي فيها، وانه يوجد الكثير من الأصوات المعتدلة مثل العالم خالد المذكور، فهو رجل عالم وفقيه ومرب.
المالكي يبذل جهوداً حثيثة
دافع الملا بقوة عن سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، مشيرا الى انه يبذل جهودا حثيثة ليقف العراق على قدمية، لافتا الى انه في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن كثرة الاعتقالات، لماذا لا يتحدث هؤلاء عن الانفجارات التي تؤدي الى قتل مئات الناس؟ مشيرا الى ان «سياسة المالكي بأغلبها إيجابية ولكن حكومته تلاقي صعوبات جمة، ومن هذه الصعوبات المحاصصة الطائفية» منتقدا الوزراء الطائفيين الذين ينسحبون من الحكومة اذا حصل مشكلة بين كتلتهم وأخرى.
وأضاف «اذا اردنا لهذه الحكومة ولحكومات اخرى ان تنجح في العراق فلابد من حكومة متجانسة وحكومة أغلبية سياسية يأتي الوزير فيها وليس في نيته ان يفسد على الحكومة، بل ان يصلح ويعمل وينشط من خلالها».
وتساءل: «لو جئنا برئيس وزراء آخر هل هذه المشاكل التي تواجه المالكي لن تواجهه؟ أبدا فالأمر لا يتعلق بشخص رئيس الوزراء وانما بالوضع الحالي الذي تعيشه الحكومة الحالية».
وذكر أن 16 ديبلوماسيا إيرانيا تم تعيينهم في سفارة بلادهم لدى بغداد، ولم يتم حتى الآن إصدار التأشيرة لهم لدخول العراق.
مفرزات الانتخابات العراقية
وعن مفرزات الانتخابات العراقية عبر الملا عن اعتقاده بانها ستفرز أشخاصا جددا، مشيرا الى ان المشكلة احيانا «لا تتعلق بالاشخاص وإنما بالقوانين وبخلفيات قديمة تطبق مثل قانون الهجرة والاقامات والجوازات»، مبينا ان هذا الامر عزل العراق عن الشعوب الاخرى، معتبرا «الانتخابات مراحل متقدمة من عمر النظام الديموقراطي في العراق».
ووصف ما قيل من ان هناك ضغطا على السنة لعدم المشاركة في الانتخابات «بالأكاذيب»، مؤكدا حرص السنة على المشاركة.
وعن الحكم بالاعدام الصادر بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي وإذا كان يؤيده، قال: عليكم مراجعة كلام طارق الهاشمي بعد الأزمة ومن خلاله سيتبين الأمر، وأنا لا استطيع ان احكم، فقد قال القضاء كلمته».
وانتقد الملا الخطباء الذين يؤججون الفتنة الطائفية ويقفون على المنصات ليقولوا نحن تنظيم القاعدة نقطع الرؤوس ونقيم العداء، مشيرا الى ان هذا الكلام «جرح احاسيس الشعب العراقي السنة قبل الشيعة»، لافتا الى انه جمعته جلسة مع «سماحة السيد آية الله علي السيستاني الذي كان موقفه حياديا ويتمنى الخير للسنة والشيعة ويرفض أي صوت متطرف».
العلاقات التركية ـ العراقية
عند الحديث عن العلاقات العراقية ـ التركية ذكر الملا انها في «سياق الترميم»، لافتا الى حرص وزير الخارجية التركي على ذلك خلال لقائه مع الوفد العراقي في قطر وقال «لن نستخدم مدفعا ولا رشاشا، وكل المشاكل التي يواجهها العراق ستحل وفق الدستور والقانون والحكمة لان العراق لا يقوده رجل واحد إنما أبناء كل الشعب العراقي».