- لم يتم تكليفي بأي مهمة أو عمل وظهوري الإعلامي ليس بهدف التكسب والشهرة
- لنقدم المتورطين في صفقة «الداو» للقضاء كائناً من كانوا دون تحفظات على أي شخصية
محمد راتب
أكد الشيخ فيصل الحمود أن أسرة آل الصباح من الشعب، وأن من أراد أن ينتقد أي شخصية منها فعليه أن يسميه بالاسم وأن يتقبل الطرف الآخر النقد البناء، معربا عن قلقه وحزنه لما يدور في الساحة المحلية من أحداث، ومحاولات لإشعال الفتنة التي لعن الله موقظها، ومبديا في الوقت نفسه تفاؤله بأن المستقبل هو افضل من الحاضر، داعيا الجميع إلى قبول حكم «الدستورية» وتغليب المصلحة العامة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الشيخ الحمود في ديوانه في أبو حليفة تحدث خلاله عن ابرز ما يدور على الساحة المحلية بشقيها الاجتماعي والسياسي، مؤكدا أن اللقاءات مع الإعلاميين أمر اعتيادي، ولا يمكن تصنيفه تحت أي مسمى سوى نقل حقائق المجتمع وتوصيف الحالة كما يجب أن يتم توصيفها.
وبين أن خروجه في هذا التوقيت كان بسبب الأحداث الأخيرة والمستجدات على الساحة السياسية والاجتماعية، مبينا انه ليس بمعزل عن الإعلام، وهو محب له بالفطرة، نافيا ان يكون السبب وجود رغبة أو طموح في الحصول على أي منصب، فالمنصب كما يرى الشيخ الحمود لا يضيف إلى سجله شيئا، فإن أتى فحياه الله، وإذا لم يأت فحياه الله.
وذكر أن الفساد موجود ولا يمكن لأحد ان ينفي هذه الحقيقة، وهو عام في كل الدول وليس خاصا بالكويت فحسب، وهو في الوقت نفسه لا يمكن أن يقارن بما هو موجود في سورية، مبينا أن البلاد ما زالت تعيش أزمة هدر المليارات في صفقة الداو، وهذا ما يؤلم كل مواطن يعيش على ارض الكويت الحبيبة، مطالبا بتقديم كل من تدنست يداه في هذه القضية إلى القضاء كائنا من كان، من دون أي تحفظ على أي اسم او أي شخصية، فمن أحسن يجزى بإحسانه ومن أساء يعاقب على خطئه.
وأعرب الشيخ الحمود عن تقبله لأي نقد يوجه إليه، ولكنه في الوقت ذاته يرفض تناول أسرته بهذا النقد والحديث عنها بأي سوء، مؤكدا انه يتلقى رسائل المغردين بكل رحابة صدر، وهو يقوم بالجولات المتتالية يوميا ضمن برنامج محدد للقاء جميع الشخصيات والفعاليات في البلاد والحديث معها حول التوفيق والنهوض بالبلاد وعدم جعلها لقمة سائغة في أفواه الحاقدين.
وردا على سؤال حول كونه سفيرا للمصالحة في الفترة الأخيرة قال أنا سفير الجميع وسفير النوايا الحسنة، وليس هناك ما يعيب أن يتم العمل على تقريب وجهات النظر بمحبة ووئام، مشيرا إلى أنه يستقبل حالات مختلفة في ديوانه قد تصل إلى مصالحات في الدم، وهو يسخر جاهه ومكانته وماله للتوفيق بين الجميع وفق ما يمليه الدين والعدالة.
وقال إن الحديث الذي دار في وسائل الإعلام حول تكليفي بهذا العمل عبارة عن وجهة نظر شخصية، وأتمنى أن أكون سفيرا للنوايا الحسنة ولكن هناك من هو أكفأ مني وأفضل، وأنا حاضر لكل ما يطلب مني وما يأتيني تكليف وليس تشريفا، وهناك من ألح وأصر على هذه الدعوات بشغف وقمت بتلبيتها جميعا من دون استثناء.
وأكد الشيخ الحمود أن على أبناء الأسرة تلبية الدعوات وعدم رفض أي منها، فلا يرد دعوة الكريم إلا اللئيم، ولا نسمح بأن يتم نعت القبائل بألفاظ سيئة بسبب هذه الدعوات فهم أصحاب نوايا طيبة وتربطنا معهم علاقات مميزة، وهم ربعنا بلا استثناء وكلنا على تواصل اجتماعي والأمور طيبة والنوايا حسنة، معربا عن اسفه للنقد الذي وجه له شخصيا بسبب صور جمعته مع بعض نواب الأغلبية، مؤكدا أنه على تواصل مع الجميع لمصلحة الكويت.
وقال ما المشكلة في أن أزور الطبطبائي أو مسلم البراك أليسا من أبناء الشعب؟ وانا بإمكاني ان ارد الصاع بعشرة، ولكنني لا أفعل هذا مع أحد، وأقسم إنني لا أحمل بغضا ولا كراهية لأحد وليست لدي إلا المحبة للجميع، وقد تقبلت القضية التي رفعت ضدي بكل سعة صدر رغم أنها كانت ظالمة وجائرة، وامتثلت لها وانتهى الموضوع بالسمع والطاعة من باب الشجاعة والأدب والرجولة والشهامة، وقد ترتب على هذا قرار وظيفي تقبلته بكل رحابة صدر.
وذكر أن تلبية سمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد لدعوة الغداء في ديوان الخضير جاءت في إطار لقاءات الأسرة مع أبناء الوطن الواحد، وأنا افخر بصحبته لكونه أخي الكبير وابن عمي، وهو شخصية كبيرة ولها تاريخها السياسي ولا يمكن لنا رفض أي دعوة.
وبين الشيخ الحمود أن الرجل الفاضل هو من يستطيع أن يوفق بين جميع فئات المجتمع ببدوه وحضره وشيعته وسنته وإسلامييه وليبرالييه، موضحا ان إيجاد قانون الوحدة الوطنية جاء لخدمة هذا التوجه، وأن أبناء الأسرة جميعا يقفون على مسافة واحدة من الجميع، وقد حباني الله برصيد يقارب الـ 35 عاما من النشاط الاجتماعي وأنا افخر بهذه العلاقات الطيبة مع جميع مكونات المجتمع.
وتساءل أين المشكلة في أن يلبي ابن الأسرة أي دعوة تقدم له سواء كانت «عزيمة» أو زيارة، فولاؤنا المطلق نحن أبناء الأسرة لله والرسول والأمير وسمو ولي العهد، وتأتي المكونات الأخرى متساوية في العلاقة والروابط، فنوايانا حسنة ولا نحمل في صدورنا إلا المحبة الاجتماعية، ونلبي جميع الدعوات التي كثرت في الآونة الأخيرة، ولكن المشكلة أن الناس ينظرون إلى هذه الزيارات من وجهة نظر خاصة والحقيقة أن الامور طبيعية ولا يوجد أي توجه مختلف.
ودعا الشيخ الحمود الإعلام إلى الدفع نحو المحبة والود، وعدم تفسير الزيارات تفسيرات خاطئة، فالتواصل من شيم أبناء الكويت، وأعدكم بتواصل اللقاءات الشهرية، والعمل معا لنقل المعلومة الصادقة للوصول إلى ما يجعل الوجوه بيضاء ناصعة.
وذكر أنه عندما يتم الحديث عن الوئام الاجتماعي فإن هذا الأمر يستلزم العمل بوصايا الدين والقيم والعادات والتقاليد، والكويت تنعم بالألفة بين أبنائها من خلال الزيارات في الأفراح والتعازي وزيارة المريض وهذا ما أوصى به الدين في صلة الرحم والتواد، ولهذا تم إيجاد الديوانيات لاستقبال الزوار، مشيرا إلى انه يقبل جميع الدعوات وسيلبيها التزاما بالأخلاق التي تربى عليها وتوصيات صاحب السمو للأسرة بالتواصل مع الشعب واللقاء بهم. وذكر أن الكويت منذ البيعة الأولى للشيخ صباح الاول وهي تعيش في وفاق ومحبة،
ووجهات النظر السياسية التي نشهدها لا تتعدى حدودها إلى الضغينة والكراهية وهذا أمر محمود وصحي، فالكويت على الرغم من كل ما حصل بلد الحريات والخيرات والديموقراطية. وقال الشيخ الحمود إننا نسير وفق أربع مسلمات« الله والوطن والأمير والدستور»، فالدستور عقد مصون ومحفوظ ندعو الجميع إلى عدم انتهاكه، وإن اختلفت فيه بعض التفسيرات، فهو ملاذنا وإن حدث أي اختلاف نحتكم إلى القضاء ليكون الفيصل فيما اختلفنا فيه.
وأكد أنه وبحسب خبرته يرى ان الكويتيين بكل أطيافهم واعراقهم ومللهم وانتماءاتهم يبقون كويتيين وأوفياء، وإن شذ البعض يبقى المسار واضحا لا يختلف فيه اثنان على محبة الأسرة والشعب والوطن، مشيرا إلى أن البلاد ترقب بفارغ الصبر حكم المحكمة الدستورية للفصل بين تباين وجهات النظر.
ورأى أن الحديث عن التعامل مع تبعات الحكم سابق لأوانه، وسيكون التعامل على قدر الواقع وسيلتزم الجميع بالقرار والحكم الدستوري، مبينا أن صاحب السمو الأمير قال في فترة سابقة إنني سألتزم بهذا الحكم والعودة فضيلة، ونريد ألا نستبق الأحداث، فالجميع رابح ولن يكون هناك أي خاسر.
وأوضح الشيخ الحمود أن الدول المتحضرة تحتكم وتلتزم بقرارات قضائها ودستورها، ونحن مقبلون على يوم تاريخي ولا مانع من التجمعات فهي مشروعة، ولكن نطلب التهدئة وعدم إثارة القلاقل والالتزام بالحكم الدستوري من الجميع للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، وكلنا تفاؤل بأن الخير قادم وهو سيعم الجميع، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة الاحتكام إلى الدستور في عمل السلطات الثلاث، وإجلال القضاء وإعطائه مكانته وخصوصيته.
وعن رأيه الشخصي في قانون تكميم الأفواه اعرب عن رفضه للقانون واصفا إياه بقانون قطع الأصابع، مؤكدا أنه إذا كان هناك من يدفع نحو هذا الاتجاه فإنه يخالف ما عليه الكويت من حرية وفكر صحيح وتقبل الآخر للرأي المخالف، وفي ختام الأمر لن يصح ويسود إلا الصحيح والنافع لهذه البلاد.
وأكد أن صاحب السمو حريص شخصيا على متابعة كل ما يدور في الساحة السياسية والاجتماعية والوصول مع القيادة إلى نتائج تشيع التفاؤل في البلاد، داعيا إلى عدم لوم المرء بعد الاجتهاد وأن يكون بين ابناء الوطن كل ما يرضي الله ورسوله والشعب الكريم.
وبين أن الكويت تعيش في حالة من التنوع، فقد يكون في البيت الواحد سلفي وشخص آخر ليبرالي، ولكل منهما رأيه ولكن تبقى الصلة والقربى، ونحن لسنا في دول استخباراتية وحزبية، وبيوتنا وقلوبنا مفتوحة، وهناك كلمات 3 هي الظلم والقهر والفقر أحدثت ثورات في مصر وسورية.
وتقدم الشيخ الحمود بالتهنئة لسمو ولي العهد على العودة سالما واصفا إياه بالرجل الحنون، شاكرا جميع القبائل والعوائل في الكويت التي فتحت دواوينها، موضحا ان هذا من عادات أهل الكويت وما جبلوا عليه، معبرا عن شكره في الوقت نفسه للشعراء الذين يعبرون من خلال القافية والوزن عن وحدة الكويت.
صيفنا القادم بارد بمجتمعه وسياسته ومن يغرد خارج السرب فسنتجاوزه
قال الشيخ فيصل الحمود إن الإعلام الإلكتروني جاء مكملا للمقروء والمسموع، ويجب استخدام شبكات التواصل الاجتماعي استخداما راقيا وعدم جعلها في الطرف الآخر، مبديا أسفه لوجود بعض التغريدات الخارجة عن المتوقع والتي لا تتماشى مع مهنة كاتبها وقدره. وذكر ان لديه مركزا إعلاميا كبيرا، وهو قادر على الرد على كل المسيئين ولكن التعامل الدائم لا يخرج عن الاحترام وتجاوز كل من يغرد خارج السرب، مؤكدا انه لم يكن بينه وبين أي من الناس أي مشكلة طيلة فترة عمله التي استمرت لمدة 30 عاما، محملا الإعلام مسؤولية الأمانة الملقاة على عاتقه التي سيحاسب عليها ويسأل عنها. وبيّن أنه يأمل في أن يرى الكويتيين جميعا بمختلف أطيافهم تجمعهم الضحكة الواحدة، فالكويت بلاد الخير والسلام وإن شاء الله صيفنا القادم بارد بمجتمعه وسياسته، ومن بوادر الخير أن أتانا المطر في شهر مايو.
أتعاطف مع البدون والإشكالية في الجانبين القانوني والاعتباري
أكد الشيخ فيصل الحمود تعاطفه مع الجانب الإنساني المرتبط بقضية البدون مؤكدا أنهم بشر من لحم ودم، وهم عرب مسلمون، ولكن الإشكالية في الجانبين القانوني والاعتباري للدولة، فلا يوجد أحرص من صاحب السمو على إنهاء أي مشكلة، ولكن هناك لجانا مكلفة بهذا الشأن، وهناك 67 ألفا أعلن صالح الفضالة أنهم عدلوا أوضاعهم، وأنا أدفع بكل إمكاناتي حتى يمن الله على هذه الفئة بأن تنال كل مرادها وأن تعيش العيش الكريم.
لا مصلحة لي في الأردن وأفزع للجميع
نفى الشيخ فيصل الحمود أن تكون له أي مصلحة في الأردن ولا قيد أنملة، مبينا أنه منذ تركه الأردن وهو يفزع للجميع، ويستخدم علاقاته لصالح خدمة الكويتيين ولن يدخر جهدا في تقديم الخدمات لجميع أبناء الوطن من السنة والشيعة والبدو والحضر.