- نظام استخبارات المستقبليات
- علمنا التاريخ أن الأفكار الجيدة والتكنولوجيات يمكن أن تكون لها عواقب غير مقصودة وسلبية
- مشروع الألفية يقوم كل عام بتحديث البيانات الخاصة بالوضع العالمي وآفاق المستقبل
- عدد الأسلحة النووية انخفض من 65 ألف سلاح في عام 1985 إلى 11.5 ألفاً في2011
- في غضون 38 عاما يتعين على العالم أن يحقق ما يكفي من الطاقة الإنتاجية الكهربائية لنحو 3.3 مليارات نسمة إضافية
مع هذا العام الميلادي 2013، تنتقل تقارير حالة المستقبل السنوية وترجماتها العربية من مراحلها الورقية المعتادة إلى نقلة حضارية. تلك تتمثل في دقة وشمولية التوثيق واتساع مساحة النشر الكترونيا. وذلك من خلال إطلاق برنامج نظام الذكاء الجمعي للمستقبليات العالمية من مؤسسة إصدار تقارير حالة المستقبل: global futures collective intelligence systems, www.themp.info.
ملخص تنفيذي
العالم آخذ في التحسن بشكل أفضل مقارنة بما يعرفه معظم المتشائمين، ولكن المخاطر المستقبلية هي الأسوأ مقارنة بما يشير اليه معظم المتفائلين، وبعد 16 عاما من إجراء بحوث المستقبليات العالمية الخاضعة لمشروع الألفية، فمن الواضح ان هناك مزيدا من الاتفاق حول كيفية بناء مستقبل أفضل مقارنة بما يظهر في وسائل الإعلام. وعند النظر في العديد من القرارات الخاطئة والقرارات السليمة التي لم تتخذ بعد ـ يوما بعد يوم وعاما بعد عام في جميع أنحاء العالم ـ فمن المدهش اننا مازلنا نحقق تقدما على غرار ما نحن عليه.
ويؤكد تقرير هذا العام ان العالم في طريقه الى ان يكون أكثر ثراء وأكثر صحة، وأفضل تعليما، وأكثر سلاما، وعلى اتصال بشكل أفضل ويعيش فيه الناس حياة أطول، ومع ذلك يحتمل ان يصبح نصف العالم غير مستقر. والمتظاهرون في جميع أنحاء العالم يبدون عدم استعداد لتحمل اتخاذ قرارات غير أخلاقية من قبل النخب السلطوية. ويوجد جيل على صلة بالانترنت وعلى درجة متزايدة من العلم يتم تنشئته ضد التعسف في استعمال السلطة. وأسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع، ومناسيب المياه آخذة في الهبوط والفساد والجريمة المنظمة في تزايد، والسلامة البيئية لدعم حياتنا آخذة في التناقص، والديون وانعدام الأمن الاقتصادي في تزايد، ويستمر التغير المناخي، والفجوة بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع بشكل خطير. ومع ذلك، انخفض الفقر المدقع من 52% في عام 1981 الى حوالي 20% في عام 2010.
ومن الواضح على نحو متزايد ان العالم لديه الموارد لمعالجة تحدياته. ومن الواضح ايضا بصورة متزايدة ان هياكل صنع القرار الحالية لا تتخذ قرارات جيدة وسريعة بما يكفي على النطاق اللازم لمعالجة التحديات العالمية. وقد حث مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو + 20) العديد من القادة التابعين للمنظمات غير الحكومية والشركات والجامعات والبلديات للعمل على تضافر جهودهم دون انتظار لإجراءات حكوميةوطنية. وقد بدأت أشكال جديدة من العمل التعاوني في الانبثاق من صحوات الربيع العربي ذاتي التنظيم الى مواقع الكترونية مثل makerbot.com وadafruit.com تشارك في برامج الطابعة ثلاثية الأبعاد مفتوحة المصدر الخاصة بالأفراد بحيث يتم انتاجها محليا، وغيرها من المواقع الخاصة بالسلطة السياسية للشعب مثل avaaz.org وقد تشكلت شراكات عامة ـ خاصة وائتلافات للاستعداد لمكافحة المرض والفقر وخلق كوكب أكثر ذكاء. وتعمل نظم المعلومات والاتصالات بداية من الهواتف المحمولة البسيطة وانتهاء بأجهزة الكمبيوتر العملاقة على زيادة صنع القرار البشري في جميع أنحاء العالم. ومن المعقول افتراض ان معدلات تسريع هذه التغيرات في نهاية المطاف سوف تجمع الإنسانية والتكنولوجيا في أنواع جديدة من صنع القرار مع ردود فعل عالمية في وقت حقيقي.
ولكن علمنا التاريخ ان الأفكار الجيدة والتكنولوجيات يمكن ان تكون لها عواقب غير مقصودة وسلبية. وهذه القدرات في نهاية المطاف سوف تجعل من الممكن لشخص واحد يعمل بمفرده على صنع ونشر الأسلحة البيولوجية الخاصة بالدمار الشامل، وكذلك الجريمة المنظمة لتصبح أقوى بكثير مما هو عليه اليوم ـ عندما يصبح دخلهما مجتمعين بالفعل ضعف جميع الميزانيات العسكرية مجتمعة.
وتلك الاحتمالات وغيرها من احتمالات مستقبلية خطيرة ليست حتمية، وهناك العديد من الحلول الرائعة التي يتم تعقبها وتحرز تقدما كبيرا، دون علم عامة الناس، ويقوم مشروع الألفية كل عام بتحديث البيانات الخاصة بالوضع العالمي وآفاق المستقبل، ورغم ان معظم تحديث البيانات يسير على نحو بطيء إلا انه بالتأكيد في اتجاه ايجابي. ومع ذلك، فإن العالم في سباق بين تطبيق الطرق المتزايدة لتحسين حالة الإنسان وما يبدو من تعقيدات متزايدة ومشكلات عالمية.
لذا، ماذا يفعل العالم في هذا السباق؟ ما هي النتائج حتى الآن؟ من خلال استعراض اتجاهات 28 متغيرا تم استخدامها في دليل حالة المستقبل العالمي التابع لمشروع الألفية تتاح بطاقات لتسجيل أداء الإنسانية في التصدي لأهم التحديات.
وقد اختارت لجنة دلفي الدولية أكثر من مائة مؤشر تتعلق بالتقدم أو التراجع بالنسبة للتحديات العالمية الخمسة عشر المذكورة. حينئذ اختيرت المتغيرات التي لديها على الأقل 20 سنة من البيانات التاريخية الموثوق بها. ويتم عرض الثمانية والعشرين متغيرا الناجمة على فريق دولي وقع عليه الاختيار عن طريق ملتقيات مشروع الالفية للتنبؤ بأفضل وأسوأ قيمة لكل متغير خلال عشرة أعوام، وتم دمج النتائج في تقدير مستقبلي مدته عشر سنوات ضمن دليل حالة المستقبل.
ودليل حالة المستقبل لعام 2012 في شكل 1 يوضح ان مستقبل العالم خلال السنوات العشر المقبلة يسير نحو الافضل ولكن بمعدل تحسن اكثر بطئا مقارنة بما حدث خلال العشرين عاما الماضية، ومن ذلك في كثير من المناطق التي حققنا فيها مكسبا، لم يكن تحقيقنا للمكسب بسرعة كافية، مثل الانخفاضات في الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وسوء التغذية، والديون، وانتشار الاسلحة النووية، وتمثل مناطق عدم التيقن اشكاليات خطيرة: الفساد، والحرية السياسية، استهلاك الوقود الاحفوري، والغطاء الحرجي، وقد يكون لبعض المناطق التي تلحق بنا الخسارة فيها آثار خطيرة جدا، مثل البطالة، وانبعاثات الغازات الدفيئة، والديون، وفجوات الدخل، والارهاب، ومع ذلك، اشار هذا الاختيار الخاص بالبيانات الى انه خلال عشرة اعوام من الآن، على وجه العموم، سيكون العالم افضل مما هو عليه اليوم حيث مكسبنا يفوق خسارتنا.
بعض العوامل الواجب وضعها في الاعتبار
يزداد العالم احترارا بشكل اسرع يفوق احدث توقعات اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ (ipcc) ووفقا لما ذكرته الادارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي (noaa) فان الشهور الستة الأولى من عام 2012 كانت الاكثر سخونة في الولايات المتحدة منذ بدأت حفظ السجلات في عام 1895، وتشهد الولايات المتحدة ايضا اسوأ موجة جفاف منذ 56 عاما، ما ادى الى خفض انتاجها من الذرة وفول الصويا الذي من المتوقع ان يؤدي الى زيادة اسعار الغذاء العالمية، ويبلغ اجمالي انبعاثات غاز الدفيئة الناتج عن انشطة بشرية حوالي ما يعادل 49.5 مليار طن من غاز ثاني اكسيد الكربون سنويا، وتمتص الطبيعة ما يقرب من نصف ذلك سنويا، ولكن قدرتها على القيام بذلك في تناقص مستمر، ويجري استنزاف خدمات النظام الايكولوجي العالمي على نحو اسرع مقارنة بما تقوم به الطبيعة من اعادة امداد لتلك الخدمات، وتذوب الانهار الجليدية، وتتضاءل القمم الجليدية القطبية وتموت الشعاب المرجانية وقد عمل النمو السكاني والاقتصادي السريع على مدى المائة عام الماضية على الحد من الجدوى البيئية لدعم الحياة، وقد يكون التأثير خلال المائة عام القادمة اكبر بكثير وقد حان الوقت لتحقيق الهدف المشابه لهدف ابوللو الاميركي الصيني الذي يستغرق تحقيقه عشر سنوات، وكذلك تطبيق برنامج البحوث والتنمية للتصدي للتغير المناخي، واميركا والصين من اعظم بواعث غازات الدفيئة ويمتلكان اكبر الاقتصاديات.
وقد استطاع اكثر من 2 مليار شخص الحصول على مياه شرب محسنة منذ عام 1990، ولكن لا يزال هناك 783 مليون فرد في حاجة الى ذلك، وعلى اي حال تنخفض مناسيب المياه في جميع انحاء العالم، ويحصل 40% من البشر على المياه من مصادر يسيطر عليها بلدان او اكثر ويزداد الطلب العالمي على المياه بمقدار 40%من المياه العذبة في العالم، التي تغذي 40% من الانسانية عبر انهار آسيا السبعة الكبرى والابتكارات الخاصة بتحلية المياه، مثل ضغط مياه البحر لانتاج تدفقات من البخار، والترشيح عبر انابيب النانو الكربونية والتناضح العكسي مطلوبة جنبا الى جنب مع علاج اقل تكلفة للتلوث ووجود مستجمعات للمياه بشكل افضل، ويمكن تخفيض الطلب على المياه العذبة في المستقبل من خلال زراعة الخطوط الساحلية بالمياه المالحة، وزراعة النباتات في المياه دون تربة، واستخدام نظام انتاج غذاء مستديم يجمع ما بين تربية الحيوانات المائية وزراعة النباتات في المياه في بيئة تكافلية ووجود تركيبات زراعية حضرية رأسية داخل المباني، وانتاج لحوم نقية دون تربية حيوانات، ونباتية متزايدة، وإصلاحات لتسرب الأنابيب، وإعادة استخدام المياه المعالجة.
ومن المتوقع زيادة عدد سكان العالم بمقدار 2 بليون نسمة خلال 38 عاما فقط، مما يخلق طلبا غير مسبوق على الموارد، ومعظم تلك الزيادة ستكون في آسيا الحضرية ذات الدخل المنخفض، ويعيش في آسيا اليوم 4.2 بلايين نسمة يتوقع زيادتهم الى 5.9 بلايين نسمة بحلول عام 2050، ومن المتوقع بحلول عام 2030 زيادة أفراد الطبقة الوسطى العالمية بنسبة -66% يزيد على ما يقرب من 3 بلايين مستهلك مع زيادة القوة الشرائية والتوقعات، وتتغير الديناميات السكانية من ارتفاع الى انخفاض في معدلات الوفيات ومعدلات الخصوبة، وقد انخفض معدل الخصوبة في العالم من 6 أطفال في عام 1900 الى 2.5 اليوم، ومع استمرار معدلات الخصوبة في الانخفاض، يمكن في الواقع ان يتقلص عدد سكان العالم الى 6.2 مليارات نسمة بحلول عام 2100، مما يخلق عالما من المسنين يصعب دعمه، واليوم يبلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 68 عاما، والذي يتوقع زيادته الى 81 عاما بحلول عام 2100، وبحلول عام 2050 يمكن ان يكون هناك أفراد تتجاوز أعمارهم 65 عاما متساوون في العدد مع من تقل أعمارهم عن 15 عاما مما يتطلب مفاهيم جديدة للتقاعد، ومن المحتمل ان تمنح الاكتشافات العلمية والطبية على مدى 20-30 سنة المقبلة الكثير من الناس فترة حياة أطول وأكثر انتاجية مقارنة بما يعتقده معظم الناس ممكنا اليوم، وسيعمل الناس لفترات أطول وتبتكر العديد من أشكال العمل عن بعد ذاتي التوظيف، والعمل جزء من الوقت، والتناوب الوظيفي للحد من العبء الاقتصادي على الأجيال الشابة والحفاظ على مستويات المعيشة وفي حالة عدم ابتكار مفاهيم جديدة للعمل، فإن عدم الاستقرار السياسي المتزايد يبدو حتميا.
والتحولات الديموغرافية الحالية، وتحسين التعليم، بالإضافة الى التقلبات الاقتصادية يزيد من الحاجة الى أنظمة ديموقراطية أكثر شفافية، وعلى الرغم من ان الديموقراطية تتزايد على مدى الـ 20 عاما المقبلة، فإن بيت الحرية freedom house يذكر ان الحريات السياسية والمدنية قد انخفضت في عام 2011 للسنة السادسة على التوالي، ويجب ان تتناول الديموقراطيات الجديدة الانتهاكات السابقة للسلطة لكسب ولاء المواطنين دون زيادة الشقاق الاجتماعي، وتباطؤ عملية المصالحة، والحد من حقوق الإنسان، وجمهور مثقف ومستنير بشكل صحيح يعد أمرا بالغ الأهمية للديموقراطية، وبالتالي فإنه من المهم ان نتعلم كيفية مواجهة ومنع مختلف حملات التضليل الأيديولوجي، وحرب المعلومات، والرقابة الحكومية ذات الدوافع السياسية، والرقابة الذاتية للصحافيين وسيطرة جماعات المصالح على الانترنت ووسائل الإعلام الأخرى مع تعزيز السعي وراء الحقيقة.
والإنسانية بحاجة الى رؤية مستقبلية عالمية طويلة المدى وعامة ومتعددة الجوانب في وجود أهداف طويلة المدى لمساعدتها على اتخاذ قرارات أفضل اليوم من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا، وتحقيق مثل هذه الأهداف بعيدة المدى مثل الهبوط على سطح القمر أو القضاء على مرض الجدري الذي كان يعد مستحيلا أوحى الى كثير من الناس لتجاوز المصالح الاقتصادية الأنانية قصيرة الأجل لتحقيق إنجازات عظيمة، وعلى المدى القصير، قد يؤدي اتخاذ القرارات الاقتصادية الأنانية الى العديد من المشكلات بدءا من أزمة اليورو الى المأزق السياسي في واشنطن والإجراءات غير الكافية الصادرة عن مؤتمر ريو +20 وتعد الخيارات الخاصة بإنشاء وتحديث نظرة مستقبلية استراتيجية مشتركة وطنية وعالمية على درجة عالية من التعقيد وسريعة التغير بشكل كبير بحيث يكاد يكون من المستحيل لصانعي القرار جمع وفهم المعلومات اللازمة لاتخاذ وتنفيذ سياسة متماسكة، وفي الوقت نفسه، فإن نتائج السياسات غير المتماسكة هي من الخطورة بحيث ان هناك حاجة الى نظم جديدة للذكاء الجمعي من أجل تحسين المرونة.
ويوجد ما يزيد على 2 بليون مستخدم للانترنت، و6 بلايين اشتراك في الهاتف المحمول، وبلايين لا تحصى من أجهزة الكمبيوتر تتواصل عبر شبكة متعددة واسعة في وقت حقيقي مما يدعم كل جانب من جوانب النشاط البشري، والسباق يدور حول استكمال النظام العصبي العالمي (الحضارة)، وتتوقع شركة اريكسون ان تتم تغطية 85% من عدد سكان العالم بإنترنت فائق السرعة عبر الهاتف المحمول بحلول عام 2017، وأصبحت الإنسانية والبيئة المبنية والحوسبة في كل مكان سلسلة متصلة من الوعي والتكنولوجيا تعكس النطاق الكامل للسلوك البشري، بدءا من الأعمال الخيرية الفردية الى الجريمة المنظمة. وستنبثق أشكال جديدة من الحضارة نتيجة هذا التقارب بين العقول، والمعلومات، والتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.
وبافتراض عدم وجود أزمة أوروبية جديدة، وان الركود في أوروبا سيعمل على انكماش اقتصادها فقط -0.3%، فإن صندوق النقد الدولي يقدر ان الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 3.5% في عام 2012. ومع النمو السكاني العالمي بنسبة 1%، فإن البشرية ستزداد ثراء بما يقرب من 2.5% وفقا للمعايير التقليدية. ووفقا لما ذكره البنك الدولي، فإن من يعانون من الفقر المدقع (1.25 دولار/ يوميا) قد انخفض الى من 1.94 مليار نسمة (52% من عدد سكان العالم) في عام 1981 الى 1.29 مليار فرد (حوالي 20% من عدد سكان العالم) في عام 2010، في حين زاد عدد سكان العالم من 4.5 مليارات نسمة الى ما يقرب من 7 مليارات نسمة خلال الوقت نفسه. ووفقا لهذا المعدل، وعلى أي حال، فإن حوالي مليار نسمة قد تستمر معيشتهم في فقر مدقع في عام 2015. وقد ارتفع معدل البطالة العالمي الى 9% في عام 2011 بعد ان كان 8.3% في عام 2010. ويتغير مشهد السلطة الجغرافية والاقتصادية بشكل سريع، حيث تأثير البرازيل وروسيا والهند والصين (bric) وغيرها من الاقتصاديات الناشئة بالإضافة الى الشركات متعددة الجنسيات في تصاعد. والبلدان ذات الدخل المرتفع التي تعاني من نقص في العمالة ستكون في حاجة الى البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض والتي بها عمالة زائدة. ويؤدي ذلك الى استمرار مشكلة استنزاف العقول البشرية. ولكن نظم الكمبيوتر الإلكترونية يمكنها ربط هؤلاء الموجودين خارج الوطن بعملية التنمية داخل بلادهم. والعالم في حاجة الى خطة إستراتيجية طويلة الأمد لشراكة عالمية بين الأغنياء والفقراء. وينبغي لهذه الخطة استخدام قوة الأسواق الحرة وقواعد تقوم على الأخلاق العالمية.
وصحة البشرية آخذة في التحسن. والإصابة بالأمراض المعدية في انخفاض، كما هو الحال في الوفيات الناجمة عن أمراض مثل الملاريا والحصبة وڤيروس نقص المناعة المكتسبة( الإيدز). وقد تراجعت الإصابات الجديدة بڤيروس نقص المناعة المكتسب بنسبة 21% على مدى الـ12 عاما الماضية، وكذلك الوفيات المتعلقة بالإيدز بنسبة 19% بين عامي 2004 و2010. وقد اعتمدت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية عقار تروفادا(truvada)كأول عقار يتم اعتماده للحد من مخاطر الإصابة بڤيروس الإيدز في الأشخاص غير المصابين. ومع ذلك، يتم اكتشاف مرض معد جديد سنويا على مدى السنوات الـ 40 الماضية، ويوجد الآن 20 مرضا مقاومة للأدوية، وعادت أمراض قديمة الى الظهور مرة أخرى مثل الكوليرا والحمى الصفراء والطاعون والدفتريا وغيرها من العديد من الأمراض. وفي السنوات الـ 6 الماضية تم التحقق من وجود أكثر من 1100 مرض وبائي. وقد قام التعاون الدولي بوضع نظم صحية عالمية أفضل للحد من ڤيروس نقص المناعة البشرية، ومرض سارس، وانفلونزا الخنازير. وقد تم الحد من تحسينات كبيرة في الخدمات الصحية والطبية على مدى السنوات الـ 20 الماضية نتيجة المشكلات الاقتصادية المستمرة التي أدت الى خفض الموازنات الخاصة بالصحة في جميع أنحاء العالم. ويبلغ الدين العام على الصعيد العالمي حوالي 40 تريليون دولار، في حين يبلغ إجمالي الناتج المحلي العالمي في عام 2012 حوالي 80 تريليون دولار (تعادل القوة الشرائية ppp) وبيل غيتس وغيره ممن يدعمون البرامج الصحية يتعهدون بالالتزام بوعودهم مع حكومات مجموعة دول العشرين g20 من حيث تقديم 80 مليار دولار سنويا اعتبارا من عام 2015 فصاعدا لإيجاد عالم أكثر صحة. ولأن العالم بات يعاني الشيخوخة ويتسم بقلة الحركة على نحو متزايد، فإن أمراض القلب والشرايين أصبحت الآن السبب الرئيسي للوفاة في البلدان النامية وكذلك الدول الصناعية. وعلى أي حال، تعد الأمراض المعدية هي ثاني أكبر قاتل وتسبب حوالي 67% من جميع الوفيات التي يمكن تجنبها في الأطفال دون سن الخامسة (الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا، والحصبة). ومع ذلك، فإن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يتعرضون للموت قد انخفض بنسبة 30% على مدى السنوات الـ 20 الماضية. كما انخفض معدل الوفيات نتيجة الأمراض المعدية 25% في عام 1998 الى أقل من 16% في عام 2010.
والتعجيل بالتغيير والتكافل، بالإضافة الى انتشار الخيارات والأعداد المتزايدة من الناس والثقافات المشاركة في اتخاذ القرارات، وزيادة الشك، وعدم القدرة على التنبؤ، والغموض، والمفاجأة. كل هذا التعقيد المتزايد يجبر البشر على الاعتماد أكثر فأكثر على مشورة الخبراء وأجهزة الكمبيوتر. حيث ان النظام العصبي اللا إرادي يقوم بصناعة معظم القرارات البيولوجية، فإن نظم الكمبيوتر أيضا تتخذ قرارات خاصة بالحضارة يوما بعد يوم، والتعجيل بالتغيير يقلل من الوقت بدءا من الاعتراف بالحاجة الى صنع قرار الى الانتهاء من كل الخطوات الخاصة بصناعة القرار الصحيح. ونتيجة لذلك، فإن العديد من المؤسسات في العالم وعمليات صناعة القرار غير فعالة وبطيئة، وعلى دراية خاطئة، والهياكل المؤسسية لا تتوقع وتستجيب بسرعة كافية للتعجيل بعملية التغيير، وبالتالي فإنه من المرجح استمرار الاضطرابات الاجتماعية حتى تستطيع هياكل جديدة توفير ادارة افضل، وهذا قد يؤدي ايضا الى العودة الى المدينة والتعاون دون الاقليمي حيث موضع قيادة السياسة وادارتها، ولا يمكن معالجة تحديات اليوم عن طريق الحكومات والشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات والهيئات الحكومية الدولية بالعمل لوحدها، ومن تعمل وحدها، وبالتالي، يجب تطوير صناعة القرار عبر المؤسسات، وكذلك لابد من وضع برامج مشتركة خاصة بصناعة القرار الاستراتيجي عبر المؤسسات وتنفيذه.
وعلى الرغم من ان الغالبية العظمى من العالم تعيش في سلام، فإن نصف سكان العالم لايزال عرضة لعدم الاستقرار الاجتماعي والعنف بسبب تنامي عدم المساواة على الصعيدين العالمي والمحلي، وانخفاض منسوب المياه، وزيادة الطلب على الطاقة، والهياكل المؤسسية التي عفا عليها الزمن، والنظم القانونية غير الكافية، وزيادة تكاليف الغذاء والماء والطاقة، وفي المناطق المحلية يعانون من تفاقم الاوضاع السياسية والبيئية والاقتصادية، ويمكن توقع زيادة الهجرات والتي بدورها يمكن ان تخلق صراعا جديدا، وذلك اضافة الى الآثار المستقبلية لتغير المناخ، ويمكن ان يكون هناك ما يصل الى 400 مليون مهاجر بحلول العام 2050، مما يزيد من شروط الصراع. ومع ذلك، فإن احتمال وجود عالم اكثر سلما في تزايد نظرا لنمو الديموقراطية والتجارة الدولية ووسائل الاعلام الاخبارية العالمية وشبكة الانترنت والمنظمات غير الحكومية ومراقبة الاقمار الاصطناعية وتحسين الوصول الى الموارد وتطور منظمات الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية.
وانخفض عدد الاسلحة النووية من 65 الف سلاح نووي في عام 1985 الى 11.540 سلاح نووي عام 2011، والحروب ـ والتي تعرف بأنها الوفيات ذات الصلة بالمعارك والبالغ عددها الف او اكثر حالة وفاة ـ قد تناقصت باطراد على مدى العقدين الماضيين، على الرغم من ان العامين الماضيين قد شهدا زيادة في هذا الشأن، ويرجع ذلك اساسا الى صحوة الربيع العربي، ويتغير الارهاب من هجمات منظمة عبر الحدود الوطنية الى هجمات من قبل جماعات صغيرة وافراد كل منهم على حدة، وطلب الـ dna عن طريق البريد، وجزيئات سطح المكتب المستقبلية، وتصنيع الادوية يمكنه يوما ما منح الافراد القدرة على صنع واستخدام اسلحة الدمار الشامل من خلال الاسلحة البيولوجية، وسيتطلب الامر وجود نظم استشعار في كل مكان من الاماكن العامة بالاضافة الى نظم تعليم وصحة عقلية افضل للحد من مثل تلك التهديدات المستقبلية، وتجد الحكومات والمجتمعات الصناعية نفسها معرضة لهجمات الكترونية متعددة بشكل يومي (تجسس او تخريب) تشنها حكومات اخرى ومنافسون ومتسللون وجريمة منظمة، وستبدو البرمجيات الفكرية لسباقات التسلح لا مفر منها، ويجب صياغة سيناريوهات سلام مدعومة من خلال عمليات تشاركية لاظهار بدائل معقولة لمجموعة كاملة من احتمالات الصراع.
ويعد تمكين المرأ ة واحدة من اقوى القوى الدافعة للتطور الاجتماعي عبر القرن الماضي، وتم الاعتراف به بأنه ضروري للتصدي للتحديات العالمية التي تواجه البشرية، وتشارك النساء بشكل متزايد في صناعة القرار وتعزيز وجهات نظرهم والمطالبة بالمساءلة، وتمثل المرأة 19.8% من عضوية الهيئات التشريعية الوطنية في جميع انحاء العالم، وفي 32 بلدا تتجاوز النسبة 30%، والنساء يمثلن 14.3% من اجمالي 273 موقعا قياديا بالبرلمان، وهناك 20 امرأة رؤساء لدول او حكومات، وتواجه الهياكل الابوية تحديات متزايدة في جميع انحاء العالم، وتمثل المرأة 41% من العمالة مدفوعة الاجر على المستوى العالمي، لكنها تشغل 20% من المناصب الادارية العليا، والاتجاه نحو المساواة ا لسياسية والاقتصادية بين الجنسين يبدو لا رجعة فيه. وفي الوقت نفسه، فإن العنف ضد المرأة هو اكبر حرب اليوم، حيث يقاس وفقا لحالات الوفاة والاصابة سنويا، وفي بعض المناطق يمكن ان يصل العنف ضد النساء عند نقطة واحدة في حياتهن عند 70%، وحوالي 70% من السكان الذين يعيشون في فقر هم من النساء، ويشكلون ايضا نحو 64% من مجموع 775 مليون امي بالغ.
ويستيقظ العالم بشكل بطيء على ضخامة خطر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ولكنه لم يعتمد استراتيجية عالمية لمواجهتها. وفي غياب مثل هذه الاستراتيجية، فإن دخل الجريمة المنظمة العابرة للحدود يبلغ أكثر من 3 تريليونات دولار سنويا، وقدرتها المحتملة على شراء القرارات الحكومية وبيعها يجعل الديموقراطية مجرد وهم. ودعا مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جميع الدول الى تطوير استراتيجيات وطنية لمواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ككل. وذلك يمكنه إتاحة مدخل لتطوير وتنفيذ استراتيجية عالمية وكذلك التنسيق.
وفي غضون 38 عاما، يتعين على العالم أن يحقق ما يكفي من الطاقة الإنتاجية الكهربائية لنحو 3.3 مليارات نسمة إضافية، وهناك 1.3 مليار نسمة (20% من عدد سكان العالم) دون كهرباء اليوم، وسيتم إضافة 2 مليار نسمة إلى سكان العالم في الفترة من الآن وحتى عام 2050. ويضاعف من ذلك الحاجة إلى تفكيك محطات الطاقة النووية القديمة واستبدالها بمحطات وقود أحفوري أو إدخال التحسينات عليها. وهناك ما يقرب من 3 مليارات نسمة لا يزالون يعتمدون على ا لكتلة الحيوية التقليدية لأغراض الطهي والتدفئة. ومع استمرار الاتجاهات طويلة المدى نحو عالم أكثر ثراء وأكثر تطورا، فإن احتياجاتنا من الطاقة بحلول عام 2050 ستفوق ما هو متوقع. ومع ذلك، يتسارع التقارب بين التقنيات لجعل كفاءة استخدام الطاقة أكبر بكثير بحلول عام 2050 مقارنة بما يعتقده الغالبية ممكنا اليوم. وبالتالي فإن العالم في سباق بين اجراء التحول الاساسي بسرعة كافية من أجل طاقة أكثر أمانا، والاحتياجات المتزايدة لسكان أكثر ثراء انتشارا.
وأن أكثر من نصف قدرة توليد الطاقة الجديدة تأتي من مصادر متجددة اليوم, وسيناريو أفضل حالة للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (ipcc) تقدر ان مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تفي بـ 77% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، في حين أن الصندوق العالمي للحياة البرية يدعي إمكانية تحقيق ذلك بنسبة 100%. وتكاليف الطاقة الحرارية الأرضية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وطاقة الكتلة الحيوية آخذة في الهبوط، وتحديد سعر لانبعاثات الكربون يمكنه زيادة الاستثمارات. وعند وضع التكاليف المالية والبيئية للوقود الأحفوري في الاعتبار ـ التعدين والنقل، وحماية خطوط الإمداد ومياه التبريد، والتنظيف، وتخزين النفايات وغير ذلك، حينئذ سوف ينظر إلى مصادر الطاقة المتجددة على أنها أكثر ربحية مقارنة بما هي عليه اليوم، وعلى أي حال، فإنه من دون تحقيق ابتكارات كبرى في التكنولوجيات والتغيرات السلوكية، فإن معظم الطاقة في العالم سوف يظل مصدرها الوقود الأحفوري في عام 2050. وفي عام 2010، انفق العالم 409 مليارات دولار على دعم الوقود الأحفوري، بزيادة تقرب من 110 مليارات دولار مقارنة بعام 2009 مما يشجع على الاستخدام غير الفعال وغير المستمر.
والتعجيل المستمر بالعلوم والتكنولوجيا يعمل على تغيير ما هو ممكن بشكل رئيسي، والوصول إلى معرفة العلوم والتكنولوجيا التي تعمل على تغيير آفاق المستقبل بدأ يأخذ طابعا عالميا. والكيمياء الحاسوبية، وعلم الأحياء الحاسوبي، والفيزياء الحاسوبية تعمل على تغيير طبيعة العلوم، والتعجيل بها يرتبط بقانون مور وبحوث وتطوير الطابعات ثلاثية الأبعاد تعمل على دمج الثورات الصناعية، والمعلوماتية، والبيولوجية. وتعمل البيولوجيا التركيبية على تجميع الحامض النووي dna من أنواع إحيائية مختلفة في مجموعات جديدة للحصول على وقود حيوي أقل تكلفة، وطب أكثر دقة، وغذاء أكثر صحة، وطرق جديدة للتخلص من التلوث، وقدرات مستقبلية تفوق الاعتقاد الراهن. ويتم تطوير أعداد كبيرة من النانو روبوتات التي ينبغي أن تكون قادرة على إدارة المباني متناهية الصغر وفقا لهياكل وتركيبات مادية، وتجميع مكونات، ونسخ مطابقة ذاتية. وعلى الرغم من أن تكنولوجيا النانو والبيولوجيا التركيبية تعدان بتحقيق مكاسب استثنائية في الكفاءات اللازمة للتنمية المستدامة، فإن تأثيراتها الصحية البيئية محل شك. وقد أعلن المعمل الأوروبي لعلم الطبيعة الجزئية (cern)، وهو عبارة عن منظم أوروبية للبحوث النووية، أنه اكتشف جسيم يشبه بوزون هجيز higgs boson قد يفسر القدرة الأساسية للجزئيات في الحصول على كتلة، مما يؤدي إلى تطبيقات مستقبلية في مجال الطاقة والمادة لا يمكن تصورها اليوم. ونحن بحاجة إلى نظام ذكاء جماعي عالمي لمتابعة التقدم العلمي والتكنولوجي، والتنبؤ بالنتائج، وتوثيق مجموعة من الآراء بحيث يستطيع الجميع فهم كل العواقب المحتملة للعلوم والتكنولوجيا الحديثة.
والتسارع بتغيير العلوم والتكنولوجيا يبدو في تزايد متجاوزا الوسائل التقليدية للتقييم الأخلاقي، وهل يعد من الأخلاق استنساخ أنفسنا او اعادة الديناصورات مرة أخرى الى الحياة أو ابتكار آلاف الأشكال الحياتية الجديدة من البيولوجيا التركيبية؟ وتواجه الأخلاقيات العامة القائمة على الميتافيزيقيا الدينية تحديا يوميا من قبل العلمانية المتزايدة، مما يترك العديد من الناس يشكون في الأساس الأخلاقي لصناعة القرارات، والعديد منهم يعود الى التقاليد القديمة الخاصة بالارشاد، مما يؤدي الى ظهور الحركات الأصولية في العديد من الديانات اليوم، وللأسف فإن الأديان والإيديولوجيات التي تدعي التفوق الأخلاقي تشجع على انقسامات «نحن هم»التي تلعب دورا في الصراعات في كل أرجاء العالم، ولكي تعمل الارادة الأخلاقية بالتعاون عبر الحدود الوطنية والمؤسسية والدينية والأيديولوجية فإنه من الضروري مواجهة التحديات العالمية اليوم التي تتطلب أخلاقيات عالمية.
والمسؤولية الجماعية تجاه الأخلاقيات العالمية في صناعة القرار هي في بدايتها ولكنها في تزايد، وبرامج المسؤولية الاجتماعية المشتركة، والتسويق الأخلاقي، والاستثمار الاجتماعي آخذة في الازدياد، والتكنولوجيات الجديدة تجعل من السهل بالنسبة لعدد أكبر من الناس عمل المزيد من الخير على نحو أسرع من قبل، والأفراد كل منهم على حدة يبدأون في تكوين مجموعات على شبكة الانترنت، مما يجعل هناك تنظيما للأعمال في جميع أنحاء العالم حول قضايا أخلاقية محددة، ووسائل الإعلام الاخبارية، وتعمل السجلات الالكترونية الشخصية، وكاميرات الهاتف المحمول، واللجان الأخلاقية والمنظمات غير الحكومية على فضح القرارات غير الأخلاقية وممارسات الفساد بشكل متزايد، وخبراء البرمجيات المتقدمة في المجموعة الدولية ذاتية التنظيم التي يطلق عليها اسم المجهول أصبحت قوة جديدة تزيد من اهتمام العالم بمساعدة الربيع العربي وويكيليكس وحركة احتلال ووحشية الشرطة.
وبدأت في الظهور أيضا أخلاقيات عالمية في جميع أنحاء العالم من خلال تطور معايير الآيزو والمعاهدات الدولية التي تحدد معايير الحضارة، وقد يكون ايضا تطورا ناجما عن الاحتجاجات المنتشرة في جميع أنحاء العالم التي تظهر عدم رغبة متزايدة في تحمل صناعة القرارات غير الأخلاقية الصادرة عن صفوة السلطة، ويبدو انه لم يتم تناول نطاق القرارات غير الأخلاقية وانتشارها والتي أدت الى الأزمة المالية لعام 2008 بما فيه الكفاية لمنع الأزمات في المستقبل، ونحن بحاجة لخلق حوافز أفضل للأخلاقيات في القرارات العالمية، والارتقاء بالتوجيه الأبوي لإيجاد شعور بالقيم وتشجيع احترام السلطة الشرعية، ودعم تحديد ونجاح تأثير النماذج القدوة، وتنفيذ استراتيجيات غير مكلفة للتعليم العالمي من أجل عالم أكثر استنارة، وجعل السلوك متطابقا مع القيم التي يقول الناس انهم يؤمنون بها، ووسائل الإعلام الترفيهية يمكنها الارتقاء بشعارات مثل «اصنع القرارات الجيدة بالنسبة لي، ولك، وللعالم».
ومن دون تركيز جاد على النمو الأخضر، يحتمل ان يكون هناك: انخفاض في منسوب المياه الجوفية، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية/ المياه/ الطاقة، ونمو سكاني، ونضوب في الموارد، وتغير في المناخ، وانتشار الارهاب، ووجود أنماط متغيرة للمرض، ونتائج كارثية في جميع أنحاء العالم، وسيؤدي ذلك الى الاضطرار الى الهجرات خلال العقود القليلة القادمة مما يجعل جزءا كبيرا من العالم غير مستقر بشكل متزايد. ولمنع ذلك، ستنفق ثروات في مجالات مثل تصنيع النانو تكنولوجيا الخضراء، وعلم الأحياء التركيبي الخاص بالطب والطاقة، وطرق زيادة الذكاء البشري، وعمل تحديثات في محطات الطاقة لانتاج مواد التشييد واقامة المباني لإنتاج الطاقة، والانتقال بالزراعة على المياه العذبة الى الزراعة على المياه المالحة في المناطق الساحلية على مستوى العالم، والمركبات الكهربائية، والحصول على لحوم نقية دون تربية حيوانات، واستخدام مبادئ علم بيئة النظم الحضرية لجعل المدن أكثر وعيا بالتكنولوجيات.
وعلينا ان نتعلم كيفية التخلص من المعلومات المزعجة من أجل الوصول الى التفكير الضروري الذي يعد مهما فيما يتعلق بمستقبلنا ومستقبل حضاراتنا، ويجب ان نضع في الاعتبار حجم المعلومات التي يسمح بها عقلك وتكون غير مناسبة، وكيف يمكن ان تكون مختلفا في غضون عشر سنوات عندما تسمح لعقلك حقا بالمعلومات ذات الصلة والمفيدة التي تعنيك وتعني حضارتك فقط.
ويعمل مشروع الألفية على دمج جميع معلومات، وبرمجياته، والمشاركين في نظام عالمي للذكاء المستقبلي سيتم تحديثه على أساس مستمر بديلا عن صدوره في تقارير سنوية،
ويحتوي دليل حالة المستقبل لعام 2012 على ما يقرب من عشرة آلاف صفحة متاحة في هذه النسخة الالكترونية على قرص مدمج او محرك فلاش usb، ويمكن الوصول اليها ايضا من خلال الموقع الالكتروني www.millennium-project.org كجزء من نظام الذكاء الجمعي للمستقبليات العالمية القادم.
العالم في حاجة الى أفراد مثاليين يمكنهم النظر الى ما هو أسوأ وأفضل للإنسانية من أجل وضع استراتيجيات للنجاح وتنفيذها، ونأمل ان يساعدك عملنا على القيام بذلك، وردود الأفعال موضع ترحيب على الموقع الالكتروني:
[email protected]
أين مواضع إحرازنا للمكسب؟
▪ الحصول على المياه. ▪ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة. ▪ العمر المتوقع عند الولادة. ▪ الفقر البالغ 1.25 دولار يوميا. ▪ وفيات الأطفال. ▪ الحروب. ▪ انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. ▪ مستخدمو الانترنت. ▪ الناتج المحلي ـ للفرد ـ اجمالي. ▪ المرأة في البرلمانات. ▪ الالتحاق بالمدارس الثانوية. ▪ كفاءة الطاقة. ▪ النمو السكاني. ▪ انتشار نقص التغذية. ▪ الانتشار النووي.
أين مواضع الحاق الخسارة بنا؟
▪ اجمالي الدين. ▪ البطالة. ▪ عدم المساواة في الدخل. ▪ البصمة الإيكولوجية ـ نسبة الطاقة البيولوجية. ▪ انبعاثات غازات الدفيئة. ▪ الهجمات الارهابية. ▪ إقبال الناخبين على التصويت.
أين المواضع التي لا يوجد بها تغيير؟
ملحوظ او تغيير غير واضح؟ ▪ الفساد. ▪ حقوق الحرية. ▪ الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. ▪ أراضي الغابات. ▪ الإنفاق على البحوث والتطوير. ▪ عدد الأطباء للفرد الواحد.
نظام استخبارات المستقبليات في سطور
هذا النظام هو أقرب إلى مستودع تفكير thinktank يهدف إلى مشاركة المعلومات على مستوى عالمي. وقد تم تدشين النظام عام 1996، بعد إجراء دراسة جدوى اقتصادية دقيقة، مع جامعة الأمم المتحدة unu، ويصدر عنه تقرير سنوي بصدد المستقبل، حيث يجمع فيه خلاصة آراء ومناقشات حوالي 2500 شخص، يضمون بينهم الخبراء الماليين والمستثمرين وأصحاب القرار في مؤسسات دولية وحكومات وجامعات معنية بالمستقبل. وهي تركز تحديدا على دراسة تأثير 15 مجالا من أهم التحديات التي تواجه العالم، ورصد تأثيرها على الاستثمار والأعمال. وهذه التحديات الـ 15، منها:
1 ـ تحدي التنمية المستدامة والاحترار الكوني.
2 ـ تحدي الماء النظيف.
3 ـ تحدي الموارد السكانية.
4 ـ تحدي التحول الديموقراطي. 5
ـ تحدي الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
6 ـ تحدي الطاقة. 7
ـ تحدي وضع المرآة.
8 ـ تحدي الجريمة المنظمة العالمية.
9 ـ تحديات الصحة. 10
ـ تحدي السلام والصراعات.
11 ـ تحدي القدرة على اتخاذ القرار.
12 ـ تحدي العلم والتكنولوجيا.
13 ـ تحدي الأخلاقيات العالمية.
14 ـ تحدي تقنيات المعلومات.
15 ـ تحدي المنظور طويل الأجل.
وقد تطور هذا النظام عبر السنوات السابقة، ليصبح أقرب إلى نظام استخبارات للمعلومات الجماعية التي يتم مشاركتها والدخول إليها عبر الموقع الإلكتروني www.themp.org، والتباحث بخصوص هذه التحديات الدولية. وندعوكم للمشاركة في هذا النظام لأنه نظام عالمي، لا يتم لصالح أي حكومة أو دولة محددة، وهو غير هادف للربح. بل يهدف النظام إلى إفادة الجميع من خلال توفير المعلومات الدقيقة والمدروسة. ولذا نتمنى من الجميع المشاركة فيه، حتى يصبح المستقبل أكثر إشراقا وسعادة للجميع. ويقوم موقعنا على اشتراكات لإتاحة هذه المعلومات والاستخبارات. حيث إن من يشترك لمدة عام في هذا النظام، يتمتع بالقدرة على التعامل مع جميع عناصرنا المعلوماتية عبر العالم، ويصبح من حقه إبداء الاقتراحات، وفتح المناقشات مع الخبراء عبر العالم، خلال أكثر من 10 آلاف صفحة إلكترونية، قابلة للترجمة عبر غوغل إلى 52 لغة.