- وزارة الشؤون هي الوزارة التي يمكن أن تناسبني لأن لديها ملفات عديدة يجب الاهتمام بها
- أجد نفسي في التدريس أكثر من السياسة ولو وصلت النائبات للمجلس في السبعينيات لكان عطاؤهن أفضل
- جدي دعمني أيام الطفولة وزوجي خير معين لي على النجاح يساندني ويساعدني في كل شيء
- الغربة والوحدة تصقلان الشخصية وتدفعان الإنسان للاعتماد على نفسه وتعززان قدرته على اتخاذ القرار
- حب المظاهر والشكليات من أكثر الأشياء التي لابد من تغييرها في المجتمع فهناك من يصرف مبالغ مالية باهظة على ليلة زفاف أو على ولادة على حساب أمور ثانية
كتبت: دانيا شومان
د.نورية الخرافي أكاديمية من نوع خاص ومن طراز متميز جدا، من أولى الأكاديميات اللاتي طرحن رؤية خاصة لواقع مشاركة المرأة السياسية، كاتبة صحافية عرفت بجرأتها وقلمها الذي لا يتحدث الا في الوقت المناسب.
لديها رؤية خاصة لتجربة النائبات ظهرت في اجابتها الأكثر منطقية قائلة: «لا أريد ان أظلم المرأة لأن تجربتها جاءت في سنوات تعثر المجلس، ولم تكمل عملها ولم يكن لديهن الوقت الكافي لإثبات وجودها، فالنائبات جئن في فترة صعبة فترة الثورات والفوضى والألفاظ النابية الدخيلة على المجلس والطائفية والخلافات الشديدة، لو انهن في فترة السبعينيات والثمانينيات لرأينا قمة الإبداع والعطاء من هؤلاء وكانت لديهن الفرصة الأفضل، كما أنني اعتقد ان اداءهن كان جيدا جدا» وأكدت ان المرأة أصبحت أكثر وعيا سياسيا بعد نيلها لحقوقها السياسية، موضحة في إجابتها: «المرأة أصبحت تهتم بالأمور السياسية أكثر لأن اصبح هذا الشأن يهمها وهذا تغير ملموس أيضا لأنها في السابق كانت مهمشة أما الآن فحالها حال الرجل صاحبة رأي وقرار كما ان صوتها سيؤثر على الجميع، ويحترم رأيها وكلمتها واصبح يحسب للمرأة ألف حساب».
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
سأبدأ معك بسؤال مختلف.. بحسب تقييم طلبتك وهو منتشر على الإنترنت في مواقع تقييم الأستاذة يصفونك بأنك تمنحين مساحة لحرية الرأي والنقاش ولكنك شديدة في الغياب والحضور والتأخير.. انت كيف ترين نفسك مع هذا التقييم؟
٭ هنا استبدل كلمة شدة بحزم لأنه عندما افسح المجال للطلبة في غيابهم عن المحاضرات فسيأخذون راحتهم، ألم يأتوا الجامعة لكي يتعلموا؟ فكيف يكون هناك علم بدون حضور واستماع للمحاضرات وكل المواد التي تدرس والتي يستحيل فهمها بغير شرح والحضور بمواظبة لكل للمحاضرات للاستفادة، كما ان هناك الكثير من العبارات وهناك نظريات عليهم فهمها، لذلك ابدأ مع بداية العام الدراسي وقبل وصف المقرر لهم اعطيهم استطلاع رأي بحيث اطرح عليهم العديد من الأسئلة ومن ضمن الأسئلة لماذا التسجيل في المقرر هذا أي العلم الأسري والتربوي، كذلك ما الواجبات تجاه المقرر وما آداب قاعة المحاضرة؟
ففي لوائح الجامعة عند الغياب لثلاث محاضرات إنذار أول والإنذار الثاني بعد ثلاث أيضا يحرم الطالب من المقرر أما لائحة نورية الخرافي فأطبق لائحة الجامعة لكن من يغيب 7 محاضرات أغض النظر عنه ولكن بعد هذا لا يحرم الطالب من المقرر مع الأخذ بعين الاعتبار في حالة وجود إثباتات ان الطالب مريض أو يعاني من حالة صحية معينة فهنا الغياب لا يحسب، كما أنهم يطالبونني دائما بتقدير بعض الظروف لديهم، وأنا أقول ليس هناك من هو خال من الظروف ولكن علينا ان نعلم ان الظروف مطاطة ولا نستطيع ان نربط الظروف في التعليم، فعلينا ان نفصل الاثنين لنصل إلى ما نريد، كما يطالبون بالعدالة وهنا أقول لهم العدالة ستحقق بالثواب والعقاب، وهذه المعايير واضحة لهم من المحاضرة الأولى وقبل أي شيء.
كما ان المقرر الذي اعلمه يتعلق بالحياة الزوجية وقمت بمزجها بين العلم والواقع كوني منتدبة من وزارة العدل، واسمع دائما كل المشاكل والعواقب التي تهدم الأسرة وانقلها إلى محاضراتي لكي لا يمروا بنفس التجارب فكيف لهم ان يتعلموا وهم لا يحضرون؟، وكوني حازمة في موضوع الغياب والحضور فهذا لمصلحتهم ولابد ان تكون هناك مصداقية ووضوح في التعامل.. «من جد وجد».
وبالنسبة للحزم بالغياب فنحن في كلية تربية والتربية تقتضي تعليم القيم منها قيمة العمل والوقت، والدين الإسلامي يحث على الالتزام بالمواقيت ولابد للطلبة من تعلم ذلك.
أثر الغربة
تجربتك مع الغربة بين دراسة البكالوريوس في القاهرة والانجليزية والماجستير ودراسة الدكتوراه في أميركا.. كيف أثرت كل هذه السنوات على شخصيتك؟
٭ الغربة والوحدة تصقل الشخصية، كما انها تدفع الإنسان للاعتماد على نفسه وتعزز قدرته على اتخاذ القرار، كما اصبحت لدي قدرات وخبرات لاختلاطي بعدة شعوب مختلفة.
ولدي العديد من الصديقات التركيات والمكسيكيات واستطعت ان اعرف جميع عاداتهن وتقاليدهن واطباقهن الخاصة أيضا، باختصار تجربتي أعطتني ثقافة مختلفة وترفيها ومعرفة.
ولكنها لم تغير عاداتي وتقاليدي خاصة وأنا لدي القراءات الدينية الكثيرة التي تشد الإنسان لبيئته وديننا الحنيف. فأنا احب الالتزام والعدالة والمساواة.
حقوق المرأة السياسية
البعض ممن تناول سيرتك الذاتية وضعك في مصاف الرائدات في مجال المطالبة بحقوق المرأة السياسية.. الآن وبعد ان نالت المرأة حقها في الترشيح والانتخاب ووصلت إلى مجلس الأمة. كيف ترين تجربتها؟
٭ لا أريد ان اظلم المرأة لأن تجربتها جاءت في سنوات تعثر المجلس، ولم تكمل عملها ولم يكن لديها الوقت الكافي لإثبات وجودها، فالنائبات جئن في فترة صعبة فترة الثورات والفوضى والألفاظ النابية الدخيلة في المجلس والطائفية والخلافات الشديدة، لو انهن في فترة السبعينيات والثمانينيات لرأينا قمة الإبداع والعطاء من هؤلاء وكان لديهن الفرصة الأفضل، كما أنني اعتقد ان اداءهن كان جيدا، وكان لكل منهن رأي وتدلي بدلوها ولا ننكر ان د.رولا دشتي كانت مبدعة بالأمور المالية، وسعي د.معصومة المبارك لإقرار قانون إسكان المرأة سعي تشكر عليه ونجحت، ولكن الآن جاء إبطال هذا المجلس، والحكومات غير مستقرة ما يلبث ان يصل الوزير الى كرسيه، واستجوابات وتهديد ووعيد فكيف لحكومة أو لمرأة ان تنجز؟! وبرأيي فإن هناك محاربة كبيرة للمرأة.
جرأة الطرح
توجهت للكتابة الصحافية وعرفت بجرأة الطرح.. ماذا قدمت لك الكتابة وماذا قدمت لها انت؟
٭ انا لست كاتبة مستمرة، لكن عندما يكون هناك حدث وأشعر ان لدي رأيا خاصا به علي طرحه أقرر ان اكتب ما اشعر به وما بداخلي فقط وبكل صدق، لأن من واجبي وحقي كمواطنة ان اشارك في قضايا تهم بلدي اشعر أنني علي المساهمة بها من خلال كتابتي، مع أنني على يقين ان الآراء لم ولن تأخذ بعين الاعتبار ولا حتى المقترحات المهمة وللأسف الشديد الكويت آخر من تأخذ بالمقترحات التي تطرح.
قلت ذات لقاء انك كنت مدللة جدا.. ومع هذا وصلت إلى ما وصلت اليه من مكانة علمية وسياسية مرموقة.. ألم تكسري بهذا قاعدة ان الدلال يفسد الشخصية؟
٭ انا لم أدلل لدرجة الإفساد بمعنى انه دائما هناك كلمة «لأ» تقال لي، كما ان هناك توازنا، والدلال كان من جدي لوالدتي، رحمه الله، فبعد انفصال والدي تربيت في بيت جدي وجاء دلالي بحكم انني الحفيدة الأولى والعطف علي كوني بعيدة عن والدي ولكن كانت جدتي حازمة فهنا جاء التوازن، لكن هنا لا نستطيع ان نقول ان دلاله أفسد تربيتي لأنه كان حريصا على تربيتي ودلالي ضمن الحدود المعقولة وإلا لما كنت وصلت إلى ما انا عليه اليوم، والدلال عندما يكون دون تنبيه على الغلط فبالتأكيد سيفسد التربية ولكن مع التوجيه والعناية والحب ستخلق شخصية مميزة وناجحة ولديها ثقة قوية بالنفس.
رغم انك الوحيدة التي قدمت دراسة مهمة في مقارنة تجارب المرأة السياسية في الأردن وباكستان ولبنان والكويت الا انك لم تفكري بأن ترشحي نفسك للبرلمان لماذا؟
٭ فعلا انا كنت من أولى المدافعات عن المرأة وحقوقها السياسية ودعيت لمؤتمرات عدة ودول مختلفة وقدمت دراسة جمعت فيها جميع الآراء المعارضة والمؤيدة ورأيي الشخصي أيضا ولكن لم اكن أطالب بحق المرأة السياسي لكي انتخب لان الوصول لمجلس الأمة يريد أناسا يحبون السياسية والتعاطي معها، وبالنسبة لي انا اقرأ السياسية وأتابعها لكن لا استطيع خوضها ولا أرى نفسي في هذا المجال فانا معلمة وأحب عملي «وأجد نفسي بالتدريس» أكثر من السياسة، ولو كنت في مجلس الأمة لكنت اول المعارضة لإسقاط القروض وأرفض منح كل طالب 200 دينار ليتساوى المجتهد والمتفوق والفاشل، لذلك انا لا اتفق مع مثل هذه السياسة لأن على النائب ان يشرع ويراقب بحكمة وألا يساعد على التبذير.
الفكر السياسي للناخبة
عامة كيف تقيمين الفكر السياسي للمرأة كناخبة؟
٭ المرأة كالرجل ليس هناك فرق بينهما، والمرأة عند ذهابها للتصويت ترجع إلى محيطها العائلي، كما ان الأسرة دائما كتلة وأفكارها واحدة وهذا الموضوع يريد دراسة لكن بحدود ما اعرفه هو انها تنتخب عن قناعة وخاصة اليوم في قانون الصوت الواحد والمرأة المتعلمة والمنفتحة والتي تفكر في مصلحة بلدها تنتخب الصالح لها ولوطنها واشير هنا الى انني من مؤيدي الصوت الواحد وسعيدة جدا به.
من واقع تخصصك هل وجدت اي تغير ملموس في المجتمع بعد نيل المرأة حقوقها السياسية؟
٭ طبعا لأن هناك القضايا الكثيرة التي تخص المرأة تغيرت وبشكل ملموس على سبيل المثال قضية الإسكان لم تتحرك سوى بوصول المرأة إلى المجلس، كما ان النظرة العالمية للمجتمع الكويتي تغيرت، كما ان المرأة أصبحت تهتم بالأمور السياسية أكثر لأن هذا هذا الشأن اصبح يهمها وهذا تغير ملموس أيضا لانها في السابق كانت مهمشة، أما الآن فحالها حال الرجل صاحبة رأي وقرار كما ان صوتها سوف يؤثر على الجميع، ويحترم رأيها وكلمتها واصبح يحسب للمرأة ألف حساب.
من واقع تخصصك أيضا ما السمة الغالبة على المجتمع الكويتي وما الأشياء التي يجب ان تتغير؟
٭ هناك بعض الأشياء التي يجب ان تتغير وأهمها ومن الصعب تغييرها وهي حب المظاهر والشكليات، ودائما ما أركز خلال محاضراتي على الأمور المالية في الأسرة ودائما ما أقول لهم ان الله سبحانه وتعالى يدعو إلى الوسطية خاصة في الإنفاق وقوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) (وان المبذرين كانوا إخوان الشياطين) هناك من يصرف مبالغ مالية باهظة على ليلة زفاف أو على ولادة وعلى حساب أمور ثانية، ومنهم من يسافر خارج الكويت لكي يشتري كماليات ليوم واحد، هذه النظرة علينا بتغييرها وبرأيي ان هذه الشكليات والمظاهر بحاجة إلى إعادة نظر.
كما ان هناك شيئا غير راضية عنه وهو التقاعد المبكر للرجل والمرأة وأيضا يحتاج إلى إعادة نظر فيه.
يطرح اسمك بين بورصة أسماء من يتولون الحقائب الوزارية عن كل تشكيل حكومي.. هل عرض عليك يوما تولي حقيبة؟
٭ لا لم يعرض علي، وكانت هناك إشاعة في انني سأكون وزيرة تربية ولكنها غير صحيحة.
الحقيبة الوزارية
أي وزارة تعتقدين أنها الأنسب لك؟
٭ اعتقد ان الوزارة التي يمكن ان تناسبني هي وزارة الشؤون لان لديها ملفات عديدة يجب الاهتمام بها مثل تجارة الاقامات مع حفظ حق وزيرة الشؤون ذكرى الرشيدي، كما لدينا فئات المطلقات والأرامل ومؤسسات الرعاية أيضا بحاجة إلى عناية خاصة، لذلك أرى نفسي في هذه الحقيبة كوني على دراية تامه في شوؤن الأسرة.
هل تعتقدين ان هناك ضرورة لإنشاء وزارة خاصة للمرأة وما رؤيتك لها؟
٭ لا، لا اعتقد ان المرأة بحاجة إلى وزارة خاصة بها ولم افكر بهذا يوم، كما ان الدستور الكويتي لم يفرق بين رجل وامرأة إنما الحاجة هي في تطبيق القانون وتعديل في بعض المواد من قانون الأحوال الشخصية لإنصاف المرأة إنما وزارة كاملة لا اعتقد أننا بحاجة لها، والمرأة مواطنة حالها حال الرجل والدستور أعطى الجميع الأولوية في التعليم والصحة والرعاية السكنية.
من يقف وراء د.نورية الخرافي ومن ساندها في مسيرتها ونجاحاتها؟
٭ من وقف ورائي في مرحلة الطفولة وأيام الدراسة بجميع مراحلها كان جدي رحمه الله واخوالي، أما الآن فهو زوجي د.عبدالفتاح حسن فهو خير معين لي على النجاح يساندني ويساعدني في كل شيء كما انه يزودني بمعلومات كثيرة في أبحاثي وكثيرا ما يشرح لي ما يصعب علي فهمه من قوانين فهو دائما خير معين فالشكر لله ثم له.
نساء الكويت دائما ما انطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، كم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة.
رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها،
قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل.
نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا.