Note: English translation is not 100% accurate
بصمات مضيئة للهلال الأحمر الكويتي في إندونيسيا (2 ـ 5)
الأربعاء
2006/11/8
المصدر : الانباء
إيليا فهمي
تعتبر منظمة الهلال الاحمر الكويتية من اكبر منظمات الاغاثة العالمية والتي تحفل بتاريخ منير من الانجازات والمساعدات الانسانية التي وصلت الى العديد من الدول والشعوب القريبة والبعيدة على اختلاف مواقعها واجناسها فكانت النظرة السائدة هي للإنسانية نفسها دون اي اعتبارات اخرى.
ان جمعية الهلال الاحمر الكويتية هي هذا الصرح المهم، شعارها العطاء والبذل والمساعدة دون انتظار المقابل انها بمثابة مد يد العون لمن هم في ضائقة وهي الشمعة التي تضيء بنورها وسط احللك الظروف.
ان هذه السفينة التي تجوب العالم بهدف المساعدة لابد لها من ربان يكون هو الشعار والمثل الاعلى لجميع العاملين عليها ـ وانه كذلك ـ القائد والأب المعطاء والسباق دائما صاحب الخطوة الاولى والشجاعة والتضحية برجس البرجس هذا الإنسان الذي لا يخشى على نفسه الموت حتى يذهب الى الاماكن التي يشوبها الدمار والهلاك ليمد يد المساعدة لاهلها الذين هم فقط اخوته في الانسانية.
وحتى تصل هذه السفينة لابد لها من فريق ذي قدرات خاصة يتسم أفراده بقوة البأس والمثابرة للوصول الى الهدف المنشود انهم «المتطوعون» لهذه الاعمال الخيرية، ولا يعرف الكثير منا من هو «المتطوع» انه انسان ترك اهله واسرته وحياته الهانئة وضحى بها لمساعدة انسان اخر لا يعرفه بل لمجرد انه اخوه في الانسانية واختار ان يذهب الى خط النار بكامل ارادته ويعيش تحت قذف النيران او وسط اهوال الزلازل والفيضانات مضحيا حتى بحياته لانقاذ غيره او لاطعام طفل جائع وايواء عائلة مشردة في الشوارع، انه لا يهتم بشيء سوى اداء رسالته ضاربا بكل هذه المخاطر عرض الحائط.
«الأنباء» التقت احد اعضاء فريق الهلال الاحمر الذي خاطر بحياته طيلة عامين كاملين في رحلة وسط المخاطر والاهوال التي سمع بها العالم كله وكان الجميع يهرولون هربا وخوفاً منها الا انه ذهب الى هناك متطوعا للمساعدة.
انه جاسم قمبر مسؤول الامداد بلجنة الاغاثة في الهلال الاحمر الكويتي لنتعرف منه على رحلته طيلة عامين قضاهما في اندونيسيا بعد حدوث زلزال سونامي الشهير في المحيط الهندي في العشرين من ديسمبر العام قبل الماضي والذي تسبب في مصرع حوالي 230 الف شخص من عشر دول مطلة على المحيط والذي خلف وراءه منكوبين وصل عددهم الى 2 مليون و200 الف يحتاجون الى مد يد العون لهم فكان هو من السباقين للتضحية والمساعدة، ولنقدم بعضا من انجازات هيئة الهلال الاحمر الكويتي على يد متطوعيه ونعش معهم خطوة بخطوة.
تحدث جاسم قمبر عن المشاكل التي واجهتهم ايضا خلال رحلتهم في اندونيسيا عقب سونامي لمدة عامين.
وقال كان من هذه المشاكل ما يستدعي ايجاد حلول سريعة وفورية.
ومنها حدوث ازمة في مياه الشرب، فسكان هذه المنطقة كانوا يعتمدون على مياه الآبار التي يحفرونها بأنفسهم، ولكن بعد حدوث هذا المد الهائل اصبحت جميع الآبار مالحة لا تصلح للشرب، وهذه مشكلة غاية في الخطورة قد ينجم عنها أضرار كثيرة، لذلك سارعت هيئة الهلال الأحمر الكويتي بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة وقررت بناء محطة لتحلية مياه البحر، وبالفعل اتخذنا أولى الخطوات بعد الحصول على التراخيص من الجهات المختصة التي رحبت كثيرا بالفكرة، وقمنا باختيار موقع مناسب لبناء المحطة قرب البحر.
وقام العمل على قدم وساق حتى أنجزت هذه المحطة خلال أربعة أشهر فقط بقوة ضخ 250 ألف لتر يوميا، وقد استعنا ببناء هذه المحطة بعمال البناء من اللاجئين أنفسهم حتى يترزقوا منها، وفي الوقت نفسه هم أحرص على اتمام هذا العمل لحاجتهم اليه.
ولم تنته مهمتنا عند هذا الحد، بل استحضرنا تناكر للمياه ووضعناها امام كل منزل وكل مخيم، وكذلك وفرنا السيارات التي تنقل المياه من المحطة الى المخيمات واتحنا الفرصة للهيئات الأخرى التي ساعدتنا في نقل المياه من المحطة الى الأهالي.
يتبع...
اقرأ أيضاً