يمثل قدوم العيد بالنسبة الى الاطفال قديما وحديثا نهاية للترقب والانتظار وبداية للفرح من حيث الحصول على العيدية او شراء الالعاب او الذهاب الى ساحات اللعب الجماعي ومدن الترفيه.
وكانت فرحة الاطفال منتصف القرن الماضي وما قبله لا توصف اذ كان العيد يعني لهم ارتداء الجديد من الملابس واكل الحلويات والذهاب الى ساحات اللعب اذ لم تكن هذه الامور متوافرة بشكل يومي كما هو الآن.
ويصف المؤرخ محمد جمال فرحة عيد الفطر او عيد الأضحى في ذلك الوقت بالقول ان العيد عند الاطفال يبدأ منذ ساعات الصباح الباكر وبعضهم لا ينام من شدة الترقب والسعادة، مضيفا انه في ذلك الصباح يلبسون ملابس العيد الجديدة وربما تكون الأولى والأخيرة خلال السنة كما انهم سيحصلون على (آنات) وربما (روبية) كعيدية وهذا مبلغ يعد ضربا من ضروب الخيال يحلمون ويخططون في كيفية انفاقه.
وقال جمال لـ (كونا) ان ساحة الصفاة كانت تشهد تجمع الاولاد وقد لبسوا الدشاديش وبعضهم وضع الغترة والعقال او (القحفية) في حين تلبس البنات ثيابا ملونة ومزركشة و(بخنق الزري) بعد ان يكن قد صبغن ايديهن وارجلهن بالحناء فيما ميسورات الحال يلبسن (المقمش) ويضعن بعض الحلي مثل (التراجي) و (البقمة).
وبيّن ان ساحة الصفاة كانت تشهد احتفالات متواضعة في حين يتوجه الصغار الى الباعة الذين يترصدون لهم في كل منعطف ويبيعونهم حلويات مثل (جبدة الفرس) و (غرغري) و(حامض حلو) و(سر الخاتون) و(اصابيع) و(برميت حار) و(خنفروش) و(علك الملوك) و(حلاوة سبال) و(كليجة) و(حظك نصيبك) و(شعر بنات).
وذكر جمال ان ساحة العيد لا تخلو من الالعاب وكانت الارجوحة (الديرفة) والدواليب الدوارة (القليلبة) تطغى على بقية الالعاب ومشاهد اللعب الاخرى.
ووصف ارجوحة العيد في الماضي بأنها مثبتة بأعمدة من خشب وحبال متدلية مرفوعة على اعمدة كالعريش ويركز على جانبيها عمودان من الخشب وعادة تزين بالالوان وبقطع من القماش الملون والمقطع على شكل مثلثات مقلوبة اضافة الى (التفافيخ) وهي البالونات وتتطاير تلك الاشرطة الى أعلى باتجاه الريح مع الاطفال وهم في قمة السعادة والفرح.
واشار الى مشاهد اخرى كمؤجري الحمير الذين يقومون بتزيين حميرهم بالحناء والاصباغ وقطع القماش لجذب الفتيات او سيارات اللوري التي تأخذ الاولاد بما يسمى محليا «لفة او دورة» الى مناطق بعيدة آنذاك مثل حولي والشامية.
واضاف ان ساحة العيد تكون مزدحمة بالمارة من الكبار والصغار وغالبا ما تمر مجموعة من البنات والصبية وهم يرددون بعضا من الاغاني والاهازيج في مشهد يعبر عن فرحة كبرى للجميع بالعيد السعيد.