أسامة أبوالسعود
بعث الرئيس المصري محمد حسني مبارك بتهنئة قلبية الى اقباط مصر في الكويت بمناسبة عيد الميلاد المجيد متمنيا لهم دوام التوفيق والسداد.
تلا البرقية السفير المصري في الكويت السفير طاهر فرحات خلال قداس عيد الميلاد المجيد الذي اقامته كنيسة مارمرقص المصرية في حولي مساء امس الأول واشاد فيه بالعلاقة الحميمة بين جناحي الأمة أقباط مصر ومسلميها.
وردا على اسئلة الصحافيين عقب القداس خاصة حول الاوضاع في غزة اكد فرحات ان مصر تعمل جاهدة على وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، مشيرا الى مطالبة مصر بالوقف الفوري للعمليات العسكرية.
وعبر عن ادانة مصر بشدة للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة، موضحا ان مثل هذه القضايا لا تحل بقوة السلاح وانما بالتفاوض والسلام.
وقال فرحات ان ميلاد السيد المسيح يضفي على البشرية المحبة وسبل التفاهم.
وكان فرحات قد ألقى كلمة أمام الحشود من اقباط مصر في الكويت قال فيها: انه لمن دواعي سروري ان نحتفل معا اليوم بعيد الميلاد المجيد، ويشرفني في بداية حديثي ان انقل لكم جميعا تهنئة الرئيس مبارك بهذه المناسبة، وهذا نصها: «الاخوة والاخوات اقباط مصر المغتربون بالخارج، يسعدني ان ابعث اليكم بأخلص التهاني بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، متمنيا لكم ولعائلاتكم المزيد من النجاح والتوفيق ولمصرنا الغالية دوام العزة والتقدم. محمد حسني مبارك».
وتابع فرحات: كما انتهز هذه المناسبة الجليلة لأتوجه من خلالكم الى قداسة البابا شنودة وجميع أقباط مصر العزيزة بصادق التهاني.
ويطيب لي ان اتقدم لكم بخالص الشكر والتقدير لدعوتي والزملاء اعضاء البعثة المصرية في الكويت بجميع مكاتبها الفنية لكي نشارككم فرحة استقبال عيد ميلاد المسيح ( عليه السلام )، وأتقدم لكم بهذه المناسبة بأصدق مشاعر الحب والاخاء الذي يربط بين ابناء شعبنا الواحد ابناء مصر الكنانة.
وأردف السفير المصري: نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح الذي كان وسيظل نبراسا للبشرية عبر الزمن، لما أوحى اليه من رسالة محبة وسلام، والتي نحن في أحوج الحاجة اليها في عالمنا المعاصر وبصفة خاصة منطقتنا هنا في الشرق الأوسط مهد الحضارات والديانات السماوية، بما تواجهه من تحديات لاسترجاع هذا الفكر السامي وتطبيقه كمرجع يعود بالنفع على الجميع ويزيد من المحبة في القلوب.
وتابع قائلا: ارجو ان تسمحوا لي بهذه المناسبة ان اتوجه نيابة عنكم بكل الشكر والتقدير والامتنان للكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، لما تبديه من رعاية واهتمام بالجالية المصرية على ارض الكويت الشقيقة، كما انتهز هذه الفرصة وزملائي اعضاء البعثة الديبلوماسية المصرية لتهنئتكم على المقر الجديد للكنيسة المصرية بالكويت التي تعتبر اضافة ومنارة جيدة لمصر والكويت معا، وانني واثق من ان هذا الصرح الجديد سيقوم ـ كما تعودنا دائما ـ بدور قوي في توثيق ودعم العلاقات الدينية، والاجتماعية، والثقافية بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
وختم السفير فرحات بقوله: كما لا يفوتني في هذا المجال، ان اعرب عن خالص تقديري واعتزازي بكم انتم ابناء الجالية المصرية في الكويت الشقيقة، وان اشيد بادائكم المتميز الذي يتشرف به وطنكم مصر وبدوركم البناء في دعم العلاقات على المستوى الشعبي بين البلدين الشقيقين، متمنيا لكم دوام التوفيق والنجاح.
ومن جانبه، قال القنصل العام السفير احمد عبداللاه باسم الإله الواحد رب الأرض والسماء باسم الرب القدوس، خالق الخلائق، باعث الرسل مدبر الوجود، باسم من لا تراه العيون، ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير، سلام عليكم وسلام لكم وسلام اليكم في يوم المسرة والسلام، يوم عيد الميلاد المجيد، الذي اشرقت فيه انوار المحبة وانتشرت فيه نسائم الرحمة بمولد المسيح ( عليه السلام )، سلام عليكم، وسلام إليكم وسلام لكم ابناء وطن واحد، هو مصر ارض المحبة والمودة والسلام.
وتابع عبداللاه: ان عيد الميلاد المجيد ليس لكم وحدكم، ولكنه لمصر كلها بجناحيها المسلم والمسيحي، لمصر كلها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب، فجميعنا ابناء وطن واحد، بنينا أمجاده، وصنعنا حاضره، ونعمل معا من اجل مستقبله الواعد المنشود.
واضاف قائلا: ان الايادي المصرية الماهرة التي تبني المصانع وتعبّد الطرق، وتشيّد المنازل والبيوت هي نفسها الأيادي البيضاء التي تشيد الكنائس وتعلي مآذن المساجد في جميع المحافظات المصرية وهي اياد مسلمة ومسيحية تهدف دائما الى البناء والتعمير، واثقة ان الدين لله والوطن للجميع.
وقال عبداللاه اذا كنت اقدم الى اخواني المسيحيين اليوم تهنئة بعيد الميلاد، فإن لهم تهنئة اخرى ادخرها لهم الى يوم الانتهاء من كنيستهم الجديدة التي من المؤكد انها ستكون صرحا لعبادة الله الواحد، ولخدمة الوطن الواحد، اعني مصر، ارض الخلود ومهد الحضارة، وصانعة التاريخ، وفي هذا المقام لا يسعني الا ان اتقدم بصادق الشكر وعظيم الامتنان والتقدير للكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على ما قدموه من دعم ومساندة لإقامة هذا الصرح الكبير الذي يعد رمزا لتسامح ومحبة الكويت وتقديرها لشقيقتها مصر ولشعبها العزيز وهذا ليس بغريب لما يجمع البلدين والشعبين من روابط ووشائج منذ امد بعيد.
يعز عليّ أن اقول لكم ان عيد الميلاد الحالي هو آخر عيد ميلاد اتشرف بحضوره بينكم، فقد مرت الأيام سريعا، وانقضت السنوات الأربع المقررة لي بينكم في الشقيقة الكويت، حيث سأنتقل خلال الصيف المقبل ان شاء الله الى ارض الوطن، امارس عملي الديبلوماسي بين اخواني المسلمين والمسيحيين الذين تربطني بهم، كما ربطتني بكم اواصر الصداقة والمحبة، ووحدة الهدف المتمثل في خدمة امنا الأبية الخيرة مصر ام الدنيا ودرة الوجود.
وختم كلمته بالقول: الشكر لكم جميعا على ما وجدته بينكم من الحب الصادق والمودة الخالصة والتواصل الحميم، والله تعالى اسأل ان يعيد عليكم الاعياد وانتم في مزيد من الصحة والعافية والحب والسلام، السلام الذي ادعو الله عز وجل ان يسود على اوطاننا العربية وخاصة اخواننا في فلسطين الذين ارجو الا تنسوهم في صلواتكم بالدعاء بأن يهديهم الله سواء السبيل ويكشف ما هم فيه من كرب وبلاء.
عشتم وعاشت مصر والكويت ارضا للمحبة والسلام، عشتم وعاش وطنكم قلادة على صدر الزمن، وشمسا مشرقة على الدنيا، تمنح اهلها الدفء والسلامة والأمان. دمتم لأعياد كثيرة وكل عام وانتم بخير.
من جهته عبر راعي كنيسة مار مرقص الانبا بيجول عن بالغ تأثره لما يحدث في غزة مطالبا بتخفيف مظاهر الاحتفال تضامنا مع مأساة الاخوة في فلسطين.
والقى بيانا صادرا عن البابا شنودة حيث وصف فيه ما تقوم به اسرائيل بأنه «عمل وحشي» لا يتفق وقيم الانسانية، مشيرا الى ان عدد القتلى والمصابين مرعب ومخيف.
وقال الانبا بيجول ان المسيح جاء لينشر الحب في الارض ويعالج المرضى ويحيي الموتى وهي رسالة محبة وخير للبشرية.
وتوجه بالشكر لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والقيادات المختلفة على ما تمنحه الكويت للمقيمين على ارضها من محبة، كما توجه بالشكر للرئيس مبارك وللقيادة المصرية على دعمها لأقباط مصر في كل مكان.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )