قطعت تصريحات رسمية صادرة عن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد وتضمنت عدم وجود اي شبهة تعمد في حادث تسرب الغاز الذي اعقبه انفجار وحريق دابر الشائعات التي تحدثت عن احتمال وجود عمل ارهابي وراء ما حدث في واحدة من كبريات الحسينيات داخل الكويت وهي حسينية (آل البيت) في الاحمدي.
وجاء الحادث كما أفادت مصادر أمنية نتيجة تسرب غاز ما أدى إلى حدوث انفجار ضخم أسفر عن انهيار جزئي في مبنى الحسينية، وتحديدا المكتبة والمطبخ على رؤوس 10 أشخاص كانوا بداخله، وتأكدت وفاة بنغالي ووقوع 8 جرحى تم انتشال 2 منهم من تحت الأنقاض وهما كويتيان.
وكان دوي انفجار شديد سمع على نطاق كبير في منطقة الأحمدي ووصل صوت الانفجار الى مناطق مثل الصباحية والرقة، على بعد 10 ـ 15 كيلو، حيث تلقت عمليات الداخلية سيلا من الاتصالات الهاتفية.
وقال مصدر أمني فور تلقي البلاغ توجه إلى موقع الحادث 4 مراكز اطفاء اضافة الى نحو عشر سيارات اسعاف، مشيرا الى ان البلاغ الذي تلقته العمليات كان في حدود الساعة السادسة وخمسين دقيقة.
ومضى المصدر بالقول: نظرا لخصوصية مكان الحادث تم اخطار القيادات العليا في وزارة الداخلية وانتقل الى موقع الحادث رجال الادلة الجنائية ورجال امن الدولة والمباحث الجنائية اضافة الى ادارة الأثر مزودة بعدد من الكلاب البوليسية.
وقال المصدر الامني ان القدر كان لطيفا باعداد كبيرة حيث وقع الانفجار والحريق قبل اقامة صلاة العشاء بنحو ساعة.
ودلل المصدر على عدم وجود شبهة كون الانفجار وقع في الطرقة الفاصلة بين غرفة اعداد الطعام ومكان اقامة الصلاة، مؤكدا ان جميع التمديدات في محيط الحسينية تعتمد على خطوط الغاز وليس على سلندرات الغاز بما فيها مخفر المنطقة.
من جهته، قال الوزير الفريق الركن م.الشيخ جابر الخالد انه فور علمه بوقوع الحادث اثر الانتقال المباشر الى موقع الحدث والوقوف على كامل التفاصيل، ولم يكتف بالتقارير الرسمية التي اكدت عدم وجود شبهة تعمد، وانما وصل الى مكان الحادث واستمع الى افادات بعض الذين كانوا محتجزين نتيجة الانفجار وان اثنين من الذين كانوا تحت الانقاض أكدا له ان الحادث قضاء وقدر وان الحادث وقع خلال إعداد الطعام.
وردا على سؤال صحافي حول أن الضحايا منهم 5 آسيويين قال وزير الداخلية: نحن نتحدث عن بشر وليس جنسيات، مضيفا أن أحد المصابين كان وكيل ضابط يعمل معه في الجيش.
وأضاف وزير الداخلية ان عدد المصابين محدود وان هناك 4 اشخاص كانوا تحت الانقاض، اثنان منهما تحدثا إليه عبر الهاتف وابلغاه انهما في حالة جيدة، مشيرا الى ان هناك اثنين آخرين لا يزالان في عداد المفقودين.
وفي وقت لاحق، كشف وزير الداخلية للصحافيين انه تم انتشال احد الذين تحت الانقاض وهو كويتي الجنسية، حيث نقل الى مستشفى الاحمدي، حيث يعالج من الحروق التي أصابته، فيما بقي ثلاثة آخرون تحت الانقاض بينهم بنغالي تأكدت وفاته، وبنغالي آخر في عداد الموتى، فيما يتم انتشال كويتي آخر مازال حيا تحت الانقاض.
وردا على سؤال لاحد الصحافيين حول وجود شبهة عمل تخريبي بقوله «اعوذ بالله».
واشاد بتكاتف اهل الكويت وان اهل الحسينية هم اهلنا.
من جانبه، قال وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر ان الانفجار يعود الى تسرب غاز من التمديدات التي لم تجدد منذ الأربعينيات، مشيرا الى ان الحسينيات تقوم خلال هذا الشهر الفضيل بأنشطة مكثفة منها عمليات الطبخ لخدمة رواد الحسينيات الذين أحيوا ليالي عاشوراء.
وأضاف د.صفر: حضرت بمكان الحادث بعد سماعي نبأ الانفجار وسمعنا أصوات اثنين من المصابين وهما تحت الأنقاض الى جانب اثنين آخرين لم يتم العثور عليهما، الى جانب 3 مصابين تلقوا العلاج في المستشفى.
وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى نفط الكويت ان جميع المصابين والبالغ عددهم 7 أشخاص منهم 3 كويتيين وكويتيتين ومصري وآسيوي في حالة جيدة وقد تلقوا الإسعافات الأولية وسيكونون أفضل خلال ساعات.
وأضاف ان احد الكويتيين المصابين كان بالقرب من الحسينية لحظة الانفجار، فيما كان الوافد المصري يعبر الشارع وقت حدوث الانفجار.
أما الكويتيتان فكانتا في منزلهما الواقع قرب الحسينية وقد اصيبتا بحالة هلع جراء حدوث الانفجار فدخلتا المستشفى لتلقي الاسعافات الأولية. وبخصوص الآسيوي فهو أحد العمال الذين كانوا داخل الحسينية وأصيب ببعض الحروق في وجهه وحالته أفضل.
وعند الساعة 8.45 وصلت سيارة إسعاف لمستشفى نفط الكويت تحمل رجل إطفاء كان يعاني من حالة اختناق اثر استنشاقه دخانا خلال مشاركته في إطفاء الحريق الذي نجم عن الانفجار.
من جهته قال مدير إدارة العلاقات العامة في الادارة العامة للاطفاء العقيد نبيل الحسينان انه فور تلقي البلاغ طلب من 3 مراكز اطفاء وهي المنقف والاحمدي والانقاذ الفني، وكذلك الاسناد التوجه للتعامل مع الحادث..
واضاف العقيد الحسينان ان رجال الاطفاء انقذوا شخصا، مشيرا الى انه وحتى الساعة التاسعة و20 دقيقة لايزال هناك 4 اشخاص محتجزين تحت الانقاض منهم شخصان يتواصلان مع اجهزة الاطفاء.
وحول سيناريو الحادث قال العقيد الحسينان مبدئيا ان هناك تسرب غاز صادرا من تجاه انابيب الغاز وقد تفاعل التسرب مع مصدر للهب مما ادى الى انفجار ومن ثم انهيار جزء من المبنى وتحديدا على مقربة من غرفة المطبخ.
واضاف العقيد الحسينان لا شك في ان مضي فترة طويلة على المبنى اسهم في انهيار جزء منه هذا الى جانب ان رجال الاطفاء واستنادا الى شهود عيان اكدوا ان الانفجار كان شديدا وهو ما يفسر بان التسرب كان مستمرا لفترة.
وأكد العقيد الحسينان ان اجهزة التحقيق وفور الانتهاء من انقاذ المصابين ستشرع في فتح تحقيق للجزم بعدم وجود اي شبهة جنائية في الحادث وان ما يمكن الجزم به ان ما حدث قضاء وقدر.