دمشق ـ هدى العبود
قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان الكويت قيادة وحكومة وشعبا لن تنسى الموقف الشجاع للرئيس الراحل حافظ الاسد إبان حرب تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي الغاشم.
جاء ذلك في تصريح ادلى به الشيخ د.محمد الصباح لـ «كونا» على هامش احتفال اقامته سفارتنا لدى سورية مساء امس الأول بمناسبة العيد الوطني 48 والذكرى 18 للتحرير حضره كبار المسؤولين في سورية تقدمهم رئيس مجلس الشعب محمود الابرش ووزير الخارجية وليد المعلم ووزير المالية محمد الحسين والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان.
وقال الشيخ د.محمد الصباح انه كان لموقف الرئيس الراحل حافظ الاسد اثر كبير في تدعيم الصف العربي لتحرير الكويت «وهو دين علينا نحفظه دائما لاخواننا في سورية».
واضاف «نحن اليوم نحتفل بهذه المناسبة الطيبة في هذا البلد الطيب وبين أهلنا واشقائنا في سورية وابناء عشيرتنا العربية الكبيرة»، معربا عن سعادته برؤية هذا الجمع الطيب في حفل السفارة الكويتية.
وقال «ان حضور الكثيرين من الوزراء في الحكومة السورية وكذلك رئيس مجلس الشعب وقيادات فكرية وادبية ودينية سياسية يعكس بالتأكيد مدى العلاقة وقوة التلاحم بين الشعبين السوري والكويتي».
واضاف «ندعو الله ان يديم علينا نعمة المحبة التي تجمع بين شعبينا بفضل حكمة القيادتين الرشيدتين».
من جانب آخر قال الشيخ د.محمد الصباح انه التقى خلال زيارته التي تأتي في إطار جولة عربية الرئيس السوري بشار الاسد وسلمه رسالة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد تتعلق بقرارات القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في الكويت في يناير الماضي والتي تعنى بالمواطن العربي البسيط وكيفية محاكاة معاناته.
من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ «الأنباء»: «ألف مبروك لشعب الكويت الشقيق ولصاحب السمو الامير».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريح لـ «الأنباء»: العيد الوطني للكويت هو العيد الوطني لسورية، يشعر كل السوريين بسعادة بالغة بهذه المناسبة الغالية عليهم جميعا، العلاقات متطورة جدا بين سورية والكويت وهي مثال يحتذى في العلاقات العربية ـ العربية.
هذه العلاقات التي بنتها القيادتان الكويتية والسورية تستند إلى عمق التاريخ وإلى المحبة المتبادلة والمصلحة المشتركة والاحترام المتبادل أيضا، لذلك أنقل وأعبر عن تحيات قيادة وحكومة سورية إلى قيادة وحكومة الكويت الشقيقة وعلى رأسها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد.
وأضاف المقداد: يسعدني أن أقول إن التحسن الذي يطرأ على العلاقات العربية ـ العربية بدأت معالمه تتجسد أثناء انعقاد القمة الاقتصادية العربية في الكويت، وهناك بوادر عميقة جدا وتوجهات لإعادة اللحمة العربية إلى ما كانت عليه سابقا لأننا بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى.
وردا على سؤال عن العلاقات السورية ـ المصرية ـ السعودية، قال المقداد: نحن نتطلع إلى عودة هذا الاطار الذي ظل خلال فترة تاريخية معينة فاعلا في الحياة السياسية العربية واستطاع ان يكون حاملا لكل معاني قوة العرب وتضامنهم، وسورية تسعى وسعت سابقا من أجل تفعيل هذا الاطار الذي يعبر عن رغبة عربية في أن نواجه كل المشاكل والصعوبات التي أمامنا والتحديات التي تواجه أمتنا من خلال موقف عربي، وهذا الثلاثي كان رافعة في العمل العربي المشترك ونأمل أن يعود لتأطير هذه التوجهات التي بدأت في الكويت والتي جاءت إثر إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن إرادة لتجاوز الماضي وبدء العمل لبناء الحاضر والمستقبل، لذلك الجهود مستمرة في هذا الاتجاه والرئيس الأسد عبر عن ترحيبه المباشر بمضمون ومعاني خطاب الملك عبدالله وهناك جهود الآن تسير نحو تحقيق هذا الأمل بأقصى سرعة ممكنة.
وفي رده على سؤال حول إمكانية قيام الرئيس الأسد بزيارة إلى السعودية قبيل القمة العربية في الدوحة، قال المقداد: أنا لا أستبعد أي توجه الآن من قبل القادة العرب للتحرك في هذا الاتجاه الذي أعتقد أنه مفيد للجميع.
وأشار المقداد إلى أن الرسائل التي تنقل الآن تتوجه نحو ردم الهوة القائمة ما بين الدول العربية وباقتراحات محددة لكيفية البدء في إنعاش روح التضامن العربي والموقف العربي الموحد، ونحن نعبر عن تفاؤلنا بذلك، خاصة أننا جئنا بالأمس من السعودية ولمسنا هذه المشاعر بشكل جيد ونأمل لكل هذه الجهود التي تبذل من قبل الأشقاء في كل الدول العربية أن تثمر وأن تضعنا جميعا أمام تحدياتنا بشكل مشترك.
وحول التقارير الإعلامية التي أشارت إلى عدم ارتياح مصري للتقارب السعودي ـ السوري، قال المقداد: هؤلاء مازالوا يفكرون بالطريقة القديمة ونعتقد أننا بحاجة لمزيد من الجهد من أجل ترسيخ التفاهم والأسس التي يجب أن يقام عليها هذا التفاهم لكن في هذا الجهد أثق في أن مصر ستكون عنصرا أساسيا.
وأشار المقداد إلى أن مشاركة وزير الخارجية السوري بمؤتمر شرم الشيخ لإعادة اعمار غزة «خطوة أخرى باتجاه تطبيق وتحقيق التوجهات التي وجهنا بها الرئيس الأسد»، وأضاف «نحن لم نكن ننظر للعلاقة السورية ـ المصرية بالتعقيدات نفسها التي نالت من العلاقة السورية مع دول عربية أخرى، لذلك نحن منفتحون ونتوجه لكل الدول العربية بما في ذلك الدولة الشقيقة الكبرى مصر من أجل محو الماضي والعودة إلى التضامن العربي الحقيقي لأن التحديات التي تواجهنا الآن تحديات كبرى، هناك حكومة متطرفة في إسرائيل ولا تعترف بفلسطين ولا تريد التفاوض مع الفلسطينيين ولا تحترم حقوق العرب ولا تريد دورا لمصر، فالخلافات هي بين العرب جميعا وإسرائيل وليس بين العرب فيما بينهم».
من جهته، قال سفيرنا في دمشق فهد العوضي «أرفع لمقام صاحب السمو الامير كل آيات التهاني بهذه المناسبة وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء والحكومة الرشيدة والشعب الكويتي الأصيل، ونحن اليوم في سورية بين أهلنا نحتفل بهذه المناسبة وهذه السنة المناسبة لها طعم خاص بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وحضور ثلة من وزراء في الحكومة السورية، وهذا الحضور الكبير يعكس مدى الحب والمودة بين الشعبين والقيادتين، ونتمنى أن تكون أيامنا في كل الوطن العربي أعيادا وحبا».
من جهته، قال أمين عام البرلمان العربي عدنان عمران: أهنئ الكويت قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة الأغلى في حياة أي شعب يكون حرا مستقلا، ونهنئ الكويت باستعادة دورها العربي القومي وبالقمة الناجحة التي انبثقت عنها إضاءة لمجال إصلاح العمل العربي المشترك التي نرجو لها أن تعم وتنجح، ونتمنى أن يتصاعد الدور القومي في كل عاصمة عربية لكي ننتهي من حالة الفرقة والخلافات، وأشدد هنا على أنه لا يكفي تنسيق أو تضامن عربي، بل المطلوب إقامة أسس لهيكل اتحاد عربي تماما كما فعلت الدول الأوروبية وهذا الذي يضع العرب على خارطة العالم من جديد والذي يوفر الأمن القومي والأمن المنفرد لكل دولة عربية ولا بديل عن ذلك اليوم وغدا.
بدورها قالت الوزيرة بثينة شعبان: نهنئ الشعب الكويتي والحكومة الكويتية بالعيد الوطني، الكويت بلد غال وعزيز على سورية، وسورية عبرت أكثر من مرة على عمق العلاقة التي تربطها بالكويت الشقيقة، ونحن سعداء بالدور الذي تؤديه الكويت من احتضان للعمل العربي ومحاولة لم شمل وتوحيد الصف العربي، ونحن نعتبر أنفسنا جزءا من هذا الجهد والمساهمة الفعالة لكي نوحد كلمة العرب ويتخذوا المواقف التي تخدم حقوقهم وقضاياهم ونحن نعتبر مواقف الكويت مواقف مشرفة وتخدم الحق العربي.. نهنئهم جميعا ونتمنى للكويت وشعبها كل الخير والتقدم.
من جانبه، قال وزير المالية السوري د.محمد الحسين: كل عام وشعب الكويت وقيادته وحكومته بخير ونحن سعداء بهذه المناسبة الغالية علينا فنحن نحتفل أيضا بتطور العلاقات الثنائية بين سورية والكويت في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، لذلك نحن نشارك أشقاءنا هذه المناسبة الطيبة وكل عام وأنتم بخير.