القاهرة ـ هناء السيد
أكد الرئيس المصري حسنى مبارك امس ضرورة تضافر جهود علماء الامة ومفكريها للنهوض بالفكر الاسلامي «حتى يمكن تلافى اوجه القصور وتجنب عوامل الضعف لينفتح الطريق أمام فكر اسلامي خلاق قادر على قيادة المسيرة».
واوضح في كلمة لدى افتتاح المؤتمر السنوى الـ 21 للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء د.احمد نظيف، ان التجديد والتغيير من سنن الحياة التي صاحبت مسيرة الحياة والاحياء منذ بدء الخليقة.
ورأس وفدنا الى المؤتمر وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح اضافة الى سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية يوسف الحجي.
وأوضح الرئيس مبارك ان الاسلام بطبيعته دين متسق مع سنن الحياة والفطرة الانسانية ويشجع على التجديد المستمر لحركة الحياة والمجتمع وصولا الى الافضل في جميع المجالات، معتبرا ان التجديد لا يأتي من فراغ ولا يتيسر للمنغلقين على انفسهم.
ورأى ان القضية المصيرية اليوم امام الامة الاسلامية تتمثل في «قضية التراخي عن مواكبة التقدم في شتى مناحي الحياة في المجتمعات الاسلامية»، مؤكدا ضرورة تمكين العقل من ان يأخذ دوره كاملا لإنقاذ الامة وتحقيق نهضتها وتقدمها.
وأشار في هذا الاطار الى «أن انشغال الامة بقضايا هامشية لا جدوى منها يعد تعويقا لها عن مسيرتها نحو التقدم»، مضيفا «انه قد آن الاوان لأن ينهض المسلمون مجددا ويدركوا معطيات العصر ويلتفتوا الى الاصلاح والتجديد على جميع المستويات خاصة تطوير الفكر ومنظومة التعليم».
واعرب الرئيس مبارك عن اعتقاده «ان مشكلة الاسلام اليوم ليست في خصومه لأن امرهم معروف ومكشوف لكنها في ابنائه الذين يحيدون عن صحيح الدين وجوهر تعاليمه ويدخلون بالمسلمين في دروب وطرق تؤدى الى التطرف والرجوع الى الوراء».
ولفت في الوقت نفسه الى «أن طريق الاسلام واضح لا عوج فيه وهو الصراط المستقيم كما يؤكد القرآن الكريم»، مبينا «ان الشريعة الاسلامية تمتاز بالمرونة والوسطية مما يجعلها تتجاوب دائما مع مصالح الناس في كل زمان ومكان».
وأشار كذلك الى أن الشريعة الاسلامية «ستظل دائما متجددة ومواكبة لكل تقدم حضاري مادام هناك من يدركون اهمية الاجتهاد ويفهمون الحديث النبوى في تجديد الدين على الوجه الصحيح».
وحث الرئيس المصري على ان يجدد العالم الاسلامي نفسه وينطلق الى آفاق التقدم والرقي متسلحا بالعلم والمعرفة «حتى يوفر لابنائه سبل الحياة الكريمة والاسهام بفاعلية في امن واستقرار وسلام العالم».
بدوره، اكد وكيل وزارة الاوقاف ورئيس الوفد المشارك في المؤتمر د عادل الفلاح اهمية التجديد في الفكر الاسلامي مع الحفاظ على الثوابت والهوية العربية، مشيرا الى حرص الكويت على المشاركة في المؤتمر الاسلامي الذي يضم نخبة من العلماء والمفكرين من الشرق والغرب للحوار من اجل التواصل.
واضاف ان الكويت تشارك بورقة عمل مقدمة من مدير العلاقات الخارجية وشؤون الحج بالوزارة مطلق القراوي.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة نحو 166 شخصية وعالم ومفكر من مصر و95 دولة عربية وإفريقية وآسيوية وأوروبية و10 منظمات عالمية عدة محاور منها تحديد مفاهيم الاجتهاد والتجديد والحداثة والابداع والجمود والتقليد وضرورة التجديد في الفكر الاسلامي في الفقه وعلم الكلام والتصوف وأصول الفقه.
وينتظر أن يناقش المؤتمر مناهج تجديد الفكر الإسلامي من حيث مناهج التعامل مع القرآن والسنة والتراث وفقه الواقع والتعددية الفكرية المذهبية والتعامل مع الآخر، فضلا عن عرض نماذج من التجديد وميادينه.