حنان عبدالمعبود
كثيرا ما تتساءل الأم التي لديها طفل مصاب بالسكر عن نمط الحياة التي يجب ان تتخذها سبيلا لحياة طبيعية، وحول هذا الموضوع أقامت مستشفى هادي محاضرة توعوية تحت عنوان «دور الأم في حياة أفضل مع السكر» ألقتها الاستاذة في طب الأطفال بجامعة الكويت سابقا واستشاري الغدد الصماء والسكر في مستشفى القاهرة التخصصي ونائبة رئيس جمعية مساعدة الأطفال المصابين بالسكر «سكر مضبوط» د.عزة شلتوت تناولت خلالها النظام الغذائي والعلاجي ونمط الحياة الملائم للطفل المصاب بالســكر.
وفي بداية الندوة قام المدير الطبي لمستشفى هادي د.محمد الشربيني بتقديم الطبيبة الزائرة د.عزة شلتوت قائلا انها صاحبة خبرة في الغدد الصماء وعلاج السكر وخاصة في مجال الأطفال، مضيفا انها كانت في السابق استاذة في جامعة الكويت ورئيسة قسم الأطفال في احد مستشفيات وزارة الصحة ولكنها انتقلت للعيش في بلدها مصر الى ان اتيحت الفرصة لنستضيفها كخبيرة بالمستشفى، وهذا ما نحرص عليه وادارة المستشفى باستقطاب الخبرات المتميزة في كل المجالات الطبية المختلفة، وكذلك تقديم سلسلة من المحاضرات التوعوية المفتوحة للجمهور لنشر الوعي الصحي.
وقد عرفت د.شلتوت مرض السكر بأنه ارتفاع نسبة السكر بالدم فوق المعدل الطبيعي نتيجة نقص افراز هرمون الانسولين او عدم فاعليته او كلاهما معا، وأضافت ان الانسولين هو هرمون تفرزه خلايا خاصة في البنكرياس وهي خلايا بيتا وهو يعمل على تنظيم نسبة السكر في الـــدم.
وأشارت د.شلتوت الى أنواع السكر، قائلة انه ينقسم الى انواع 3 وهي النوع الأول والثاني وسكر الحمل، مضيفة ان النوع الأول قد تتسبب في الاصابة به عدة عوامل اهمها الخلل بالجهاز المناعي الذي قد يحدث نتيجة التهاب ڤيروسي يصيب غدة البنكرياس، وعوامل بيئية تنتج عن بعض الأمراض الالتهابية الڤيروسية مثل «الكوكساكي» والحصبة الألمانية اثناء الحمل.
وذكرت أن سكر الأطفال موجود في البلدان المتقدمة والبلدان ذات المستوى الطبي العالي مثل البلدان الاسكندنافية ففنلندا تضم أعلى معدل للسكر بالعالم وهو 40 حالة بين كل 100 ألف طفل.
وأكدت د.شلتوت ضرورة اتباع التعليمات الخاصة بالقياس الصحيح لنسبة السكر وبالتالي متابعة العلاج بشكل صحيح كما تناولت حالات الطوارئ التي قد تحدث فيها هبوط في السكر وعلاماته وأسبـــاب حدوثـــه وعلاجــه.
واستعرضت الأغذية التي يتناولها الطفل وقالت ان تغذية الطفل المصاب بالسكر تشبه الى حد كبير تغذية الطفل الذي ليس لديه اصابة مع الأخذ في الاعتبار ان العلاج بالانسولين يحتاج الى تنظيم غذائي للمحافظة على نسبة السكر في الدم.
مشيرة الى ان الاحتياجات اليومية للسعرات الحرارية يستمدها الطفل من نسبة الكربوهيدرات 55% والبروتين 15% والدهون 30%.
وبينت ان العامل الآخر هو الوراثة التي تلعب دورا مهما في الإصابة بهذا النوع من السكر لوجود چينات وراثية معينة لها دور في المناعة.
واستعرضت د.شلتوت اعراض مرض السكر لدى الأطفال واعراض الحموضة بالدم وأسس العلاج والعلاج بالانسولين كما تناولت الدراسة التي اجرتها ومجموعة من الأطباء في الكويت ومنهم د.عبدالله بن نخي ود.منيرة العروج.
وأشارت الى انهم وجدوا ان مرض السكر زاد بنسبة كبيرة من الثمانينيات حيث كان يمثل 4 حالات بين كل 100 ألف طفل تحت سن الخامسة عشرة الى ان وصل الى 20 حالة في كل 100 ألف طفل تحت الخامسة عشرة وهذه الدراسة كانت ضمن بحث عالمي وشكلت هذه النسبة مفاجأة لانها مرتفعة نسبيا في البلاد العربية لأنه اكبر عدد لانتشار المرض وتخلل المحاضرة العاب وتسالي للاطفال ومسابقات في قسم خاص تضمن رسما على الوجوه وهدايا.