ليلى الشافعي
ردت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح على اتهامات الخارجية الأميركية للعمل الخيري الكويتي بأنه داعم للإرهاب بالقول: يجب ألا نسمع لهذا الكلام. لأن مثل هذه الأمور السلبية من شأنها ان ترجعنا الى الخلف، ونحن يجب ان نمضي في أعمالنا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
وأضافت الصبيح في تصريح صحافي على هامش رعايتها احتفال مرور 30 عاما على تأسيس العمل الخيري في جمعية الإصلاح الاجتماعي «الرحمة العالمية» في فندق الريجنسي مساء امس الأول: أنا شخصيا رددت على هذه الاتهامات وقلت انه وحسب الأوراق والمستندات وحسب جميع المنظمات الدولية التي زارت الكويت أكدنا في اكثر من مناسبة ان الجمعيات الخيرية تعمل وفق القوانين واللوائح المنظمة في هذا الاتجاه، وهذا هو أفضل رد على تلك الاتهامات.
وتابعت: هذه الاتهامات غير موزونة وليست معتمدة على بيانات صحيحة، معتبرة ان مشاركتها في احتفال مرور 30 عاما على تأسيس العمل الخيري في جمعية الإصلاح الاجتماعي «الرحمة العالمية» جاءت متوافقة مع إيمان وزارة الشؤون بالمشاركة المجتمعية بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
وقالت: جمعيات النفع العام بمختلف مشاربها هي اللبنة الأساسية لجميع الأمور التي تهم المجتمع، ونحرص نحن في وزارة الشؤون على ان نكون شريكا يدا بيد مع كل جمعيات النفع العام ويتجسد ذلك في حرص الوزارة على المشاركة في اي احتفال تقيمه جمعيات النفع العام.
وأضافت: من وجهة نظري مشاركتنا مع هذه الجمعيات في اي احتفال او مناسبة هي مد يد العون أكثر من أن نكون الرقيب او الحسيب على هذه الجمعيات، مبينة ان المخطئ سنطبق عليه القانون ولكن بودي ان تعمل وزارة الشؤون يدا بيد مع كل جمعيات النفع العام على اختلاف توجهاتها لأن لكل جمعية هناك خط وأهداف وانها لو سارت حسب أهدافها فسنحقق تنمية مستدامة لهذا البلد.
وقالت ان النجاحات الكيرة التي وصلت إليها جمعيتكم الغراء وأخواتها من جمعيات ومؤسسات العمل الخيري الكويتي ما هي إلا تعبير عن حجم ونوعية الجهد الذي تبذلونه وتبذله تلك الجمعيات والمؤسسات والدليل على ذلك المستوى العلمي والمهني والشفافية التي تحققت من خلال نيل جوائز التقدير والتميز وهو بالفعل جهد يستحق الإشادة والدعم والمؤازرة التي جسدتها رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد للعمل الخيري وإشادته بإنجازاتها، وما أبداه سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد من تشجيع وإشادة بالدور الخيري للكويت وما توليه حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك من اهتمام ودعم للعمل الخيري».
وفي كلمتها خلال الاحتفال اكدت الوزيرة هند الصبيح ان الرحمة العالمية تمثل وجها ناصعا من أوجه الخير للكويت ويدا ممدودة بالعطاء والتنمية طالت شعوبا ومجتمعات من مشارق الأرض ومغاربها، مترجمة عطاء خيريا كريما لم يزل منذ القدم سمة بارزة من سمات هذا البلد المعطاء الكويت.
وقالت: يسعدني ان أشارككم احتفالكم بمرور 30 عاما من العطاء الخيري لجمعية الإصلاح الاجتماعي ممثلة في مؤسستها المختصة في العمل الخيري الخارجي «الرحمة العالمية» هذا العمل الذي تربت عليه أجيال الكويت المتعاقبة على حسب الخير وعمل الخير فورثه السابقون من الآباء والأجداد للاحقين من الأبناء والأحفاد، حتى غدا عادة راسخة وسلوكا أصيلا، وطبيعة متجذرة في نفوس أهل الكويت لم يمنعهم منها فقر أو ضيق ذات يوم ولم ينسهم إياه غنى او ترف، فهو معهم في العسر واليسر.
وأضافت: لقد اهتمت الكويت عبر تاريخها بالعمل الخيري في الداخل والخارج فأطعمت الجائع وأغاثت الملهوف، ومدت يدها بجميع أشكال العون والمساعدة وتلك اياديها البيضاء وخيرها العميم الذي تدفق في مدار مختلف الأقطار الشقيقة والصديقة، يعفي اثار الفقر، ويردم هوة التخلف، ويشيد ويبني ويمنح الناس الى الحياة سببا وأصلا بإذن الله.
ولفتت إلى أن ما قامت وتقوم به جمعية الإصلاح الاجتماعي من جهد خيري نبيل هو فرع لتلك الدوحة الباسقة، وغصن رطيب لتلك الشجرة الوافرة الظلال، وما مؤسسة الرحمة العالمية التي نشارككم اليوم الاحتفال بمرور 30 عاما على تأسيسها إلا وجه بارز لهذا العمل الخيري المبارك، تشارك فيه مع اخواتها من الجمعيات الخيرية الكويتية، والذي جعل الكويت رائدة في العمل الخيري على المستوى الدولي، وأبرز دورها المشرف على مستوى الجهات الخيرية الحكومية والأهلية، في منظومة تكاملية جعلتها محط أنظار الدول في العالم وموطن الاستفادة من رصيد خبراتها في هذا الميدان المبارك، وإن هذا التكامل في الأدوار هو ما نسعى لتدعيمه وترسيخه بدور داعم ومساند من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي ستظل داعمة لهذا العمل الخيري المبارك.
وقالت: ليست النجاحات الكبيرة التي وصلت إليها جمعيتكم ومؤسستكم الغراء وأخواتها من جمعيات ومؤسسات العمل الخيري الكويتي الجاد إلا تعبيرا عن حجم ونوعية الجهد الذي تبذلونه، وتبذله تلك الجمعيات والمؤسسات، ودليلا على ذلك المستوى العملي والمهني والشفافية التي تحققت، ونلتم بفضل الله عنها جوائز التقدير والتميز، وهو بالفعل جهد يستحق الإشادة والدعم والمؤازرة، والتي جسدتها رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للعمل الخيري وإشادته بإنجازاتها، وما أبداه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد من تشجيع وإشادة بالدور الخيري للكويت، وما توليه حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك من اهتمام ودعم للعمل الخيري.
من جهته، قال الأمين العام للرحمة العالمية يحيى العقيلي: يجب علينا في هذه المناسبة أن نقر لله تعالى بالفضل والكرم علينا وعلى أهل الكويت بأن قيض جمعية الإصلاح واخواتها من الجمعيات واللجان الخيرية لترسيخ العمل الخيري الذي حببه ربنا جلّ وعلا لأهل الكويت، فذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، فالعمل الخيري قد ضرب بجذوره في أعماق قلوب أهل الكويت منذ القدم، فأصبح عبادة مستدامة وسلوكا محببا وطبيعة متأصلة ولا نبالغ إذا قلنا انه سجية وسمة من سمات أهل الكويت لم يرتبط بالمستوى الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، فقد كان آباؤنا يقتسمون لقمة العيش التي ينتزعونها من أعماق البحار مع الفقير والمحتاج.
واستعرض العقيلي مسيرة العمل الخيري في جمعية الإصلاح الاجتماعي قائلا في عام 1982 تأسست لجنة العالم الإسلامي في جمعية الإصلاح الاجتماعي ليبدأ العمل الخيري المؤسسي خطواته المباركة الأولى، وليبدأ سفراء الخير مسيرتهم الميمونة في بقاع العالم على المستوى الإغاثي، حيث النكبات والكوارث، وعلى المستوى الخيري التنموي في المشروعات التي استهدفت بناء الإنسان، تلتها بعد ذلك اخواتها من اللجان الخيرية في الجمعية فكانت لجنة الدعوة الإسلامية التي اتجهت شرقا في القارة الآسيوية ثم لجنة المناصرة الخيرية التي اتجهت لبلاد الشام ثم لجنة افريقيا للإغاثة، واقتضى مسار العمل المؤسسي وتطوره أن تنضوي تلك اللجان تحت مظلة مؤسسية واحدة، فكانت الأمانة العامة للجان الخيرية التي شرعت في توحيد السياسات والنظم الإدارية والمالية فضلا عن تبادل الخبرات الخيرية وتوثيقها في التسعينات، لتنتقل بعد في الألفية الى الامانة العامة للعمل الخيري التي تحولت فيها تلك اللجان الى قطاعات جغرافية اربعة: (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، والعالم العربي) ولتتوج مؤخرا تحت ذلك الاسم المعبر عن رسالتنا الخيرية «الرحمة العالمية» فهي رحمة بإغاثة ملهوف، وكفالة يتيم، ورعاية اسر متعففة، وتعليم جاهل، وعلاج مريض، وإعانة فقير ليكسب بيده، وبناء مساجد يرتادها العابدون، وحفر آبار تروي الإنسان والأرض، وغيرها من مشروعات خيرية، تمتد في العالم ما وسعها الامتداد والتمدد حيث وصلت انشطتها لأكثر من أربعين دولة، وانتشرت مكاتبها في اكثر من عشرين منها.
وقد توجت هذه الجهود بفضل الله تعالى بحيازة الرحمة العالمية جائزة المؤسسة الخيرية الأولى في العالم العربي للشفافية من مجلة فوربس، وجوائز اخرى لبعض مكاتبها في الخارج وهو ما سنعرضه في الفيلم الخاص بهذه المناسبة.
من أجواء الحفل
٭ شهد الحفل حضورا كبيرا ومنوعا وتم عرض فيلم تعريفي عن الرحمة العالمية عرض فيه أبرز المحطات التي مر خلالها العمل الخيري عبر الرحمة العالمية وأهم انجازاتها وما حصلت عليه من شهادات عالمية من مؤسسات رسمية وشعبية ومن تزكيات.
٭ تم عرض شرح مختصر للنظام المتكامل لإدارة العمل الخيري «cmws» وهو النظام الآلي الذي يعتبر أحد أهم انجازات الرحمة العالمية في اطار تطوير الأداء والعمل المؤسسي الذي تعتمده حيث يعتبر البرنامج نقلة نوعية على مستوى المؤسسات الخيرية العربية العاملة في المجال الانساني.
٭ شهد الحفل حضورا فاعلا من مستويات وشرائح مختلفة حيث حضر الحفل عدد من الاعلاميين ورجال الاعمال ورموز العمل الخيري والانساني في الكويت.
٭ أعلن الأمين المساعد لشؤون العلاقات العامة والاعلام عبدالرحمن المطوع عن اصدار دليل الخير وهو اول اصدار خيري يضم خريطة منوعة للمشاريع الخيرية التي تقوم على تنفيذها «الرحمة» بجانب وضع احصائيات موثقة عن انجازات الرحمة العالمية عبر كل فئة من فئات المشاريع الخيرية كرعاية الايتام والمجمعات التنموية والمشاريع الموسمية والكسب الحلال وغيره.
أُحب الإصلاح والرحمة
بقلم: يوسف عبدالرحمن
[email protected]
من منا لا يحب الإصلاح؟
ومن منا لا يحب الرحمة؟
إصلاح ورحمة مسميان متلازمان.
خبرهما أهل الكويت وأحبوهما منذ القدم.
بالأمس حضرت احتفال «الرحمة العالمية» بمناسبة مرور 30 عاما من العطاء والرحمة لأكثر من 42 دولة حول العالم.
بالأمس رجعت بي الذاكرة لأكثر من 50 عاما وليس 30 عاما لأن جمعية الإصلاح هي امتداد لجمعية الإرشاد والمباركة التي أسسها خيرة اهل الكويت عام 1372 هجرية الموافق 1952 ميلادية ثم تم إشهار جمعية الإصلاح عام 1963.
ولأنني أُحب الكويت..
وأُحب الرحمة..
وأُحب الرجنسي وأهله..
ذهبت امس مساء إلى الاحتفالية ولم أعجب عندما شاهدت آلافا من السيارات تسكر شارع التعاون في بيعة علنية لشعب الكويت الذي يمتد بين ما هو صالح وقادح وطيب وخبيث، وكأن هذا الحضور الجماهيري يقول لا لكل المتقولين والحاقدين والحاسدين.
كان المشهد الخارجي رسالة لكل العالم بأن الشعب الكويتي يدعم هذا العمل الخيري المنظم.
بالأمس أهل الكويت أعلنوا تأييدهم لكل طرح الوسطية الرشيد الذي اكتست به جمعية الاصلاح الاجتماعي ومن قبلها جمعية الإرشاد من عمل خيري ودعوي منظم وبعيد كل البعد عن الارهاب والفتن.
ومضة:
شكرا للعم يوسف عبدالله النفيسي ـ رحمه الله - أول رئيس لجمعية الإصلاح الاجتماعي.
وشكرا للعم يوسف جاسم الحجي ـ شفاه الله - (ادعوا له) يعالج حاليا في ألمانيا.
وشكرا للعم عبدالله العلي المطوع ـ رحمه الله - كان صاحب الحكمة دائما خاصة في مؤتمر جدة التاريخي.
وشكرا لأستاذي حمود حمد الرومي ـ أطال الله في عمره (بذمتكم هذا ارهابي)؟!
والشكر موصول لمشايخنا عبدالله العتيقي، جاسم مهلهل الياسين، احمد الفلاح، د.خالد المذكور، يحيى العتيقي، مبارك سعدون المطوع، فهد الشامري، بدر بورحمة، عبدالعزيز الجيران، المهندس عبدالرحمن العجمي، والغائب الحاضر دائما أخونا الحبيب عبداللطيف الهاجري طيب الله ثراه.
آخر الكلام:
الرحمة العالمية أنجزت: 7048 مسجدا، و143 مركزا تنمويا، و275 جامعة وكلية ومعهدا، و27134 بئرا وبراد ماء، وبناء 383 مستشفى ومستوصفا ومركزا وعيادة، وترميم 4195 منزلا للفقراء والمعوزين وصرف 30 ألف حقيبة مدرسية، وتشغيل 121 مخبزا مجانيا، وكفالة 173106 ايتام وطلاب اضافة الى المشاريع المتخصصة بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والأضاحي وإفطار الصائم ومشاريع الكسب الحلال مثل الأبقار الحلوب، المكائن، القوارب.
يبقى أن أقولها ومعي فئة كبيرة من الشعب الكويتي الوفي:
إني لمن قوم بهم شمم
قومي العلى والعز والشرف
أبعد هذه الأرقام والإنجازات من يقول ان هذه الجمعية يجب ان تغلق؟
الناس المتحضرة في العالم تحترم الارقام والانجازات ولا تلتفت الى الترهات والاشاعات والاوهام.
أنا أحب الكويت بلدي.
وأحب الرحمة.. ممارسة وسلوكا وكيانا.