أجرت الحوار: مريم بندق
كلما التقيت النائب والوزير السابق والمرشح الحالي لعضوية مجلس الأمة عن الدائرة الأولى د.يوسف الزلزلة أتحسر على تلك السنوات الضائعة التي لم تستفد فيها الكويت من أمثال هؤلاء الرجال الوطنيين المخلصين الذين انصهروا حبا وارتباطا وعطاء في بوتقة وطن كبير جميل معطاء اسمه الكويت.
ود.يوسف الزلزلة أحد أولئك الرجال الذين استطاعوا قولا وعملا تخطي المسميات الدخيلة على المجتمع الكويتي كالطائفية والقبلية والفئوية، ووضعوا نصب أعينهم الكويت مدركين أنه لا يوجد أغلى ولا أعز من الكويت كما جاء في خطاب صاحب السمو الأمير.
وإن أهم ما يميز د.يوسف الزلزلة مثل كثير من رجالات الكويت العلم الوفير والثقافة متعددة الأوجه والنفس المؤمنة الراضية والحكمة والخبرة الواسعة والبصيرة والروية ودماثة الخلق والأسلوب الراقي والصوت المتميز الذي يصدح بالحق للكويتيين جميعا بصرف النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم وقبائلهم فهم أولا وأخيرا عنده كويتيون.
ولأسباب لا تخفى على أحد فيوسف الزلزلة أحد هؤلاء الرجال الذين آثروا الابتعاد عن الساحة السياسية وكان لابتعادهم أثر سلبي على مسيرة التعاون بين السلطتين فوضعت المصلحة العامة جانبا وعرقلت خطط التنمية وحل محلهم اشباه النواب ممن لديهم أهداف ذاتية وقتية وفئوية ضيقة يملكون فقط الصوت العالي كالابواق الفارغة من العقل والتفكير والحكمة والإدراك والفهم الذين استندوا في أهدافهم الى دغدغة مشاعر المواطنين لمكاسب هي اشبه بأحلام اليقظة إذا ما تحققت تحولت إلى كوابيس للأجيال القادمة.
د.يوسف الزلزلة الذي خص «الأنباء» بحوار مطول يعرف ويدرك تماما واجبات النائب كما حددها الدستور ويؤمن بأن أداة الاستجواب دستورية محببة بل ومطلوبة ويؤكد ان صاحب السمو الأمير عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء في العام 2003 كان يدفع النواب ـ وكان د.يوسف الزلزلة أحدهم ـ لتقديم استجواب لإصلاح أي خطأ يرى النواب أن أحد الوزراء وقع فيه.
لكن د.يوسف الزلزلة يعلنها بكل جرأة وصراحة أن أداة الاستجواب في الفترات الأخيرة انحرفت عن دورها الطبيعي واستخدمت في غير محلها ومكانها الصحيحين واصبحت أداة تعسف في ايدي بعض النواب ويؤكد أن هناك اغلبية اتسمت بالعقل وهو في ذلك لا يتوانى عن الاعلان عن مقترح لمحاسبة النواب الذين انحرفوا عن الأعراف البرلمانية والأخلاق الكويتية الأصيلة، وتعرضوا بالقول والفعل الى اشخاص الوزراء وعائلاتهم باطلاق عبارات والفاظ لم ندرج عليها في مجتمعنا الكويتي.
مرشح الدائرة الأولى د.يوسف الزلزلة يدعو إلى عدم كسر الأعراف «فالأعراف يجب الا تكسر فبوجودها ومع استخدام النواب للادوات الدستورية مضت الحياة السياسية طوال 45 عاما من اروع ما يكون وهو في ذلك يتذكر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد فيقول: أُكبر في الشيخ ناصر المحمد هذه الروح العالية في التعامل مع جميع الأحداث السياسية فهو رجل كبير بأسلوبه الراقي في التعاطي مع الحالة السياسية وعند سؤاله عن رأيه في إعادة الجمع بين ولاية العهد ورئاسة الوزراء يجيب بحزم «لنترك هذه القضية لصاحب السمو الأمير أطال الله في عمره فهو من يحدد مصلحة البلد وبيده الأمر لأن الدخول في مثل هذه الأحاديث لن يوصلنا إلى رأي مفيد، فالأمر ليس بأيدينا».
د.يوسف الزلزلة يرى ضرورة تنقيح الدستور ويستند في قناعاته إلى أن الدستور ذاته يقول انه بعد مرور 5 سنوات من العمل به ينبغي النظر في تنقيحه وعلى الرغم من مرور 46 عاما على العمل بالدستور فنحن متخوفون من المساس به، د.يوسف الزلزلة في حواره لم يعف الحكومة من المسؤولية وهو في ذلك يقول: «بالفعل الحكومات السابقة أخطأت خطأ فادحا جدا فهي لم تقدم حتى الخطة الاستراتيجية بالرغم من الوعود الكبيرة المتتالية لها» ويعول د.الزلزلة الفشل الحكومي في منهجية تشكيل الحكومة التي تعتمد مبدأ المحاصصة والتوازنات السياسية «حيث رأينا ان النتائج جاءت عكسية ولم يستطع الوزراء الذين ينتمون الى التيارات السياسية منع نواب هذه التيارات من تقديم استجوابات لسمو رئيس الوزراء».
مرشح الدائرة الأولى د.يوسف الزلزلة وصف الإعلام الحكومي بأنه «مقصر حتى النخاع بل ان الحكومة لم تستطع تســويق انــجازاتها وتركت الفراغ الإعلامي ليسده البعض حتى من النواب بمعلومات خاطئة وغير دقيقة وعلى الرغم من تقصيرها نجدها توجه اللوم الى بعـض وسائل الإعلام لتحري الدقة».
ومـا يــميز الحوار مع د.يوسف الزلزلة انه يطرح مقترحات ورؤية للمعالجة وفي ذلك فهو يعلن ان وزارات التربية والإعلام والأوقاف عليها مسؤوليات وصفها بأنــها خطيرة ومــــفصلية وعليها أن تسـارع فــــي تنفيذها.
حوار د.يوسف الزلزلــة مـــرشح الدائرة الأولى تطرق الى قضـــايا عديدة ومختلـــفة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )