فرج ناصر
قال مرشح الدائرة الـ 3 عبدالله المعيوف ان أزمة الحكومة ومجلس الأمة هي في رأيي من أسوأ الأزمات التي مرت على تاريخ الكويت السياسي، مضيفا ان المجلس تم حله 3 مرات وتشكلت الحكومة 5 مرات وهذا أكبر دليل على ان هذا المجلس وهذه الحكومة لم يكن هناك بينهما أي تناغم أو انسجام سواء في الفكر أو العمل ولا حتى في الرؤية، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي يوم أمس الأول في منطقة كيفان.
واضاف ان الذي يشاهد تشكيل الحكومة وتشكيل المجلس الفائت يعرف تماما ان هناك مشروع أزمة من نهاية الانتخابات وبدأت بتصريحات الكثير من النواب، موضحا ان هذا دليل على ان هناك في الأنفس ما يحمل عدم رضا واقتناع بتشكيل هذه الحكومة.
وبين ان الأزمات، في كثير من الأحيان، كنا نرى كمراقبين انها لا ترقى لأن تكون حتى في مستوى أزمة لأنه كان من الممكن ان نحلها بجلسة أو تفاهم أو باتصال، لكن أحسسنا ان هناك من يريد التصعيد والتأزيم، مضيفا ان الأيام التي مرت بعد هذه الأزمات أثبتت ان هناك من يريد التأزيم من أجل التأزيم وهناك من يريد التأزيم لأجندته الخاصة أو أجندة حزبه أو تنظيمه أو تكتله والتي تفرض عليه هذه الأزمات، مؤكدا ان الحكومة كانت جزءا وهو كبير، من هذه الأزمة وذلك بتخبطها في الكثير من قراراتها ولتراجعها في الكثير من قراراتها وقوانينها إما خوفا أو مداراة، والأدهى من هذا ان الحكومة ساهمت مثل بعض النواب في عدم احترام القانون والدستور.
واشار المعيوف الى ان الحكومة المفروض عليها ان تحارب الفرعيات تجدها تصوت في انتخابات نائب رئيس مجلس الأمة مع من ظهر في الفرعيات ومع من قاوم رجال الأمن أثناء توجههم لإيقاف الفرعيات، متسائلا كيف نثق في حكومة ونتعامل معها وهي تضع قانونا مع مجلس الأمة والمفروض ان تطبقه ومن ثم تجدها تقف مع من كسر القانون؟، مضيفا ان الحكومة على قدر المساواة مع أعضاء مجلس الأمة في هذا التأزيم.
واشار المعيوف الى ان هذه الأزمات أوقفت حال البلد والتنمية فيها وتوقفت الخدمات وتراجعت الكويت على كل المستويات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي وحتى سمعة الكويت بالخارج بدأت تهتز نتيجة لهذه الأزمات والتناقضات ونتيجة لهذه الممارسات التي تمت ما بين بعض أعضاء مجلس الأمة والحكومة وبين الأعضاء والأعضاء داخل مجلس الأمة، لافتا الى اننا نحن الذين دفعنا الفاتورة وأبناؤنا ومستقبل أبنائنا ومستقبل البلد.
وتحدث المعيوف عن الأزمة الاقتصادية وتحديدا عن القانون الأخير حيث قال انه وفي داخل اللجنة المالية في مجلس الأمة هناك نواب لهم مصالح مالية وفي شركات يملكونها متأثرة فبدأ التدخل في تغير القانون حتى يضمنوا ان تتحقق مصالحهم الخاصة والمالية، مضيفا انه عندما طرح موضوع إسقاط القروض وفوائد القروض اصبح البعض يبحث عن فتوى وتمكن من إيجادها وهي التي تقول انه لا يجوز إسقاط فوائد القروض لأنها فوائد ربوية، متسائلا لماذا الآن فوائد هؤلاء المساكين أصبحت فيها فوائد ربوية ودعم الحكومة عن طريق البنوك واعطاء شركاتهم قروضا عن طريق بنوك ربوية حلال؟ مضيفا ان الكيل بمكيالين من البعض هو الذي أوقف مشاريع الاقتصاد والتنمية وحتى هذا القانون سيقف في المجلس القادم لأنهم تدخلوا فيه لصالح بعض شركاتهم.
وعلى المستوى الرياضي بيّن المعيوف ان الحكومة لديها قوانين منذ 2007 يطلق عليها قوانين الاصلاح الرياضي فلا هي طبقت هذه القوانين ولا هي طبقت قوانين الاتحاد الدولي فمسكت العصا من المنتصف ومنذ 2007 والى الآن لم تحل مشكلة الرياضة، مضيفا ان ثلاثة وزراء جاءوا الى الوزارة وكل واحد منهم يعطيها للذي يليه، وكل وزير يتخلى عن مسؤولياته لأن حكومة اللاقرار واللاانجاز واللاقانون هي التي بيدها القرار، فهي ليست قادرة على اتخاذ القرار ولم تترك غيرها يأخذ القرار.
وقال: ان خوفنا من كل هذه الازمات والتصعيد ان يكون متعمدا ومخططا له وباتفاق مع من يريد ويرغب في وأد الديموقراطية ومن يسعى الى ضرب مجلس الامة وتعطيل الدستور، وانا أشك ان هناك البعض من اعضاء مجلس الامة مشارك في هذه الجريمة، مشيرا الى ان الخوف كل الخوف بعدما وصل الشعب الكويتي الى هذه الحالة من اليأس من العزوف حتى عن المشاركة، حيث كانت الندوات تمتلئ بالمواطنين، فبدأ الآن الناس لا يقتنعون بهذا الطرح ولا يقتنعون بوجود مجلس الامة، مضيفا ان اكبر خوف اليوم ألا نحسن الاختيار ولا نوصل الرجل الصالح الذي جاء ليخدم بلده بدون أي تعليمات من الخارج أو من الداخل، كما ان الخوف من عودة مجلس تأزيم مرة اخرى وان يحل المجلس، وهناك اناس لم يصوتوا وليست لديهم قناعة، فيقول الذين يرغبون ضرب الديموقراطية والحريات وتعطيل الدستور والمجلس ان الشعب لا يريد هذا المجلس، فهنا نكون أعطينا بأيدينا هؤلاء ضرب الحريات والدستور ومجلس الامة فيتم حل مجلس الامة حلا غير دستوري وتتعطل الحياة البرلمانية ويوقف الدستور وبمباركة شعبية لأن الناس وصلوا الى هذه المرحلة من اليأس والتذمر.
واضاف المعيوف: ان اليوم واجبنا كلنا ان نسعى ليصل لمجلس الامة من تكون عنده القدرة على الحوار والتفاهم وعلى سماع الرأي والرأي الآخر والتناصح، مضيفا: اننا جربنا الصراخ والتأزيم ولم نحل اي مشكلة من مشاكل الكويت، بل على العكس زادت وكبرت حتى وصلنا الى مرحلة من اليأس قلنا فيها انه لا فائدة وهي اول مرة في تاريخ الكويت نبدأ البحث عن اناس يأتون لحل أزماتنا المالية ورواتبنا وأزماتنا الصحية وغيرها، حيث اننا غير قادرين على حل مشاكلنا، والسبب اننا لا نستطيع ان نتفاهم ونتفاوض.
وأشار الى ان البعض عندما تكون هناك ازمة يقول ليحل المجلس، مضيفا: انهم يهددوننا بالمجلس، فنحن لا يهمنا نرجع الى الشارع، لكن نحن نضعف دور مجلس الامة بكثرة حله، فكلما تم حل المجلس رسخنا عند الناس عدم قناعتهم بأداء مجلس الامة.
واضاف المعيوف: اننا نريد مجلس تفاهم وحوار يكون قادرا على ان يعطي ويتفاعل ويمد يد العون للحكومة، ولكن على الجانب الآخر يجب أن تكون الحكومة على مستوى مجلس الامة ومخرجاته، وان يكون رئيس مجلس الوزراء رجل دولة وعنده رؤى واستراتيجية لكيفية ادارة الدولة وان يختار وزراء دولة ولا موظفين كبارا، وعندهم رؤى لكيفية معالجة مشاكل وزاراتهم وترجمة هذه الرؤى الى برنامج عمل يقدم لأعضاء مجلس الامة ومن ثم تمشي السفينة ونقود البلد نحو التقدم والازدهار والرقي.
وناشد المعيوف الناخبين بعدم تغير الوجوه والاسماء فقط، بل ان تغير الفكر والنهج والرأي، فنحن محتاجون الى مجلس يفكر في مستقبل هذا البلد وفي مستقبل هذا الشعب، ولا يفكر في مستقبل قبيلته أو تياره أو حزبه، مضيفا ان على اعضاء مجلس الامة اذا وصلوا اولا ألا يجتمعوا في المزارع والشاليهات ويتفقوا على كيفية اختيار اعضاء اللجان، فالمهم ان يجلسوا تحت قبة البرلمان قبل ان تبدأ جلسات مجلس الامة ويضعوا ملفاتهم ومشاكل البلد ويحددوا الاولويات ويتفقوا ويكون هذا نهجهم ومنهجهم في التعامل مع الحكومة والا اذا لم تكن هذه صفة اعضاء مجلس الامة المقبلين، فأنا أبشركم بانه لن تحل مشاكل الكويت ولن تنتهي.
من جانبه، قال د.احمد الخطيب: ان شاء الله نحظى بمجلس جميع أعضائه يحبون الكويت وولاؤهم للكويت وللدستور والمساواة والعدالة والحريات، مضيفا ان الكثير قد عانوا من الوضع الاقتصادي الحاصل في الكويت، وان شاء الله يكون هناك مجلس ينصف هؤلاء ويجعلهم يشعرون بانهم في بلدهم وهو بلد نفطي وغني وليس فقيرا، متمنيا التوفيق للجميع في هذه الانتخابات.