حنان عبدالمعبود
أفادت إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأن الالتهاب الكبدي «ب» و«ج» يسبيان الوفاة لقرابة مليون شخص سنويا، وأن هناك نحو 500 مليون شخص حول العالم، أي ما يعادل واحد من كل 12 فردا، يعانون حاليا من إصابات مزمنة بالالتهاب الكبدي «ب» و«ج». وبمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبدي، أقيم مؤتمر صحافي ضم كلا من نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر هلال الساير، وعميد كلية الطب بجامعة الكويت ورئيس وحدة الجهاز الهضمي وعلاج أمراض الكبد بمستشفى مبارك الكبير د.فؤاد العلي، حيث تناولوا بالطرح والحوار الحملة التي تهدف للحد من انتشار مرض الالتهاب الكبدي «ب» عن طريق توعية المجتمع بأخطاره، وإلقاء الضوء على أهمية الفحص والاكتشاف المبكر للمرض وكيفية الوقاية منه، بالتعاون مع التحالف العالمي لأمراض الكبد الذي يضم منظمات غير حكومية تمثل أكثر من 200 مجموعة من مرضى الالتهاب الكبدي «ب» و«ج» حول العالم، وتقوم جمعية الهلال الأحمر بدور رائد في توعية وتثقيف المجتمع الكويتي.
مشكلة صحية
وأكد د.فؤاد العلي ان الالتهاب الكبدي المزمن مشكلة صحية خطيرة، و«تقدر نسبة المصابين به في الكويت بنحو 5% من إجمالي عدد السكان. وقد تكون هذه النسبة أكثر من ذلك ولكنها غير معلنة بسبب المعوقات الاجتماعية التي تحول دون الاعتراف به، أو العمل على اتخاذ الخطوات الوقائية المناسبة. مضيفا ان الخجل الاجتماعي يمنع الكثير من المصابين من السعي لإجراء التحليل خوفا من التشخيص الإيجابي ناهيك عن أن أكثر من 60% من المصابين يجهلون إصابتهم.
وأشار الى أنه بالرغم من عدم وجود دواء شاف للالتهاب الكبدي «ب» فإن هناك علاجات فعالة متوافرة ومتاحة من شأنها أن تساعد بشكل كبير على محاصرة المرض والسيطرة عليه قبل أن يتطور».وعن أعراض المرض قال د.العلي: يصعب اكتشاف ڤيروس الكبد (ب)، وفي الواقع لا تظهر أي أعراض على 40% من المصابين البالغين إلى أن تصبح الإصابة مزمنة. وإذا ظهر على المريض أي أعراض، فقد تتمثل في أعراض مماثلة لأعراض نزلات البرد مع اصفرار العين والجلد والشعور بالإعياء وآلام في الجزع وفقد الشهية وغثيان ورغبة في القيء وآلام المفاصل.
وعن التشخيص أوضح أن هناك العديد من الاختبارات التي تساعد الأطباء في تحديد مدى إصابة الكبد وكذا مستقبل الإصابة بڤيروس الكبد (ب). وتتضمن هذه الاختبارات سلسلة من تحاليل الدم ومسح الكبد وتحليل عينات من الكبد.
وأضاف د.العلي تتراوح الفترة بين التعرض لڤيروس الكبد (ب) وبداية ظهور الأعراض بين 45 و180 يوما. وتسمى هذه المرحلة بمرحلة «الإصابة الحادة». وإذا ظل الڤيروس في جسم الإنسان لأكثر من ستة أشهر، دون علاج، تنتقل الإصابة لمرحلة «الإصابة المزمنة»، ويصبح الأفراد المصابون بالالتهاب الكبدي (ب) المزمن عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بالكبد. وفي المتوسط، يتوفى على الأقل من 15 إلى 25% من المصابين بڤيروس الكبد (ب) بسبب أمراض الكبد المختلفة.
وعن أكثر الفئات تعرضا للاصابة قال د.فؤاد العلي: قد يتعرض أي فرد للإصابة بڤيروس الكبد (ب) وبخاصة الأفراد الذي لم يتم تطعيمهم. وهناك بعض المناطق المختلفة حول العالم والتي ينتشر فيها ڤيروس الكبد (ب) بمعدل أكثر من المتوسط مثل أفريقيا وآسيا وبعض مناطق جنوب وشرق أوروبا. ويعتبر الأفراد الذين يشتركون في استخدام حقن غير معقمة أو لديهم علاقات جنسية متعددة ولديهم تاريخ في الإصابة بمرض عن طريق العلاقات الجنسية من ضمن الأفراد المعرضين للإصابة بالڤيروس. ويعد العاملون في مجال الرعاية الصحية والأطفال الصغار لأمهات مصابة بڤيروس الكبد (ب) أكثر المعرضين للإصابة.
وعن العلاج تبين ان هناك العديد من العلاجات المختلفة لڤيروس الكبد (ب)، وتعد أكثر أنواع العلاجات انتشارا هي مضادات الڤيروسات. إن العلاج المبكر باستخدام مضادات الڤيروسات قد يساعد علي إبطاء تطور أمراض الكبد قبل وصولها إلى إصابات مزمنة.
ومن جانبه قال نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر هلال الساير، ان الالتهاب الكبدي (ب) هو إصابة ڤيروسية تصيب الكبد وتمثل خطورة كبيرة على الحياة. وقد يسبب الالتهاب الكبدي مضاعفات عديدة تستمر مدى الحياة وقد يؤدي لحدوث تليف وفشل الكبد والإصابة بسرطان الكبد. ولا يوجد علاج شاف له ولكن التطعيم يساعد على منع الإصابة.
وأضاف أن الالتهاب الكبدي الڤيروسي (ب) مرض معد وهو أوسع أنواع إصابات الكبد انتشارا وأكثرها خطورة على مستوى العالم. وينتقل الڤيروس عن طريق نقل الدم أو سوائل الجسم ومن الأم لطفلها خلال فترة الحمل أو من خلال الاتصال المباشر بمكونات الدم الملوث أو مزاولة الجنس دون استخدام واق أو تعاطي العقاقير عن طريق الأوردة دون استخدام حقن معقمة. ويفوق معدل الإصابة بڤيروس الكبد (ب) معدل الإصابة بڤيروس نقص المناعة (الإيدز) بمائة ضعف.
ويعد هذا الڤيروس قضية صحية عامة خطيرة على مستوى العالم، حيث يوجد أكثر من ملياري فرد (أي فرد من بين كل ثلاثة أفراد) مصابين بالڤيروس على مستوى العالم. وبالرغم من وجود التطعيم، إلا أن هناك حوالي 300 – 400 مليون فرد يعانون من إصابات مزمنة بڤيروس الكبد (ب) حول العالم، والذي يصعب اكتشافه دون إجراء اختبار دم. وتعد الإصابة به هي عاشر الأسباب التي تؤدي للوفاة على مستوى العالم. حيث لقد توفي 1.2 مليون فرد في العام الماضي وحده بسبب ڤيروس الكبد (ب) بالإضافة إلى إنه السبب في 80% من حالات الإصابة بسرطان الكبد. وكلما تعرض الفرد للإصابة بهذا الڤيروس في عمر مبكر، ازداد احتمال تحول الإصابة إلى إصابة مزمنة مما يؤدي في النهاية الى تليف الكبد والإصابة بسرطان الكبد.
مساهمات الهلال الأحمر
وأضاف الساير «أن مساهمتنا في هذه الحملة تأتي تماشيا مع الجهود العالمية التي تبذلها كل من الجمعيات والمنظمات الإنسانية للحد من انتشار هذا المرض الخطير، وبالتالي انقاذ أرواح الملايين من البشر، مشيرا الى ان جمعية الهلال الأحمر الكويتية عازمة على تكثيف جهودها لاستمرار وإطلاق المزيد من حملات التوعية المختلفة لتوعية المجتمع الكويتي بهذا الداء الملقب بالكارثة الصامتة».