بشرى الزين
دعا السفير التونسي هشام بيوض الدول العربية والخليجية إلى شراكة اقتصادية حقيقية مع دول القارة الافريقية وتعزيز علاقات التعاون الاستثماري بين الطرفين.
واعلن بيوض في مؤتمر صحافي أقيم مساء أمس الأول في مقر السفارة بحضور عدد من السفراء العرب والافارقة عن تنظيم «يوم افريقيا» الثلاثاء المقبل في قاعة سلوى الصباح في فندق مارينا بحضور شخصيات كويتية بارزة اضافة الى رؤساء البعثات وممثلي السلك الديبلوماسي الافريقي، مشيرا الى ان هذا اليوم سيكون مناسبة لعرض منتجات وانواع من المأكولات الافريقية للدول المشاركة.
وذكر بيوض أن هذا الحدث يكتسي أهمية لابراز الموارد البشرية والطبيعية التي تزخر بها القارة الافريقية وجذب الانتباه اليها لاستغلال فرص الاستثمار التي تختزنها هذه الدول، مبينا ان الهدف من هذا اليوم هو التركيز على العلاقات الاقتصادية التي تطمح اليها الدول الافريقية مع الكويت والدول العربية والعالم بصفة عامة لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التي تنشدها دول القارة.
واشار بيوض الى ان الفرص الاستثمارية التي تتوافر في افريقيا يمكن ان تكون مجالا لمشاريع واسعة من شأنها أن تساعد على تجاوز تداعيات الأزمة المالية، مضيفا ان هذه الرغبة موجودة عند رجال الاعمال والمسؤولين الكويتيين للبحث عن فرص جديدة في مجالات الاتصال والصحة والسياحة.
من جهته قال السفير المصري طاهر فرحات ان القارة الافريقية ذات مساحات شاسعة ومتنوعة تمثلها 53 دولة، مؤكدا ان هذه القارة تعرف حركة ودينامية نحو تحقيق وحدة اقتصادية وهو ما اعلنه جميع رؤساء القارة في اجتماعاتهم.
واوضح فرحات ان شمال القارة جزء من العالم العربي والافريقي ويعد بذلك حلقة وصل بين العالمين الافريقي والعربي، مشيرا الى ان هناك رغبة حقيقية من القادة الافارقة للتوصل إلى وحدة اقتصادية توفر سوقا ضخما لاي مستثمر خاصة انه سوق مفتوح ولا يوجد به عدد كبير من الشركات، مشيدا بالاستثمارات الكويتية التي تغطي مناطق من شمال القارة الى جنوبها في مجالات العلوم والاتصالات والصناعة والزراعة والسياحة، لافتا الى ان العالم سيشهد في الفترة المقبلة تباينا اقتصاديا بينما القارة الافريقية يمكن ان تحقق نسب نمو لا بأس بها، مبينا ان هناك توجها الى أهمية استكشاف اسواق جديدة في تجاه الشرق بامكانها ان توفر هذه الفرص، مشيرا الى وجود 14 تجمعا اقتصاديا افريقيا تحدو نحو الاندماج وتوفر فرص استثمار واعدة.
وفي رده على النزاعات الثنائية التي تشهدها بعض دول القارة قال فرحات ان منظمة الاتحاد الافريقي تحرص على تولي معالجة النزاعات الداخلية وانشأت لذلك مجلس السلم والأمن ولجنة الحكماء بمبادرة من عدة قيادات افريقية ويقوم بوساطة لمعالجة النزاعات التي تطرأ بين الدول، مشيرا الى ان هذا المجلس يتخذ مواقف تجاه المشاكل بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة بصفة تكاملية تراعي الخصوصية والرؤية الافريقية وتتماثل مع التزامات الدول على مستوى العلاقات مع منظمة الامم المتحدة، مؤكدا على ان الارادة السياسية لدى الدول الافريقية المؤطرة بمؤسسات فعالة تلقى تقديرا وتقييما من مختلف دول العالم.
وبدوره ذكر سفير الصومال عبدالقادر شيخ ابو بكر ان الصورة النمطية والتي تبثها وسائل الإعلام عن افريقيا غير سارة إلا أن هناك انجازات كبيرة وتطورات ملموسة في مجالات مختلفة استطاعت من خلالها القارة ان تقف على قدميها وتحل مشكلاتها بطريقتها الخاصة ما يبشر بمستقبل مشرق لافريقيا، مشيرا الى ان التعاون العربي ـ الافريقي يسير نحو الافضل والدليل على ذلك ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية في مجالات عدة حيث يخطو خطوات واسعة في هذه القطاعات ما يدل على أن التعاون الافريقي يسير إلى الأحسن. مشيرا الى ان افريقيا غنية بالثروات والموارد الطبيعية التي توفر فرصة لاستفادة رجال الاعمال العرب والكويتيين في مجالات مختلفة داعيا الاشقاء في الكويت الى الاستفادة من هذه الفرص.
واعرب ابو بكر عن شكره للدعم الذي تقدمه الكويت الى البعثات الديبلوماسية الافريقية وللجاليات الافريقية، مشيدا بدور الهيئات الخيرية الكويتية في كل دول القارة ومساعدتها لابناء القارة في المجالات الانسانية والاجتماعية.
ومن جانبه، دعا سفير كينيا محمد ماهات رجال الاعمال الكويتيين إلى الاستفادة من مجالات الاستثمار والتسهيلات التي تقدمها بلاده في قطاعات الزراعة والسياحة، مشيرا الى ان بلاده تقدم افضل منتج سياحي بين دول العالم.
كما اوضح سفير زيمبابوي ماك مانروي ان حالة الركود الاقتصادي التي تعم عددا من دول العالم جراء تداعيات الازمة المالية لم تتأثر بها الا دول افريقية قليلة ما يوفر مجالا آمنا لجذب رؤوس الأموال في أفريقيا، مشيرا الى الحدث الرياضي الذي ستستضيفه جنوب افريقيا في العام 2010 ما يتيح فرصة لزوار هذا البلد للاستمتاع بالاماكن السياحية المذهلة التي تنتشر في ربوع جنوب افريقيا وزيمبابوي وتنزانيا وموزمبيق أيضا.