بيان عاكوم
اسدلت الستارة اول من امس واكتمل المشهد السياسي بتشكيل حكومة جديدة والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: كيف ستكون العلاقة بين السلطتين خلال المرحلة المقبلة؟
حالة من الترقب يعيشها المجتمع في انتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في المشهد السياسي في البلاد، الا ان التفاؤل كان سيد الموقف لدى مجموعة من اساتذة العلوم السياسية بالتشكيلة الحكومية الجديدة بالرغم من تسجيل بعض النقاط التي في رأيهم يمكن تجاوزها من خلال وضوح رؤية الحكومة وعملها بشكل متجانس ما يؤدي الى تحقيق الهدف المنشود من استقرار وتعاون وتنمية.
استاذ العلوم السياسية وعميد كلية العلوم الاجتماعية د.عبدالرضا اسيري اكد لـ «الأنباء» ان الاهم في المرحلة المقبلة كيفية ادارة الازمات من خلال العمل المتجانس.
وقال يجب ألا تكون هناك سياسات مختلفة داخل الحكومة الواحدة ولا حكومة الـ 15 وزيرا وانما سياسة يكمل بعضها بعضا، مشددا على ضرورة توافر الجرأة لديها في الدفاع عن سياستها امام مجلس الامة. ورأى د.اسيري ان نتائج الانتخابات جاءت اقوى من تشكيل الحكومة التي يجب ان تكون مبنية على وقائع، مشيرا الى ان هناك اسماء بارزة ضمت الى الحكومة الحالية ولها دور في العمل السياسي، مشيرا الى وجود اسماء ليست لديها تجربة في الشأن السياسي وفي مواجهة التركيبة الجديدة لمجلس الامة، محذرا من عودة الازمات خصوصا بعد التهديد بالاستجواب مؤخرا لاحد عناصر الحكومة الجديدة. ورمى اسيري الكرة في ملعب رئاسة الوزراء مشيرا الى ان عليه التوفيق اليوم بين متطلبات مجلس الامة والتوافق الحكومي.
من جهتها عبرت استاذة العلوم السياسية د.هيلة المكيمي عن تفاؤلها بالتشكيلة الحكومية الجديدة ووصفتها بالجيدة، مشيرة الى انها تضمنت عددا من الوزراء من الممكن ان يساهموا في تشكيل فريق عمل يستطيع ان يشكل «لوبي» الحكومة داخل مجلس الامة. واضافت: هذا الفريق يمكن ان يشكل لاعبا سياسيا يحقق التعاون خلال المرحلة المقبلة، لافتة الى انها لابد ان تكون مبنية على روح الفريق الواحد. وزادت كنت آمل ان يكون هناك دمج بين وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة لان ذلك سيضفي المزيد من التعاون.
ورأت د.المكيمي ان دخول عدد من ابناء الاسرة الحاكمة الى الحكومة الجديدة مؤشر جيد وبداية لتعاون حقيقي، لافتة الى انه جاء ردا على ما كان يثار خلال المرحلة الماضية من خلاف داخل الاسرة الحاكمة ليكون ذلك صفحة جديدة في العلاقات.
وبالرغم من هذه النقاط الايجابية التي سجلتها د.المكيمي على التشكيلة الحكومية الجديدة الا انها رأت ان هناك جانبا واحدا قد يوضع في خانة التقصير وهو الاعتماد على المحاصصة القبلية والطائفية، لافتة الى انه كان بإمكان الحكومة تجاوز ذلك خصوصا ان نتائج الانتخابات البرلمانية ازاحت مسألة المحاصصة عن كاهل الحكومة، معتبر ان المحاصصة اثبتت فشلها في الحكومات السابقة لانها اخلت بمبدأ العمل بالكفاءة.
خطة خمسينية
أما استاذة العلاقات الدولية والباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية د.ندى المطوع فرأت ان معيار النجاح هو التجانس، وزادت: في كل تشكيلة حكومية تخرج كفاءات وتدخل كفاءات وإنما المعيار الأساسي هو التجانس والعمل كفريق واحد.
وشددت د.المطوع على ضرورة تقديم خطة خمسينية واقعية على ان تستعين الحكومة بالخبرات وإفرازات الجامعة والمؤسسات الخاصة من الاداريين والأكفاء الذين تستعين بهم دول خليجية.
واعتبرت د.المطوع تشكيل لجان حكومية فاعلة من اساسيات المرحلة المقبلة لتحقيق الخطط المطروحة.
وبينت ان تشكيل لجان مشتركة تجمع اعضاء المجلس والخبراء ومسؤولين لدى الحكومة لتطوير العمل من شأنه ان يحقق تطورا لحل بعض القضايا كالخدمات الصحية مثلا وغيرها من المواضيع الاساسية.
أكثر مصداقية
«التشكيلة الحكومية اكثر مصداقية من الحكومات السابقة» هذه رؤية استاذ العلوم السياسية د.شملان العيسى الذي اعتبر الحكومة الحالية اكثر تجانسا وانسجاما. وشدد في الوقت ذاته على ضرورة وضع اجندة يلتزم بها الجميع. وقال: «الحكومة ليست بالأشخاص وانما بالعمل الجماعي»، مشيرا الى ان هناك تحركا حكوميا نحو الإصلاح. وعن صورة المرحلة المقبلة، خصوصا بعد تهديد نواب باستجواب احد الوزراء قال: «هذه المزايدات السياسية أصبحت أمرا طبيعيا في الكويت وتعودنا عليها ولا نأخذها على محمل الجد».