حذر مرشح المجلس البلدي في الدائرة الثالثة م.ياسين الياسين من خطورة التأخر في وضع الدراسات والخطط الكفيلة بتطوير شبكة الطرق ومنظومة النقل المروري والمباشرة في تنفيذها بما يكفل معالجة جذرية للاختناقات في الشوارع الرئيسية والفرعية الآخذة في التفاقم بفعل الكثافة السكانية المتنامية والزيادة المطردة في أعداد المركبات.
وقال ان منظومة النقل المروري مضى عليها قرابة نصف قرن من الزمان ومن ثم تراجعت كفاءتها الى حد كبير ولم يعد في وسعها استيعاب الضغط المتزايد عليها جراء الكثافة السكانية المتنامية وبلوغ أعداد المركبات المسجلة في الادارة العامة للمرور الى عشرة أضعافها تقريبا أو ربما أكثر، مستغربا من ان تكون خطط التوسع في تطوير شبكة الطرق تسير على هذا النحو البطيء جدا، الأمر الذي يقتضي بذل الجهود الكفيلة بمعالجة هذه المشكلة معالجة جذرية تهيئ للكويت ان تكون بالفعل مركزا ماليا وتجاريا خلال السنوات الست المقبلة.
وذكر انه في ظل ارتفاع عدد السكان وازدحام المدن لم تعد شبكة الطرق السريعة الموجودة حاليا قادرة على استيعاب كثرة السيارات والشاحنات ما أدى الى ارتفاع حوادث الطرق السريعة بشكل ملحوظ جدا في السنوات الأخيرة ومن هذا المنطلق لابد من تطوير شبكات الطرق السريعة لتتواءم مع متطلبات العصر الحديث بما يكفل السرعة في الأداء والجودة في الخدمة والأمان للأفراد والمركبات داعيا الجهات المعنية ممثلة في وزارة الأشغال والداخلية والكهرباء وبلدية الكويت والتخطيط الى وضع خطة متكاملة بعيدة المدى وتنفذ ضمن جدول زمني وتتضمن حلا لمشكلة الاختناق المروري وتحسين التدفقات المرورية.
واشار الى ان وزارة الاشغال العامة اعلنت في وقت سابق عن عدد من المشاريع المتكاملة لتحسين كفاءة الطرق ومعالجة اختناقات السير منها المشروع الحالي في طريق الدائري الأول الذي يهدف الى تحويل الجزء الشمالي منه (من دوار الجهراء حتى دوار دسمان) الى طريق انسيابي، اضافة الى ربط مدينة الصبية الجديدة المزمع انشاؤها والتي ستستوعب نحو 250 ألف نسمة خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة، بمدينة الكويت بطريق بري وجسر بحري، لافتا الى انها من المشاريع الجيدة والفاعلة ولكن يخشى الا ترى النور في ظل التباطؤ في تنفيذ بعض المشاريع الحالية التي لا تتعدى كونها مشاريع صيانة فقط.
ودعا الياسين الى استنهاض الجهود الكفيلة بمعالجة الازمة الراهنة والتعجيل في تطوير شبكة الطرق الرئيسية والمتفرعة ومنها تطوير طريق الدائري الخامس (الجزء الغربي) من تقاطعه مع الدائري السادس وتحويله الى طريق سريع ذي تقاطعات حرة من دون اشارات مرورية، فضلا عن تطوير طريقي الدائري الثاني والثالث وشارع دمشق وشارع القاهرة وطريق الاستقلال والغاء التقاطعات المحكومة باشارات مرورية وتحويلها الى تقاطعات حرة للتغلب على الازدحام المروري خصوصا خلال ساعات الذروة، مشيرا الى ان تطوير منظومة النقل اصبح امرا حتميا في ظل التوجه نحو تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري ومن اجل مواكبة التطورات المتوقعة في الدولة والتي ستتركز حتما على قطاع النقل بشكل اساسي وستولد طلبا هائلا على هذا القطاع مما يستوجب اعداده لاستيعاب الطلب المتوقع عليه بفاعلية اخذا في الاعتبار الاثار السلبية لعدم تطوير منظومة النقل مع التطور الاقتصادي الذي ظهر في تجارب بعــض الــدول ذات الظروف المشابهة للكويت.
ومضى قائلا ان الازمة المرورية في البلاد اخذة في التفاقم، الأمر الذي يستوجب على الجهات المعنية بالمشكلة التنسيق مع اللجان العليا المنبثقة من اجتماعات مجلس التعاون الخليجي والاستعانة بمراكز البحث العلمي في الدول المتقدمة التي تختص باجراء الدراسات والابحاث في مجال السلامة المرورية وهندسة الطرق، مطالبا اياها كذلك بتفعيل الاعلام المروري المقروء والمسموع والمرئي وتأهيل العاملين في هذا المجال والسعي لانشاء صندوق لتمويل البرامج الوقائية في مجال السلامة المرورية ودعم البحوث الهندسية في هذا المجال.