اكد وزير الصحة والتخطيط السابق ورئيس المنظمة الاقليمية للبيئة البحرية د.عبدالرحمن العوضي ان مؤتمر البيئة الاول الذي تنظمه بلدية الكويت اعتبارا من الثلاثاء المقبل وتستمر انشطته لمدة ثلاثة ايام في غاية الاهمية، مشددا على ضرورة تناغم جهود الجهات المعنية لبث الوعي البيئي ومعالجة المشكلات البيئية التي يعاني منها الانسان في شتى المجتمعات.
وقال: للاسف اننا في الكويت لم نتعامل بشكل جدي مع البيئة ففي عام 1978 انجزنا خطة لطرح مناقصات لهدف قيام الدولة بالتخلص من النفايات بشكل علمي لكن المصالح والخلافات الشخصية عاقت هذه الجهود وها هي النفايات الآن مصدر دخل لكثير من الدول ولذلك اتمنى ان يكون مؤتمر البلدية الاول للبيئة جهدا جادا ومتواصلا، داعيا الى تشكيل لجنة تتولى هذا الموضوع وتقدم تقاريرها دوريا للحكومة ولمجلس الامة.
وعن مشكلات البيئة البحرية قال د.العوضي مع قضية المد الاحمر والطحالب التي تأتي مع السفن فان كثيرا من محطات تحليل المياه في كل دول المنطقة باتت مهددة لمياه الشرب عندنا وهناك انواع سامة من الطحالب من الصعوبة التخلص منها كما ان الشعب المرجانية تتعرض للتدمير وبذلك ندمر ثروتنا البحرية، ومن المؤسف ان يكون هناك اعتداء ظالم على البحر يتمثل في بناء مدن وانواع من الجزر الصناعية على البحر وقد نسينا مع ارتفاع نسبة ذوبان الجليد في القطب الشمالي ان ذلك سيؤدي الى ارتفاع المياه وتغطية الكثير من السواحل والمنشآت.
ودعا د.العوضي الى ضرورة العمل من خلال المنظمات الدولية والاقليمية الى ضرورة التخلص من السفن الموجودة في البحر منذ 40 عاما وتعتبر مصدر تلوث كبيرا، وقد تؤدي الى كوارث بيئية كبيرة. وأضاف: لابد من الحذر، فهناك من 50 الى 70 سفينة اميركية عسكرية تسير بالطاقة النووية في المنطقة، وربما تشكل احتمالية وقوع حوادث نووية وكل هذا يتطلب منا سن تشريعات ومضاعفة الرقابة لرصد الملوثات أولا بأول، خصوصا مع توجه عدد كبير من الدول الى انشاء محطات كهرباء تعمل بالطاقة الذرية.
ورأى رئيس المجلس العربي ـ الاوروبي للبيئة د.صالح المزيني ان المؤتمر جاء في توقيت مهم، وقال: لابد من نظام متكامل للتعامل مع النفايات، فهي جزء من البيئة وليس عندنا منظومة متكاملة لإدارتها، ونحن بأمس الحاجة الى التوعية وحسنا ان المؤتمر سيفي بها، ونأمل في صدور توصية رئيسية وقوية تضع المسؤولين في الدولة امام مسؤولياتهم وتعرض وتهتم بتنظيم ادارة المخلفات والنفايات، وهذا لو استمرت البلدية في هذا المؤتمر بشكل سنوي كما يحدث في كثير من دول العالم التي تهتم بالشأن البيئي.
وأما مدير ادارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للابحاث العلمية د.ضاري العجمي فقال: لا شك انه احساس بخطورة الامر من جانب البلدية التي بدأت فعلا تهتم بالشأن البيئي وتنبه لخطورته، فالنفايات المنزلية والانشائية والصناعية مؤسف الا يكون هناك اهتمام بها، وهذا ما انتهت اليه البلدية، كما تنبهت لوجود هدر كبير في المياه بسبب الصرف الصحي، ولابد من الاستفادة منه، ومعالجة البلدية لابد أن تأخذ دورا في مجموعة متخصصة في كيفية انشاء المنشآت الساحلية التنموية بالطرق العلمية الصحيحة التي تعطي مناظر جمالية وتحمي البيئة الساحلية التي تزخر بجزء كبير من السلسلة الغذائية للكائنات البحرية، ويجب ان تضع البلدية يدها في يد معهد الكويت للابحاث العلمية لهدف اختيار المواقع الصحية للمنشآت التنموية، بالاضافة الى العمل على المحافظة على البيئة الساحلية البرية وتنمية الشواطئ والمناطق الساحلية، وكل هذا يجعل من الكويت بلدا سياحيا، والمهم التعاون.