- مازال هناك أزواج يفكرون في كيفية إدخال السعادة على قلوب زوجاتهم
- اشتركت في سوق خيري ذهب ريعه لمساعدة السوريين وسعودي اشترى من المحل هدايا بقيمة ما تبرعنا به
- نقوم بتوظيف الشباب ممن يجد لديه القدرة على الإبداع
- أقدم أعمالي باللغة العربية وبتصميمي الخاص
كتبت: ليلى الشافعي
هي طبيبة أسنان خريجة جامعة الكويت حاصلة على شهادة بكالوريوس طب وجراحة الاسنان وزمالة الكلية الايرلندية للجراحين وشهادة البورد الكويتي في طب الاسنان، شابة كويتية طموحة تحترف الاعمال اليدوية وتصبغها بروح عصرية، مشغولاتها تميل الى التراث والخطوط العربية، ابدعت بشكل جديد في صنع الهدايا المقدمة وبأسعار زهيدة، انها د.هيا العمر التي تعلمت هذه الفنون من جدتها «شاها المزعل» رحمها الله، تقوم هيا بصنع علب الهدايا وتغليفها بشكل منسق وبحروف عربية بطابع جمالي مميز، عملها مهدى الى الاطفال والشباب والزوجات حسب نوع الهدية، انها صاحبة «دار هاء» تروي لنا العمر قصتها مع هذا النجاح:
كيف بدأت فكرة دار هاء؟
٭ منذ صغري وطفولتي وانا احب الاعمال الفنية اليدوية، وكان لجدتي «شاها المزعل» رحمها الله اكبر اثر في حياتي وتعليمي الاعمال اليدوية والابتكار فيها، حيث كنت امضي معظم الاجازة الصيفية معها، وكانت رحمها الله تعلمني في كل مرة مهارة جديدة، ثم انشغلت عن هوايتي بالدراسة والجامعة الى ان بدأت ابحث عن مكان في الكويت لتغليف هديتي لاحدى الصديقات ولم اجد ما في بالي، فبدأت اشتري ورق التغليف والكروت من خارج الكويت واغلف هدايا الاهل والاصدقاء المقربين ثم بدأت مشروع صغير من المنزل لتغليف الهدايا وعمل علب الهدايا على الطلب، واستمر المشروع لمدة 4 سنوات، ثم قررت بعد انتهائي من البورد فتح محل للهدايا وتغليف الهدايا.
من أين اتى اسم دار هاء؟
٭ اردت ان اعزز هويتنا العربية بجعل اسم المحل عربيا، ودار هاء من دار الهدية، وحرف هاء الذي هو شعار المحل من الاحرف العربية المميزة في الشكل وذات طابع جمالي.
ما رسالتك التي تريدين توصيلها من خلال دار هاء؟
٭ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تهادوا تحابوا»، فالهدايا تدخل السرور والهدايا مهما كانت بسيطة لكنها مغلفة بشكل جميل ممتع للنظر تسعد القلب، والهدية هي بمعناها المعنوي وليست بقيمتها المادية فقط، حيث في دار هاء حرصنا على توفير هدايا وكروت بعبارات عربية جميلة تصل الى قلب المهدى اليه، كذلك نؤمن في دار هاء بان كل شخص يستحق هدية جميلة، لذلك في رمضان اقمنا حملة لتغليف هدايا الصدقات بالمجان واسعدنا كثيرا مشاركة اهل الخير فيها.
تميز
ما الذي يميز دار هاء؟
٭ استخدامنا للحروف العربية هو اكثر ما يميزنا، فبدءا من شعار المحل الذي صممه الخطاط المبدع جاسم النصرالله الى العلب والكروت والاكسسوارات باللغة العربية.
ماذا تعلمت من مشروعك مع الهدايا؟
٭ هناك مثل إنجليزي يقول «إذا آمنت بقدراتك ونفسك ستستطيع عمل كل شيء»، ولقد اكتشفت ان عندي قدرات وإمكانات لم اكن اعلمها وقوة تحمل كبيرة، كما انني حولت هوايتي وما احبه لعمل ممتع لنفسي وقلبي.
هل تحددي الهدية بالمناسبة المقدمة لها؟
٭ نعم، خاصة انها مصنوعة باليد، فكلها مشغولات يدوية، لذا اشارك الزبائن مناسباتهم وافراحهم والاشخاص الآخرين الذين يهدونهم الهدايا خاصة ان كل من يأتيني يعود مرة اخرى، فكأنني اصبحت فردا من العائلة اشاركهم مناسباتهم، وهذا الشعور يسعدني كثيرا.
هل وجدت صعوبات عن افتتاح دار هاء؟
٭ كان من المفترض ان افتتح المحل قبل موعده بستة اشهر، لكن كانت بالفعل خيرا من رب العالمين لأنني افتتحته بعدما انتهيت من البورد حتى اكون موجودة واتفرغ له بعد ذلك، ايضا كنت اغضب واتضايق خلال فترة الحصول على الاوراق والتراخيص والمعاملات ولكن في النهاية الامور تمشي، تعلمت الا اطالع الامور كما هي بأعيننا، ولكن هناك امور لا نعلمها، الله يعلمها، وعلينا ان نتقبل كل شيء لنشعر بالراحة.
الطب
هل هوايتك تلهيك عن الطب؟
٭ لا اعتقد ذلك، لأن في النهاية طب الاسنان دراستي وعملي وانا استمتع به ولا اجد انه عبء علي لكنني اوفق بين الاثنين ببركة الله.
ما الذي تأملينه؟
٭ اتمنى ان نصل بدار هاء الى مرحلة العالمية وليس فقط الكويت وان شاء الله نفتح فروعا اخرى وان تكون هاء ماركة عالمية.
هل تفضلين ماركة بعينها؟
٭ لا ابدا، ليس لدي ماركة معينة، ولكن عيني تميل للجمال اكثر والذي يعجبني اقوم بعمله
السعر
ما أرخص هدية وما أغلى هدية؟
٭ يمكنك شراء هدية بحدود الدينارين، اما عن أغلى هدية فأنا لدي مفهوم معين بخصوص الأغلى، فليس من الضروري ان تكون الهدية غالية جدا لأنك في الوقت نفسه ستوهجين الشخص الذي أمامك لأنه سيفكر كيف يرد هديتك بنفس القيمة، وهنا ستفقد الهدية معناها الشعوري والاحساس، لذا لابد ان نفكر مليا في قيمة الهدية المعنوية قبل المادية حتى لو كنت شخصا غنيا جدا.
كيف تقيمين الأمر؟
٭ لابد ان نضع ميزانية ونحدد بالضبط ماذا نريد، حتى ولو كان الشخص مقتدرا ويستطيع ان يشتري أغلى الهدايا، واذا كان هناك من يتردد عليك ولكن هذا الشخص غال جدا عندي، الغلاء ليس بقيمة الهدية ولكن بتقدير الشخص واختيار الهدية وكيف نقدمها وهل هي مناسبة له ويحبها أم لا، وتختلف من شخص الى آخر، وبالتالي تختلف الهدية ففي الزواج نشتري أشياء مختلفة عن هدايا عيد الميلاد.
ما هي نصائحك لقرائنا؟
٭ دائما، اقترح على من حولي ان نفكر في طبيعة الهدية وان تكون تذكارا رائعا، ويظل الشخص الآخر، وان يظل قيمة فلا يمكن ان تضع مثلا 100 دينار من اجل كيك أو شوكولاتة، هذا شيء زايد عن الحد، لابد من الاختيار الدقيق، كما اننا علينا ان نعطي الآخر ولا نتوقع او ننتظر ماذا سيعطينا الطرف الثاني فيكفينا الشعور بالعطاء.
وما رسالتك؟
٭ أود الإشارة الى أهمية شعورنا بالعطاء وكيف يمنحنا السعادة، وهذا على جميع الأصعدة، فهو أمر ممتع فأنا أحيانا أعمل مع فئات التوحد وانت تعرفين انهم لا يشعرون بما تقدمينه ولكن يكفي انك تشعرين بما تعطينه، ولقد اشتركت في سوق خيري موجه ريعه لسورية، بعد ان قدمت ريع ما بعناه للمسؤولين، سبحان الله بعد يومين جاءني شخص من السعودية واشترى من المحل هدايا بنفس القيمة التي قدمناها بالضبط.
ماذا تكتبين في هذه الكروت؟
٭ أكتب أشعارا لخالد الفيصل أو كلمات حلوة وعبارات تهنئة، كما انني أضع عبارات تهنئة لمناسبات غير موجودة أبدا عن حفظ القرآن أو ارتداء الحجاب أو زيارة المريض بالمستشفى، وهذا شيء معروف فمناسباتنا كمجتمع اسلامي وشرقي غير، ايضا أعيادنا الفطر والأضحى غير موجودة بالخارج.
هل فكرتي في إضافة قسم للهدايا نفسها بالمحل؟
٭ نعم، اقتداء بفكرة الشمولية وأن يضم المحل كل شيء في مكان واحد ولكن قدر استطاعتي، فنحن مازلنا في البداية، ولكن لدينا خيارات حالية لهدايا بسيطة ولكن فيها مشاعر، فالهدية ليست في السعر ولكن المهم أن تكون بما تحمله من مشاعر وأحاسيس.
ما أكثر الهدايا انتشارا؟
فكرة الصناديق، فهناك الكثير من الصناديق التي تضعين فيها صورا وأشياء أخرى، كما تضعين فيها صورا وأشياء أخرى، كما تضيفين اليها ملصقات وعبارات، وأجمل ما في الصندوق أنه لا يرمى أبدا بل تستخدمينه في حفظ الأشياء ويظل ذكرى جميلة.
ما أغرب المواقف التي واجهتك؟
٭ جاءتني هدية طولها تقريبا متر ونصف المتر تريد صاحبتها تغليفها فظلت أسبوعا كاملا كلما هممت بالذهاب للنوم أفكر وأفكر كثيرا كيف سأغلفها نظرا لأنها ايضا دون شكل محدد وليست صندوقا. وكانت عبارة عن استاند فنجد فيها جزءا دائريا وآخر طويلا نجحت بتوفيق وإلهام من رب العالمين وغلفتها بصورة رائعة وقد أعجبت صاحبة الهدية كثيرا.
ما يسعدك؟
٭ أسعد كثيرا عندما يأتيني زوج يريد تغليف هدية لزوجته وأسعد أنه مازال هناك رجل يفكر في كيفية ادخال السعادة على قلب زوجته، ويسعدني أكثر أن تتصل بي الزوجة تشكرني على طريقة تغليفي للهدية.
بماذا تشعرين بهذا العمل؟
٭ جزء من السرور بأن ادخل البهجة والوناسة على قلوب اشخاص حتى وانا لا اعرفهم، فهذا يمثل لي قمة السعادة، وكثيرا ما أتلقى مسچات وصورا لزبائني وهم يتلقون الهدية، او ردود افعال اصدقائهم وهم يعربون عن فرحتهم، فذلك يسعدني جدا حتى لو انني لا اعرف هؤلاء الاشخاص الذين قمت بتغليف هداياهم فهذا الشعور رائع جدا.
هل وجدت لمشروعك مثيلا في الدول الاخرى؟
٭ من خلال سفرنا بالخارج نستوحي اعمالنا من الآخرين ومن تجارب الغير فنأخذ الافكار الرائعة، ولكن ليس بالصورة المقلدة، خاصة اننا نقدم اعمالنا باللغة العربية، وهذا اختلاف كبير بيننا وبينهم بالخارج، ولقد اكتشفت اننا الاول في مجالنا من حيث تقديم كروت باللغة العربية فهذا غير موجود بالسعودية ولا الامارات ودبي فحتى الكروت في محلي انا اصممها بنفسي.
آراء
ماذا يرى من حولك حول مشروعك؟
٭ الجميع يشجعني وحقا لولا وجودهم بجانبي وتشجيعهم ما كنت استمررت فأمي وابي وصديقاتي واهلي وحتى زبائني الجميع يشجعني ويحفزني باستمرار.
ماذا استفدت من عملك؟
٭ علاقات عامة وصداقات اجتماعية، فلقد تعرفت على عدد كبير من الشخصيات من خلال المحل، وتعرفت على بلوحرز وايد فهو مجال اجتماعي كبير لانه من الرائع ان تتعرف على الآخرين بشكل مميز.
كيف تشجع دار هاء الشباب؟
٭ نقوم بتوظيف الشباب ممن يجد لديه القدرة على الابداع من تخصص علاقات عامة ومصممين، وكذلك نشجع المواهب الشبابية والمشاريع الصغيرة لمن ليس لديه محل لعرض منتجاتهم لدينا مقابل رسوم رمزية.
اين ترين دار هاء خلال عام من الآن؟
٭ ارى دار هاء اسم وماركة عالمية في ورق التغليف والكروت باللغة العربية بإذن الله وان شاء الله ترون منتجاتنا في الخليج وباقي الدول.
ماذا تعلمت من خلال تجربتك مع دار هاء؟
٭ ايقنت حق اليقين ان كل ما يكتبه الله هو الخير، وحتى ان تأخر، ففي كل تأخيرة خيرة، ومررت كثيرا بظروف علمتني ان ما لا يقتلك يجعلك اقوى، وانه يجب ان تؤمن بنفسك ليؤمن بك الآخرين، واخيرا اتبع قلبك وحلمك ولا تجعل احدا يؤثر عليك.
من كان اكثر الداعمين لك خلال مسيرتك؟
٭ اكثر من دعمني عائلتي متمثلة في أمي د.سميرة السعد وابي د.فؤاد العمر واخواتي وإخواني وصديقاتي الغاليات.
هل توقعت التشجيع الذي لاقيتيه؟
٭ بصراحة لم اكن اتوقع هذا التشجيع الذي لاقيته من كل من حولي وحتى زبائن هاء، ورغم انهم لا يعرفونني شخصيا لكن مجرد زيارتهم لي ويعرفون انني اعمل كل شيء في المحل بيدي يثنون على ذلك ويشجعونني، فهذا الكلام يؤثر في كثيرا ويجعلني اكمل يومي بكل نشاط وايجابية وسعادة، لذا احب ان انصح بنات جيلي بأن يحرصن على وجود هواية او عمل لديهن ليبدعن فيه ويستمتعن ايضا، فمن الرائع ان يتقبل الشخص ما يقوم به بحب وسعادة.
كلمة أخيرة.
٭ اشكر جريدة «الأنباء» وهي جريدتي المحببة لما تقدمه من صدق وتمتعها بالمصداقية في كل ما تقدمه، واشكرك انت طبعا.