محمد راتب
وجه النائب مبارك الوعلان انتقادات لاذعة الى الجهات الحكومية القائمة على منطقة صباح الاحمد والتي تتستر على وضع هذه البؤرة ـ حسب وصفه ـ وما تحمله رمالها من ملوثات نووية وإشعاعية ذات مخاطر عالية على القاطنين وابنائهم هناك، والذين قد يكونون مصابين بسرطانات لا يعلمون بها.
وفي كلمته التي ألقاها خلال ندوة مرشح المجلس البلدي عن الدائرة الـ 9 غنام السويجي مساء امس الاول تحت شعار «لأجلك يا بلدي»، توعد الوعلان المتورطين في هذه القضية الخطيرة بالوقوف عليها مع النائب الاول لرئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك، داعيا الوزراء الى ان يواجهوا المشكلة بجدية وشجاعة، وان يتعاملوا معها بشفافية وأمانة، بدل إخفاء رؤوسهم في الأرض كالنعام، وان يعلنوا ان منطقة صباح الأحمد التي تحمل اسم صاحب السمو الأمير هي منطقة ملوثة وغير صالحة للسكن.
وشدد الوعلان على اهمية الوحدة الوطنية والتلاحم بين ابناء الكويت الذين التفوا سنة 1990 بإخلاص وروح واحدة تحت قيادة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، والذي كان سبب احترام العالم لهذا البلد، ووصف الذين يطعنون في قبائل الكويت بـ «الكلاب التي تنبح» وبـ «الصوت النشاز»، قائلا لهم: «انبحوا كما تشاؤون، فالقافلة تسير، ولن نسمح لكم بالنيل من وحدة اهل الكويت بقبائلها وحضرها وسنتها وشيعتها»، واضاف بالقول: «يكفي شرفا لأبناء القبائل، انهم لم يطعنوا في خاصرة حكام البلد اسرة الخير اسرة آل الصباح، والكفاءة والعمل هو المقياس الذي يحدد المخلصين لله ثم للبلد».
من جهته، اكد النائب السابق عبدالله عكاش حساسية القضية البيئية، وأهمية محاسبة المقصرين في هذا الجانب، متهما من وصفهم بـ «المتنفذين» بأنهم السبب الرئيسي لمشكلة التلوث، فهم يعملون لمصالحهم الخاصة، في حين ان الحكومة باتت عاجزة عن ايقاف اي مشروع متسبب في ذلك.
واعتبر عكاش ان غض الحكومة الطرف عن قيام القوات الاميركية بغسل معداتها المحتوية على مواد اشعاعية آتية من العراق في ميناء عبدالله قبل رفعها الى البواخر، يدل على عجزها وعدم صلاحيتها لتمثيل الأمة، وقال: «ان هذا الماء يشربه الشعب، والحكومة تجامل على صحته وحياته»، لافتا الى ان المجلس البلدي ومجلس الأمة لا يملكان الحل في مواجهة ما وصفه بـ «المد الطغياني والفاسد» لبعض المتنفذين المتهمين بنشر السموم في ميناء الشعيبة وعبدالله.
واضاف ان اي نائب سيكون عاجزا عن مساءلة وزير الدفاع الذي هو المعني بهذا الأمر، وان حل مجلس الأمة سيكون نتيجة حتمية فيما لو تمت المساءلة، وستبقى هذه القضية دونما علاج، وقال: «لقد اصبحنا في مسرحية يعيشها الشعب على حساب صحته، بسبب فشل هذه الحكومات المتعاقبة».
بدوره رفض مرشح المجلس البلدي للدائرة الـ 9 غنام السويجي ما تقوم به لجنة ازالة التعديات من هدم المساجد، ولفت الى انه سيتقدم مع مجموعة من المرشحين بوثيقة لترخيص هذه المساجد المؤقتة، والتي لم تبن الا للحاجة إليها.
وأوضح السويجي انه سيضع المسألة البيئية والحلول الخاصة بالتلوث على رأس سلم اولوياته اذا ما وصل الى المجلس البلدي، مشيرا الى ان المنطقة الجنوبية حسب التقرير الاميركي مليئة بالتلوث، وقال: «قبل أسبوعين ودعنا طفلة عمرها 12 سنة توفيت بالسرطان جراء التلوث البيئي، فما ذنب الأب والذين يسكنون هذه المنطقة المظلومة؟».