بقلم: مشعل الغانم
في مساء الخميس الماضي، أتاني خبر وفاة رئيس مجلس الأمة السابق «العم» جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي وهو في طريق عودته إلى الكويت من تركيا وفي الطائرة وقبل الهبوط بدقائق، رحل وكما رووا لي بكل بساطة، تاركا خلفه إرثا سياسيا، اقتصاديا، ورياضيا حافلا.
وقد أختلف كثيرا مع العم بوعبدالمحسن سياسيا وخصوصا من قضية الدوائر الخمس في 2006، وحتى استجواب أحمد الفهد في 2011، ولكن كان يعجبني رحمه الله بشيئين، أولهما سعة صدره التي لا تضاهيها سعة، فهو يبتسم لخصمه وكأنه «عدم» وله بطول البال تاريخ حافل، فالخلاف الذي جمعه مع «العم» أحمد السعدون غريمه التقليدي على سدة الرئاسة لم يعكر صفو المرجلة التي تكسو الاثنين معا، فلا أنسى سقوط العم السعدون في مجلس الأمة اثر تعرقله في كرسيه، ووصول «العم» جاسم إلى المستشفى مباشرة، وفي جميع أفراح وأحزان أسرة السعدون تجده، وأيضا شاهدت هذا المشهد مكررا في تشييع «العم» جاسم الخرافي، فكان «العم» السعدون أول الواصلين وأول المعزين، هذه الفروسية وهذا خلاف الشجعان، يبقى في ميادين السياسة فقط أما الأصول «وسلوم» الرجال فهم أهل حذوة فيه، أما ثاني مميزات «العم» جاسم، رحمه الله، فكانت الابتسامة التي تظن لوهلة أنها غير طبيعية كما اعتدنا، لا تفارقه في حزنه أوسعادته، يستطيع قلب أي حزن إلى فرحة وأي ألم إلى بلسم شاف، يبتسم ويقبل الجميع، لا يكل ولا يمل من الابتسامة، وأنا على يقين من أن الابتسامة هي مفتاح القلب، لذلك رحل جاسم الخرافي بمواقف تاريخية وأهمها «أزمة الحكم 2006» والتي أبلى فيها بلاء حسنا وكان على قدر المسؤولية.
ختاما: أتقدم إلى أسرة الخرافي كاملة بأحر التعازي والمواساة على فقيدهم وأدعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأتقدم إلى أبناء العمومة مرزوق وخالد وفهد علي محمد ثنيان الغانم بخالص العزاء بفقد خالهم وإلى السيدة والدتهم.. غفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى.