- الغانم: الجموع الغفيرة المشاركة في تشييع شهدائنا خير دليل على قوة وتلاحم وتماسك أبناء المجتمع الكويتي
- الراشد: ما حدث من عمل إجرامي جبان هو جرس إنذار لكل الكويتيين
فرج ناصر ـ حمد العنزي ـ بدر السهيل - عبدالله الراكان
في مشهد شعبي مهيب، ودعت الكويت أمس شهداءها الأبرار الذين طالتهم يد الغدر والإرهاب في تفجير مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر. وقد تقدم المشيعين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد وعدد من الوزراء والنواب والمسؤولين. واكتظت المقبرة بجموع المشيعين من أبناء الكويت الذين توافدوا ليحملوا النعوش على أكتافهم في مشهد سطرت فيه أروع صور التآخي والتآزر بين جميع شرائح وطوائف المجتمع. وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ان أهداف هذا العمل الإجرامي الجبان فشلت وان التواجد الكبير في المقبرة أكبر وأبلغ رد على من يعتقد واهما انه سيفرق المجتمع الكويتي، موضحاً ان «هذه الجموع التي توافدت لتشييع شهدائنا خير دليل على قوة وتلاحم وتماسك أبناء المجتمع الكويتي» سائلا المولى ان يسكنهم فسيح جناته وأن يعوض أهل الكويت خيرا وأن يبقي لحمتهم وتماسكهم.
وأكد الغانم أن أهداف هذا العمل الاجرامي الجبان فشلت وأن هذا التواجد الكبير في المقبرة أكبر وأبلغ رد على من يعتقد واهما بأنه سيفرق المجتمع الكويتي.
وبدوره قال رئيس مجلس الأمة المبطل علي الراشد ان ما حدث من عمل إجرامي جبان هو جرس إنذار لكل الكويتيين ليتكاتفوا حول قيادتهم الرشيدة، مضيفا ان الإجراميين أرادوا ان يفرقونا ولكن خاب مسعاهم فالكويتيون جسد واحد. ونسأل الله ان يتقبل شهداءنا ويشفي المصابين ويلهم أهل الضحايا وأهل الكويت جميعا الصبر والسلوان ولهذا يجب على كل الكويتيين ان يقفوا جسدا واحدا وقلبا واحدا في وجه هؤلاء ولن يستطيعوا تمزيق وحدة الكويتيين وسنكون يدا واحدة بإذن الله.
من جانبه، قال وزير الأشغال ووزير البلدية السابق د.فاضل صفر اننا نتقدم بالعزاء لجميع أهل الكويت في هذا المصاب الجلل الذي آلم الجميع وعزاؤنا انهم يحتسبون عند الله الأجر خاصة انهم كانوا في بيت من بيوت الله في يوم الجمعة من شهر رمضان وأثناء أداء الصلاة.
وأضاف ان حضور صاحب السمو الأمير إلى موقع الحدث وفي اللحظات الأولى هو دليل واضح على أبوته وعطفه على الجميع من أبناء الكويت، مؤكدا أن مثل هذه المواقف الأبوية من صاحب السمو الأمير وكذلك سمو ولي العهد هي محل احترام وتقدير من قبل أهل الكويت. مشددا على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وعدم الالتفات إلى الشائعات وضرورة أخذ الأخبار من مصادرها الرئيسية، داعيا الشعب إلى نبذ كل صوت ينعق بهدف إشعال الفتنة الطائفية.
وقال صفر ان الكويت كانت ومازالت وستكون عصية بإذن الله على من يعاديها أو يريد بها السوء والشواهد على ذلك عديدة على مر التاريخ سائلا الله أن يحفظ الكويت وأهلها.
بدوره، أثنى محافظ العاصمة الفريق م.ثابت المهنا على موقف صاحب السمو الأمير بحضوره كأول مسؤول يصل إلى موقع الحادث وهذا دليل على حرص سموه وخوفه على أبنائه الكويتيين. مضيفا أن تفجير الآمنين المصلين هو فعل إجرامي حقير لا يمكن أن ينال من اللحمة الوطنية ووحدة أهل الكويت ولن يستطيعوا أن يزرعوا الخوف في قلوب الكويتيين.
بدوره قال الخبير الدستوري د.محمد الفيلي إن المناسبة مؤلمة على المستوى الشخصي والإنساني والوطني، مشيرا إلى انه إذا كانت هناك فائدة من هذه الحادثة المؤلمة فهي ان ننتبه إلى خطر ما يحدث، وأشار إلى اننا يجب أن ننظر إلى المقدمات حتى نتجنب المخاطر.
وأكد الناشط السياسي مبارك النجادة ان منفذي الجريمة الغادرة استهدفوا الوطن بالكامل في هذا العمل الغادر، مشيرا إلى أن هذا التنظيم هو شيطاني يستهدف الأبرياء من دولة إلى أخرى، لافتا إلى انه علينا أن نكون على مستوى الوعي المطلوب حتى نعرف أهدافهم ومخططاتهم لنتصدى لهم، موضحا انه على الدولة الوقوف بحزم وبشدة ضد الأصوات الإرهابية النشطة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام لأنها هي القاتل الأول، حيث إنها كانت المحرض على هذه الأعمال التي يوهمون منفذيها بأن الجنة في انتظارهم، كما انه على الدولة والشعب محاربة التكفير بكل أشكاله حتى لا يفتك بالمجتمع.
وقال النائب السابق عدنان المطوع انه لا يسعنا في هذا اليوم إلا أن نعزي انفسنا لاسيما أننا في هذا الشهر الفضيل ونشكر كل أبناء الشعب الكويتي الوفي وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وأعضاء السلطتين لوقوفهم بشكل مشرف في هذه المحنة.
وقال المحامي علي العلي: نعزي انفسنا والشعب الكويتي في هذا المصاب ونسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه مناشدا الجميع تفويت الفرصة على من يريد العبث بأمن الكويت مطالبا بالوقت نفسه بوقف مسلسل الفتنة الذي نراه بشكل يومي بالتحريض على القتل واستباحة دماء المسلمين.
أما حسين المطوع وهو شقيق الشهيد قيس المطوع فقال إننا 5 أخوة كنا نصلي في مسجد الإمام الصادق يوم الحادث لكن الإرادة الإلهية اختارت أخي قيس الذي يكبرني بـ 4 سنوات، حيث إننا افتقدناه بعد الصلاة وبعد محاولات طويلة للبحث اتصلت بنا الإدارة العامة للأدلة الجنائية يخبروننا بخبر استشهاد أخي قيس.
7 شهداء إلى النجف
أقيمت الصلاة على 7 شهداء وتم نقل جثثهم إلى مطار الكويت تمهيدا لدفنهم في النجف الأشرف بناء على طلب ذويهم. وكان الديوان الأميري قد خصص لهم طائرة خاصة لنقل جثثهم إلى النجف الأشرف. والشهداء السبعة هم: صادق الناصر، طاهر بوحمد، محمد حسين حاضر، علي الناصر، مكي العمران، حسين إسماعيل الشيخ، عبدالعزيز الحرز.
لقطات من التشييع
٭ تواجد أمني كثيف منذ الساعة 12.30 ظهرا.
٭ شوهد تطوع كثيف من قبل الشباب موزعين على جميع أنحاء المقبرة بلبس موحد لتسهيل عملية التنظيم، معلقين شعارات «كرامتنا من الله الشهادة ـ شهداء الصلاة والصيام».
٭ قام بعض المتطوعين برفع أعلام الكويت أثناء التشييع.
٭ تم توزيع مرشات ماء على المعزين من قبل المتطوعين.
٭ سقط عدد من حالات الإغماء بين الرجال والنساء وتم إسعافهم من قبل رجال الإسعاف.
٭ قام بعض المتطوعين برفع أعلام الكويت أثناء التشييع، ورش الماء على المشيعين لتخفيف الحرارة الشديدة على المشاركين في الجنازة.
إخوان سنة وشيعة .. وهذا الوطن ما نبيعه
٭ أطلقت بعض أمهات وأخوات الشهداء أهازيج الفرح (الهلاهل) فرحا بالشهادة.
ردد بعض المشيعين شعارات ما بين:إخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه، والله، الوطن، الأمير، وتحيا الكويت، وعاش الأمير، بالإضافة إلى التنديد بالإرهاب.